[x] اغلاق
مــن أجــلِ كرامتــي
30/11/2012 14:15

 

مــن أجــلِ كرامتــي

بقلم: مارون سامي عزّام

بدأت اكتشف أنّني بالنسبة لك مجرّد امرأة التقيت بي في ممر الصُّدفة يومًا ما وأحببتني حبًا عارضًا، لأني أشعُر أنّ أحاسيسي الرقيقة بدأت تتعرّض لموجات عارمة من خبثك!... تريدني أن أبقى عارية عن معرفة طبيعتك الأخرى، كي لا أعرّي ماضيكَ، فتبرُد عاطفتك تجاهي... فلماذا تخاف أن آكل من ثمار شجرة معرفتك؟!! كي أبقى جاريةً لحبّك؟!!... كي تبقى ذلك الرّجل الغامض الذي يحتفظ بتاريخه، يتحفّظ على أحداثه، الحريص على أسراره؟!!

بعد وقت قصير اقترب منّي شيطان ماضيك، وأتى نحوي على شكل ثعبان، وأغواني أن آكُل من شجرة معرفتك، لأتوغّل أكثر في غابة شخصيتك المكتظّة بالأسرار، فلسعتني لسعةً لاذعة آلمتني قليلاً، لكنّها فتَحَت لي جنة أخرى كنت أجهلها، خبّأت فيها رواياتك البطوليّة مع أخريات، فكّرتُ جيدًا ولم أتسرّع بالحُكم عليكَ، مع أني شعرت مع مرور الوقت أنّك لَعوب... لذلك قرّرتُ أن أمنحك فرصة أخيرة كي تُكفّر عن ذنوبكَ، لعلك ترتد عن عادتك السيئة في ملاحقة النساء!!

لقد نجحتُ بزعزعة أركان كيانك العشقي، فشعرتَ بقوّة ضعفكَ أمام قدراتي العقليّة، فأنت أردتَني أن أبقى تحت سيطرتك، ليتسنّى لك أيها الماجن النّسائي المراهنة على حبّي، مع أنّك أنت الخاسر الوحيد في لعبتك الدّنيئة، لكنّي أقسمتُ أسحب ما تبقّى من رصيد إخلاصي لك، إذا لم تعلن توبتكَ... أنا آسفة، فإنّي أرفض أسلوب تعاملك معي، حتّى أرى بوادر تنسكك عن شهوة التنقل من زهرةٍ لأخرى، تمتصَّ منها رحيق الوفاء، لتصنع منه عسل وعودٍ مغشوش.

كم من فتاة ذرفت قطرات كرامتها بين يديك، وأحرقتهما حرقًا، ولم تتعلَّم درسًا في عالم احترام بنات العائلات، لكنّك لن تجرؤ أن تتلاعب معي بعد اليوم، لأنه ساعتها سأسكب في قلبك زيت عقابي الحارق... لا تحسبني مجرّد بدّالة هاتفيّة، تتلقّى مكالماتكَ، لكي تُسمِعني عبر سمّاعة الهاتف كلماتك الساحرة، تعتقد لغبائكَ ما زلت مُلثّمة بلفحة جهلي لأركان شخصيّتك "الفذّة"... هيهات يا كازانوفا القرن!!، فكبريائي وكرامتي لم يعترفا بتسجيلات مكالماتكَ.

أنا أفهمكَ جيدًا، فقد اتخذتُ كافّة الاحتياطات الغراميّة، لأعرف أين تكون مَضاجع أفكاركَ عندما تكلّمني على الهاتف؟!... أريد أن أعرف كيف تكوّنت ينابيع لوعتك الجوفيّة؟! رغم أنّي إلى الآن لا أعرف أين مصبّها الحقيقي؟! هل في قلبي؟!... أم في قلب أخرى؟!... حقًا لا أدري، فكرامتي تقف حائلاً بيني وبينكَ.

بربّكَ قُل لي كيف وافقتَ أن تقحم سدّ تحفّظاتكَ منّي ومن جمالي؟! الذي سمعتك تقول ذات مرّة أنه عادي ومتقلب، جرّاء مساحيق التجميل التي أضعها على بشرة وجهي، فرغم كل ما قلته عني من أقوال مُلفّقة، لكنّي تجاهلتها بالمرّة، لأنّي فعلاً أحبّك، ولكن كرامتي لا تسمح لي أن أقَدّم لك ولو كسرة إخلاص، حتّى أتأكّد أنّك نادم حقًا على أفعالك، ولم تعُد عشّارًا في حبك لي، توزِّع عُشر تفانيك علي، والبقيّة توزّعه على المحتاجات إلى عطفكَ!!  

عندما تعرّفت إليكَ، بدا لي من كلامك أنّك إنسان طموح، مُطّلع على ما يدور في هذا الكون من أحداث، لقد حصلت بسرعة على هذه المعلومات، قبل أن أتورّط أكثر في صفقة حبّك المشبوهة؟! أنتَ لم تأخُذ بالحسبان أنّني سأسمع يومًا ما شهادات واقعية من بعض السّاذجات عن ألاعيبكَ معهن!! بعد أن اعتقلتَ سذاجتهن في معتقل تحايلك الفظيع عليهن... وعاملتهن وكأنّهن دمى للهو، أأدركتَ الآن لماذا كرامتي لن تنحني أمامك؟!!

تصرّفاتك غير المنطقيّة أبدًا، تنم عن انفلات في كوابح حياتك الشّخصية، التي لا يمكنني القبول بها، في حال قبلتُ بك شريكًا لحياتي، هذا الأمر يتنافى مع جوهر فتاة تبحث عن شاب أخلاقه رفيعة، عقليته تنبثق من صميم وعيه، ترتكز على ضوابط فكريّة سليمة، أرجوك... دع ضميركَ يحاسبكَ على أفعالك، أعذرني فإني أفعل ذلك لأجل كرامتي.