[x] اغلاق
تائهةٌ في الحب
25/10/2012 13:10

 

تائهةٌ في الحب

بقلم: مارون سامي عزّام

فتّشي حبيبتي في ذاكرتي عن أي شيءٍ تريدينه، فلن تجدي سوى فتات أحلامٍ قديمة، حنّطَتها سواعد عزيمتي... فتّشي في أروقة قلبي عن أي فتاة نائمة على سرير ماضيَّ، فإذا وجدتِها أطرديها منه، اصرفيها حالاً، لأنّي لم يعُد بمقدوري تحمُّل وقاحتها وجرأتها في تحدّيها لذكرياتي معكِ، بعد أن بدأت تتطاول على حاضري المسالم، الذي أعيشه معك، بمنتهى الشفافيّة.

أين كان فكركِ أيّتها التّائهة عندما بُحتُ لك في ما مضى بأنّني معجب بكِ؟!... إلى أية جهة كنت توجّهين نظراتكِ عندما كنت تلمحينني؟!... هل كانت تمشّط أزقّة مشاعر الآخرين تراقب إذا كانت تكترث بكِ؟! اليوم بعد كل هذه السنين التي صَهَرَها الزّمن في فرن العُمر، لم يعُد بمقدور أي بصّار أن يقرأ فنجان أفكاركِ العَكِر، لأنّه بات أسودَ، من كثرة ما بصّر فيه أحوال مستقبلك سواءً معي أو مع غيري، يا لك من داهية!!  

ما زال فنجان أفكاركِ كما هو، لم تنظفّيه من ترسّباته وهلوسته، بينما أنا والحمد لله فقد وجدتُ امرأةً جديرة بثقتي... امرأةً ناضجةً، جميلةً، تحمل لي في قلبها الحنان والعطاء... تحمل في عقلها صورةً واقعيّة للحياة... هيا انطلقي أيّتها التّائهة، على دروب العشق السّريعة، فهناك تجدين أكشاك الحظوظ منتشرة بكثافة على جوانبها الخطيرة لعلها تستطيع تبيعكِ لعبة حب تّائهة، ربّما قد يحالفك الحظ هذه المرّة من يعلَم!!

ماذا تريدين منّي الآن؟!! فلست بحاجةٍ إليكِ بعد اليوم، اختفي... أغرُبي عن وجهي... ألقي بحبّك لي من فوق جبل عُنفوانكِ الشّاهق. ماذا تنتظرين بعد؟ ماذا تتوقّعين منّي؟! أن آتي إليك أو تأتين إليّ. ابقي واقفةً عند أفق الانتظار بعيدًا عنّي، لأن محاولة تقرّبك منّي، لكي توقعيني في مصيدة إغوائكِ لي، لأتحرّش بك، من أجلِ أن تهدّدي حياتي الهادئة، سوف تفشل، لأنّك بكل بساطة احترفت حياكة مريول الكذب، الذي تُزنّرين بها خاصرتك.

هيهات... لا تحلمي أحلامًا وهميّة... لا تُخطّطي خِططًا دنيئة، أنا أوعى وأحرص على نفسي التي تأبى الوقوع بتلك النّزوات المشبوهة، كما أن ثقافتي التي صقلتها السّنين، غيّرت ألوان مفاهيمي للحياة، منحتني درع الوفاء للتي وهبتني الأمان والاستقرار، وتعدّدت أحمال مسئولية الحياة الكبيرة.  

لَم أعُد مراهقًا كما في الماضي، عندما بهرتني ثروة جمالك الغنيّة بحرائر أنوثتك النّاعمة، واليوم لم أعُد آبه لها... اسمعيني، بإمكانكِ التّهرب من أي شيء فعلتِه في ماضيكِ... بإمكانك أن تختبئي خلف كواليس خيبتك زمنًا طويلاً، ولكنّك لن تستطيعي أن تهربي من عاقبة الزّمن، فحتمًا ستحلّ عليكِ لا مَحالة... ربّما من قدرٍ مُتَخَفٍ... ربّما من مصيرٍ حَتمي، لا أدري... بإمكانكِ الآن أن تضعي سرج أسراركِ فوق حصان طيشك الجامح، واعرضيه في سوق التّحف، فلن يشتريه أحدًا.

كم أذنبتِ بحق أجمل لحظات حياتكِ، وعصَيت أوامر عقلكِ مرارًا وتكرارًا، واستسلَمتِ لتحنّن قلبكِ الضّعيف، بألاّ تسلّميه لأحد، لخوفه مِن أن يطعنوه بخنجر الخيانة مرّة أخرى!! مكواة التّجارب قد كوتكِ أيّتها التّائهة عدّة مرّات. بعد أن تحطّم موكب تجاربكِ "الضخم"!! ستبقى ذكرياتكِ مع  العشّاق في صندوق أسود، عليه ختمكِ، ولن يفتحه أحدًا.

أشغلي نفسكِ بإعادةِ بناء الهيكلة المهدّمة ليس لثقتك بنفسكِ، بل لثقة الآخرين بكِ أيضًا، حاولت أن تجدي ملاذكِ عندي، لتعيدي ثقتكِ بنفسكِ من خلالي، وفشلتِ. أتحسبين قلبي مؤسّسة للتّائهات في الحب؟!... آسف، لقد أسعفني حظّي هذه المرّة، فلدي حبيبتي، وأنت ليس لديك سوى طلب المشورة من فتيات كنّ مثلك!! اليوم غدوت مثل علبة سيجار هافانا الكوبي الفاخر، يدخّنه الدهر بكبرياء يمتّعكِ، إلى أن يُفرغها تمامًا، ثمّ يُلقى بها في منضدة تخاذلكِ.