[x] اغلاق
ما هو المطلوب من المسيحيين العرب؟
25/10/2012 13:12

 

ما هو المطلوب من المسيحيين العرب؟
 

 

زياد شليوط

ما زال موقف المسيحيين العرب من الانتفاضات الشعبية في الدول العربية، يثير الاهتمام والبحث والمراجعة. في الأسبوع الماضي شاركت في مؤتمر مركز "اللقاء" في بيت لحم والذي عقد تحت عنوان: "الثورات العربية الى أين؟" وتمحورت احدى جلساته حول انعكاسات تلك "الثورات" على العلاقات الاسلامية- المسيحية.

وسبق أن تناول مركز اللقاء هذا الموضوع بالبحث والدراسة، كما تناولته مراكز أخرى، وكتب حوله العديد من المقالات، كما أصدرت دار " ديار للنشر" في بيت لحم مؤخرا كتابا بعنوان "الربيع العربي ومسيحيو الشرق الأوسط" ضم مقالات متعددة حول الموضوع حرره واشرف عليه القس د. متري الراهب.

كما أن الباحثين اختلفوا حول تسمية ما يجري في بعض الدول العربية، هكذا اختلفوا واحتاروا في مسألة موقف المسيحيين العرب. فالبعض يرى أن ما يجري "ثورة"، والبعض "ربيع" والبعض "انتفاضات شعبية" (انظر مثلا العدد الأخير من مجلة العربي، جورج قرزم-"الحضور المسيحي في الشرق العربي" اكتوبر 2012) وهكذا يرى البعض ان المسيحيين في الأقطار العربية شاركوا في الهبات الشعبية والبعض يرى انهم لم يشاركوا والبعض يعتقد أن الكنيسة لم تشجع أبناءها على الانخراط في الانتفاضات والبقاء جانبا الى أن تظهر النتائج.

وبعد متابعتي للموضوع سواء من خلال ما نشر أو من خلال مشاركتي في ندوات ومؤتمرات، خرجت بسؤال: ما هو المطلوب من المسيحيين العرب؟ وأطرح هذا السؤال لأن نظر الباحثين اليه غير مستقر، وغير متفق عليه. وكأني بالباحثين أصابتهم عدوى السياسيين. فالسياسيون يريدون موقفا من المسيحيين ورؤساء الكنيسة حسب أهوائهم ومصالحهم. والباحثون يبحثون عن موقف للمسيحيين يريحهم من عناء البحث والتحليل.

هناك – وأقصد فئة الباحثين- من ينظر الى المسيحيين العرب كأقلية، وهي نظرة خاطئة ومخطوءة كما يرى غالبية الناس، ويحكم على سلوكهم من ذاك المنظار. وهناك من يرى في المسيحيين العرب مواطنين عاديين ومتساوي الحقوق والواجبات، وهي نظرة صحيحة مبدئيا ومتفائلة واقعيا، لأنه ينقصها الكثير حتى يصبح المسيحيون متساوون في المواطنة. والبعض ينظر الى المسيحيين على أنهم كتلة واحدة وعليهم التصرف ككتلة. وهناك من يظن ان الكنيسة تملك مفتاحا سحريا تستطيع من خلاله توجيه أتباعها من العلمانيين كيفما تريد، وهذا أيضا أمر غير صحيح. فالكنيسة لا توجه ولا تأمر اتباعها سياسيا، انما تشجعهم على الانخراط في العمل السياسي والمجتمعي كمواطنين وأفراد، وقد جاء في رسالة بطاركة الشرق الكاثوليك الثانية "ان المسيحيين والجماعات المسيحية يندمجون في صميم حياة شعوبهم. وهم "آيات" إنجيلية بأمانتهم لوطنهم وشعبهم وثقافتهم الوطنية، ومع الاحتفاظ بالحرية التي أكسبهم إياها المسيح." ( الأب رفيق خوري - سداسية لأزمنة جديدة، ص148)

علينا التأكيد أن المسيحيين العرب في أوطانهم، هم مواطنون وليسوا رعايا أو أقليات وهكذا يجب التعامل معهم.

 

 

إحياء لرابطة الجامعيين أم رابطة جديدة؟!
 

