[x] اغلاق
حول عرفزيون 2012
16/11/2012 21:09

 

التخلّي عن تقليد هام من أجل التقليد!!

حول "عرفزيون 2012"

بقلم: مارون سامي عزّام

القيمون على المهرجانات في العالم العربي، يُحضِرونالمطربين العرب الكبار، كي يُكرّموهم بشكل لائق، على تاريخهم الطويل في مجال الغناء، فيُحيون ليلة من ليالي هذه المهرجانات... يغنّون أغانيهم الخاصّة المعروفة، وما حصل في مهرجان "عرفزيون 2012" هو العكس تمامًا، إذ أنإدارة "عرفزيون" لم تُكرّم المشتركين على أدائهم الفني، بل هُم كرّموا كبار مُطربي العالم العربي، من خلال أدائهم لأغانيهم الشهيرة،فألغتالإدارة الحكيمة! هذه السنة تقليدها السنوي، بإحياء الأغنية المحلية، بدون مبرّرات تُذكَر، حتّى لو كانت شكليّة، ولكن ألا يحق لهاأن تتطوّر قليلاًمن خلال مهرجان "عرفزيون" الذي تبنّاهامنذ عدّة سنوات؟ مع أنها ما زالت وستبقى منبوذة جماهيريًا... منكوبة كلامًا ولحنًا!!

المستوى العام لهذه السلسلة الفنيّة، يهبط سنة تلو الأخرى... لاحظت هبوطًا في  عدد المشتركين، من هنا أيقنت أن ترتيبهم على الشاشة، لم يكن متسلسلاً، بل عشوائيًا، وهذه موضة جديدة من نوعها في عالم المهرجانات!!لم يكُن هناك أي فرق فنّي بين أصوات المشاركين الرّائعة والمطربين الضيوفإلاّ الشّهرة، فالضيوف معروفون محليًا من خلال موسم الأعراس، والمشتركون ذوو الأصوات الجميلة، ما زالوا يشقون طريقهم الفني، الذي كساه ضباب المجهول بعد هذه الليلة الفنيّة الصّاخبة!!

كمالاحظت أيضًا أن اسم المشترك كان واضحًا وكبيرًا على الشّاشة، بينما اسم الأغنية كُتب بخط صغير بالكاد يمكن للمشاهد قراءته.استعانت هذه السّنة الإدارة بفرقة موسيقيّة بقيادة المايسترو حسام حايك لإحياء السّهرة، يعني تحول مهرجان "عرفزيون" إلى مهرجان "طرب فزيون"!! لأنها تخلّت أيضًا عن تقليد آخر كان ملازمًا للمشتركين، وهو أن يغنّوا أغانيهم الخاصة، على طريقة الـ Playback،فبهذه الطريقة سهّلت عليهم الغناء بدون تعب أو تركيز، لأنه يصعب على المشتركين الغناء الحي، فيفقدون التناغم مع الفرقة.

لقد شاهدت أمامي على الشاشة أفظع استخفاف،من ثلاثة أشخاص تبادلوا الآراء الفنيّة القيّمة، وتباحثوا كاختصاصيين نفسيين حول نفسية المشتركين المتوترة!! ولمع في هذه الجلسة الفنّان الياس عبّود الذي "لاطف" الشاشة بابتسامته العريضة السّاحرة! وشدّني بأسئلتهالمبتذلة إلى حافة الاستغراب، يعني مجرّد ثرثرة لا مبرّر لها!!هذه المرّة "عرفزيون"، كان ضخمًا بديكوراته، لكنه كان صغيرًاباهتماماته الموسيقية، وذلك عندما تخلّتالإدارة عن بروفات وتحضيرات المشتركين الدؤوبة على أغانيهم الخاصّة.

ذكَرَ السيّد علي عبّاسي خلال كلمته، أن الفائز بـ"عرفزيون 2012"، سيُشارك في مهرجانات العالم العربي، وسؤالي بأي صفة كان سيشارك الفائز، بأغنية معروفة لمطرب عربي أم بأغنية محلية خاصّة به؟! يعنيمللنا من هذا الكلام الإعلاميالترويجي.عندما شكَر أيضًا خلال كلمته وسائل الإعلام على دعمها وتغطيتها، كان يتوجب عليه أن يعتذر للشعراء والملحّنين عن عدم تقديم أغانيهم.

قبل أن يُطلق السيد علي عبّاسي الأغنية المحليّة انطلاقتهاالأوليّة نحو العالم العربي، يجب عليه أن يُطلقهامحليًا، وهو يعلم أن انطلاقها محليًاغير وارد بالمرّة، لأنها ستبقى مندثرة تحت تراب الإهمال المزمن. لقد تمتّعت بمستوى التعليقات المهنيّة، والقدرات اللغويّة العالية للبروفيسور تيسير الياس، الذي ترأس لجنة التحكيم، والفنّانة مريم طوقان، تألقت بحضورها وبتعليقاتها المختصرة الهادفة، بينما تعليقات الفنان ميسرة المصري، كانت ترفيهيّة، ولم يكن لها أي تأثير على العلامات، فقط لتخفيف نسبة توتّر العالية للمتسابقين!!

المهرجان والحق يُقال لم يتخلَ عن تقليده السنوي، بإحضار إدارة سلطة البث برئاسة مديرها العام المحلل يوني بن مناحم، الذي أتقن كعادته فن التلاعب بالكلام مثل سيدالديماغوجية الإعلاميةنتنياهو، فاجأني أن سلطة البث خصّصت ميزانية 14 مليون شيكل،ولم يذكُر لأي جهة خصّصت هذه الميزانية! يعني مجرّد كلام دعائي مدروس بدقّة، لأننا دائمًا عرضةً لهجمات أكاذيب يوني. لو عُرِضَ "عرفزيون 2012" على قناة "هلا"،كُنا تخلّصنا من التّبعيّة الإعلامية للقنوات الإسرائيليّة، وتم تسليط الضّوء عليها أكثر.

من جهة أخرى فاجأني السيد كيّوف عندما قال أنه تم مضاعفة الميزانيات... أي ميزانيات!! فإن جميع البرامج العربية على قناة 33 ليس لها أي رونق أو نسبة مشاهدة عالية، فقط ساعات بث قليلة وضيّقة، بعد أن بدأت قناة 33 تتحوّل رويدًا رويدًا إلى قناة إخبارية، سمعتُ كلامًايحتاج إلى أدوات تفعيل...كلامًا يختبئ خلف ستار الانتخابات، بما أن سلطة البث تخضع مباشرةً لمكتب رئيس الحكومة.

سلطنتعلى الأغاني الطربية لكبار مطربي العالم العربي!...كماهاج وماج الحضور على ألحانها العذبة، فهتفواوصفّقوا للمشتركين، فشعرت أنّي أشاهد عرسًا شعبيًا، وليس مهرجانًايريد حقًا إبراز قدرات شبابيّة محلية جديدة. أنا متأكد أن جميع المشتركين، أحبّوا أن يفتخروا بأغانيهم الخاصّة أمام المجتمع، وأيضًا كي يشعر الشعراء والملحّنون أنّ أسماءهمقد نالت تغطية إعلامية واسعة، ولم يتعبوا هباءً،إنّما هذا قَدَرهم للموسم الحالي،بعد أن فوجئوا أن هذا التقليد المتعارف عليه في "عرفزيون"، قد تحوّل إلى تقليد أغاني مطربي العالم العربي.