[x] اغلاق
نسمات شفاعمرية
4/1/2013 10:42

 

نسمات شفاعمرية

بقلم زايد خنيفس

الشيخ فهيم سليم عليان واسماء في الذاكرة

قال احد الصالحين رضي الله عنه " بين رمشة عين واستكانتها يغير الله من حال الى حال " , وهذا الاسبوع رحل الى جوار ربه المرحوم الشيخ فهيم سليم عليان والذي شغل حقبة من الزمن عضوا ونائبا في المجلس البلدي وبالتحديد في فترة المرحوم الرئيس الثالث لبلدية شفاعمرو ابراهيم نمر حسين والذي سبقه المرحوم جبور جبور وسبق الاخير المرحوم داهود تلحمي , ووفاة الشيخ ابو كمال فهيم عليان  , وعلى الصعيد الشخصي كن لها وقع خاص بالنسبة لي فهو امتداد لطريق ومدرسة كان منهم المرحومين الشيخ حسين عليان ابا نايف ووالدي الشيخ صالح خنيفس رحمهما الله ورحم كل من غادر هذه الدنيا تاركا بصمات من الخير لا تمحيها السنون .

كثيرة هي المشاهد التي تمر امامنا وتحتاج لبلورة معانيها وكثيرة هي المشاهد العبثية التي ترحل ولا تبقى فهي مثل الايقاعات تتفاعل في حلقنا وفي عقلنا , ولا تتم دائرة الرؤية الا باكتمال المشهد وطقوسه ,  ورحيل الشيخ ابا كمال سيكون متشابها لرحيلنا جميعا فلا يبقى على وجه الارض الا وجه خالق هذه الدنيا واسماء امكانها وعواصمها ولا يبقى من الانسان الا اعماله والفرق شاسع بين بصمات الخير والصور القاتمة , والمسافة شاسعة بين دمعة في حرارة الوداع ودمعة في برودة الوداع , والرجال بمعانيها لا تسقط من القوائم ولا تذوب كالثلج الابيض ولا تغادر دفاتر اليوميات القديمة .

تحدث الخطباء عن مناقب الفقيد ابا كمال واجمل ما في كلماتهم واروعها رجولته  واماناته وغيرته على ابناء العشيرة ومجتمعه الكبير واجمل واروع خصاله صدق اللسان ونظافة اليدين , ورغم سنوات العمل السياسي والاجتماعي فقد  بقي المرحوم كسلفه الصالح يرضع تربية واخلاق كالندى الممتد على مساحة الشجر والعناقيد الصباحية وان جاز لي ان اقولها بصراحة الاحرار اجمل خصال المرحوم بل كل البشر تواضع وانتماء والقائل " يا رب اذا اعطيتني جاها لا تأخذ مني تواضعي  " , كلمات من النور والانوار على مساحة وامتداد جثمانك الطاهر وكلمات المرحوم جبور جبور عالقة في المشهد وعنما قال مرة " القحط ليس قحط القمح بل قحط الرجال " فما احوجنا للرجال المخلصين لأنفسهم ومجتمعهم وبلدهم فهم اعلاما يرفرفون بأعمالهم في سماء مدينتهم .

مبارك قرار المجلس البلدي بتخليد ذكرى  المرحوم بإطلاق مؤسسة على اسمه , ومبارك تكريم الرجال بحياتهم وايامهم , فهناك سطورهم باقية على جبين المدينة واقواس مداخلها والطريق واحدة , وصبر عائلة الفقيد بعد افتقاد بعض ابنائها اجر عند الله على صبرهم فما نحن البشر الا في امتحان الله بخلقه