في تصريح لرئيس بلدية شفاعمرو السيد ناهض خازم، من الأسبوع الماضي قال فيه:" وقمنا باحياء رابطة الطلاب الجامعيين التي غابت عن الساحة منذ أكثر من عشرين عاما،..."

أولا شكرا لرئيس البلدية الذي اعترف أنه كانت هناك رابطة للطلاب الجامعيين في شفاعمرو. ثانيا ومن باب الدقة والأمانة التاريخية فان الرابطة التي أشار لها لم تغب عن الساحة " منذ أكثر من عشرين عاما" كما جاء على لسانه، فالرابطة بقيت فعالة حتى عام 2000، أي أن غيابها لا يزيد عن اثني عشر عاما.

ثالثا، يتهيأ لمن يقرأ تصريح رئيس البلدية بتمعن أن البلدية قامت باحياء رابطة الطلاب الجامعيين التي نشطت على مدار عشرين عاما (1980-2000) من القرن الماضي، وواصلت نشاطها تحت اسم "رابطة الجامعيين" بعد تحولها لجمعية مسجلة. لكن يعلم الجميع أنه لا علاقة بين الجسم الجديد الذي أطلق عليه عنوة اسم "رابطة الطلاب الجامعيين"، وبين الرابطة الغائبة. فهناك اجيال من الطلاب تخرجت من الجامعات والمعاهد العليا، وجاءت اجيال جديدة، فالأصح أن يقول رئيس البلدية " أقمنا رابطة طلاب جامعيين جديدة" وليس "احياء رابطة الطلاب الجامعيين"، وهناك فارق في المعنى والقصد.

كما ألفت نظر بعض الطلاب الجامعيين ممن ثاروا على ملاحظة كتبتها مؤخرا، الى تصريحات رئيس البلدية المناقضة لآرائهم التي أفصحوا عنها، فهل هم بتلك الشجاعة التي واجهوني بها، ليواجهوا رئيس البلدية؟

ߠ السياسيين. فالسياسيون يريدون موقفا من المسيحيين ورؤساء الكنيسة حسب أهوائهم ومصالحهم. والباحثون يبحثون عن موقف للمسيحيين يريحهم من عناء البحث والتحليل.

 

 
هناك – وأقصد فئة الباحثين- من ينظر الى المسيحيين العرب كأقلية، وهي نظرة خاطئة ومخطوءة كما يرى غالبية الناس، ويحكم على سلوكهم من ذاك المنظار. وهناك من يرى في المسيحيين العرب مواطنين عاديين ومتساوي الحقوق والواجبات، وهي نظرة صحيحة مبدئيا ومتفائلة واقعيا، لأنه ينقصها الكثير حتى يصبح المسيحيون متساوون في المواطنة. والبعض ينظر الى المسيحيين على أنهم كتلة واحدة وعليهم التصرف ككتلة. وهناك من يظن ان الكنيسة تملك مفتاحا سحريا تستطيع من خلاله توجيه أتباعها من العلمانيين كيفما تريد، وهذا أيضا أمر غير صحيح. فالكنيسة لا توجه ولا تأمر اتباعها سياسيا، انما تشجعهم على الانخراط في العمل السياسي والمجتمعي كمواطنين وأفراد، وقد جاء في رسالة بطاركة الشرق الكاثوليك الثانية "ان المسيحيين والجماعات المسيحية يندمجون في صميم حياة شعوبهم. وهم "آيات" إنجيلية بأمانتهم لوطنهم وشعبهم وثقافتهم الوطنية، ومع الاحتفاظ بالحرية التي أكسبهم إياها المسيح." ( الأب رفيق خوري - سداسية لأزمنة جديدة، ص148)

علينا التأكيد أن المسيحيين العرب في أوطانهم، هم مواطنون وليسوا رعايا أو أقليات وهكذا يجب التعامل معهم.

 

 

برقية
يمكن للنفاق أن يجمّل الواقع.. أن يخفّف من حجم الحقيقة.. أن ينشر الكذب ويروّج للمجاملة.. لكن أن يعمل على تزوير التاريخ فتلك لعمري جريمة وليست نفاقا.

1
.
نور
25/10/2012
واعتقد انه من الافضل تقبلها وعدم انكارها.