[x] اغلاق
نسمات شفاعمرية
28/12/2012 12:00

نسمات شفاعمرية

بفلم زايد خنيفس

لقاءات المعايدة واكتمال الوجوه

كل شيء يبدأ بتربية صحيحة وينتهي فيها، وقطف الثمار من غلة لا تأتي صدفة بل لأن أصحاب الأرض عرفوا قيمة أرضهم، وما عليها وفي سحابها وفضائها تنتعش الأشجار في مشهد الهي، يعرف أيادي فلاح اصر في صلاته الدعاء للخالق ورب العباد، وكل شيء يبدأ بالنوايا الطيبة وينتهي فيها وغير ذلك الصور تبقى الكلمات الصادرة من افواه المسؤولين لا قيمة لها، تسبح احرفها في القاعات الكبيرة بأشكالها الهندسية وألوانها وأعمدتها، وتحفظ على واجهتها رسم وجوه سابقة ومن كانت نواياهم صادقة ولا صدفة بقيت اسماؤهم على اسطر الكتب المقدسة.

اطفالنا لا ينتمون في هوياتهم الاولى لجماعات وطوائف وابرياء في خلاصة سنواتهم الاولى، واطفالنا في مدينتي من حقهم ان يعيشوا اجواءهم البريئة البعيدة عن سموم بعض الكبار سنا، ولا اخفي مشاعري في مطلع الاسبوع عندما زار حفيدتي "سلمى" مجموعة من ابناء المدينة، ولبسوا زي بابا نويل وعلى وقع أجراس الميلاد والوجوه المتخفية باحثة عن فرحة طفل يبحث عن ميلاده الجديد وفرحه الاتي وخفايا الزمن، وكم كنت مسرورا بان ابناء بلدي يجولون في شوارع المدينة وأضواءها وشجرة وأسراب غزلان ويبحثون عن فرح الاخرين، وقد أفهم الصور الجميلة ولا أفهم حتى الان بعضهم يرمي القافلة بحجر ليعكر فرحة أصرت بقاء عبق المدينة صامدا ويفوح بأحيائها القديمة والجديدة والانحاء المترامية.

كنت من الذين شاركوا في لقاء المعايدة في قاعة السيدة العذراء مريم، وكانت الوفود صادقة بوجهها وملامحها وهي على موعد مع فرح من افراح المدينة وأجراس تدق في القلوب الصادقة، وان كان لا بد ان أقولها بصراحة فان المعايدة في كل اعيادها ناقصة والوجوه لم تكتمل والدعوة للمعايدة من كهنة وأئمة في المساجد والخلوات، وابعاد مسافات السياسيين عن حلقات القاعات الكبيرة مطلبا لأن من حق كل الوجوه ان تكون على موعد مع فرح المدينة الكبير.