أنت تحبين أسرتك-ولا شك لدينا في ذلك- ولكنك قد تشعرين أحيانا بشيء من النفور من المشاركة في الأنشطة الأسرية، قد تتنوع أسباب ذلك الشعور، ولكنه شعور طبيعي قد يبدو صحيا في بعض الأحيان. إحجامك عن الانضمام إلى أفراد أسرتك في تنقلاتهم والخروج معهم في الرحلات والزيارات العائلية قد يرجع إلى شعورك بعدم حصولك على القسط الذي تحتاجينه من اهتمام والديك،أو إلى شعورك بتفضيلهم بعض أشقائك عليك في المعاملة، أو إلى شعورك بغياب الاهتمامات المشتركة بينك وبين أشقائك، خاصة إذا كانوا من الذكور. سيدفعك الخجل بعد اختلاف مظهر جسمك وظهور أعراض الأنوثة عليك إلى الإحجام عن التعامل مع الذكور من أبناء العائلة وقد ترغبين في قضاء وقت فراغك في ممارسة أنشطتك المفضلة أو بصحبة صديقاتك.
قد ترغبين أيضا في الانعزال عن بقية أفراد الأسرة لتجنب انتقاد الجميع-خاصة الوالدين- لتصرفاتك وتعليقاتهم على اختياراتك لصديقاتك ولنوعية ملابسك ولطريقة تعاملك مع المحيطين،وستزداد المشكلة كلما غاب التفاهم عن المشهد ولم يبدِ المحيطون حرصا على الوقوف على المشكلة وتحديد أسبابها والبحث عن حل لها.
اللجوء إلى أحد الكبار من أفراد العائلة قد يكون وسيلتك للحد من معاملة والديك غير المحببة، فسارعي إلى استشارة أحد الراشدين من أفراد العائلة واطلبي تدخله للحد من حالة التوتر التي تنتاب علاقتك بوالديك. حاولي أيضا الإقلاع عما يثير استياءهم من أنشطة وأفعال وابتعدي عمن لا يرضيان من رفيقات الدراسة أو جارات السكن كي تضمني رضاهما وصفاء نفسيهما تجاهك. أما بالنسبة للأشقاء فابحثي عن وسيلة تقربكِ منهم، مثل المشاركة في بعض الألعاب الترفيهية أو مشاهدة بعض الأفلام المحببة،اخرجي معهم إلى النادي أو إحدى الحدائق لقضاء وقت الفراغ وامنحيهم قسطا من الاهتمام الذي تمنحينه لأقرب الصديقات.
إذا أردتِ الحفاظ على خصوصيتك والإفلات من بعض الاجتماعات الأسرية التي لا تشعرين بوجودك فيها فهناك أعذار قد تكون مبررة ومقبولة عند التصريح بها، وقد تعفيك من الحرج ولا تثير انتقاد والديك، ومنها:
انشغالك بالمذاكرة
أفضل وسائل الإفلات من أي عمل منزلي تسنده إليك والدتك أو من دعوة للخروج إلى مكان لا ترغبين في التوجه إليه هي التعلل بالانشغال بالمذاكرة. عبري لوالديك عن شعورك بالقلق من نتائج امتحانات آخر العام ورغبتك في تحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات لضمان القدرة على إجابة جميع الأسئلة التي قد تتعرضين لها.
رغبتك في مساعدة صديقة لك تمر بأزمة
اخبريهما أن إحدى صديقاتك تحتاجك إلى جانبها لشرح بعض النقاط الصعبة في المناهج الدراسية أو لمرورها بوعكة صحية وضرورة ذهابك إليها لإطلاعها على الدروس الجديدة.
استعدادك لمسابقة فنية أو رياضية
تعللي باستعدادك لمسابقة فنية أو رياضية وضرورة منحك وقتا أطول للتمرن لإتقان المهارات المطلوبة وضمان الحصول على نتيجة متميزة. حاولي استغلال الوقت في عمل شيء مفيد لك ولمستقبلك الدراسي ولا تتورطي في الكذب كي لا تفقدين مصداقيتك لدى والديك، فقط امنحي ممارسة نشاطاتك وقتا زائدا يضمن لك الابتعاد عن المنزل وعدم الاضطرار للمشاركة في النشاط الأسري الذي لا ترغبين المشاركة فيه.
حاجتك للراحة
إن لم تفلح الأعذار السابق ذكرها فبرري إحجامك عن الخروج مع الأسرة برغبتك في نيل قسط من الراحة بسبب ازدياد أعباء الدراسة أو بسبب مرورك بحالة نفسية سيئة. لا تدعي المرض كي لا تقلقي والديك واكتفِ بالتأكيد على عدم ارتياحك النفسي لفكرة الخروج.
انشغالك بمشروع دراسي
أخبري والديك بضرورة انتهائك من مشروع دراسي هام ستؤثر نتائجه على نتائج العام الدراسي وأكدي لهما انشغالك بالإعداد له مع بعض زميلات الدراسة.
