بقلم زايد خنيفس

معركة قادمة وعلى صخرة تبقى مدينتي

ازالة صور القوائم والمرشحين بعد معركة لم تكن حامية هذه المرة  لنعلق قريبا صور ومشاهد جديدة , والمعركة لم تكن حرارتها مرتفعة , ولاسباب عديدة وبضمنها يأس الناس من حكومة تجاهلت قضايا حياتية واقتصادية بل تجاهلت شعبا فلسطينيا مطالبا بحقه باقامة دولته وكيانه , ولم يكن رد الجمهور الاسرائيلي على تجاهل حكومته طويلا وكان الرد سريعا لأن البذور في الحقل الواسع ايقظته حبات المطر وما تزرعه تحصده في نهاية المطاف ,وحصول قوائم الوسط واليسار على هذا العدد من النواب لم يكن صدفة والرسائل اذا لم تفهم معانيها " القيادة الرشيدة " فانها مشكلة والانفجار حاصل لا محال .

لا افهم الاصوات المطالبة في مقاطعة الانتخابات ولا افهم بقاء اكثر من 45% من الجمهور العربي في بيوتهم وعدم ممارسة حقهم في التاثير على سياسة تريد بقاءهم حيثما كانوا , وفي عودة للمشهد المحلي الشفاعمري فقد سارت الامور هادئة ولم تسجل أي حادثة تعكر الاجواء بل كان التنافس بروح رياضية , وهي محطة لافتة وعندما حاول البعض ربط النتائج مع الانتخابات البلدية القادمة وبين اجنحة ثلاث يحاول كل جناح تسجيل نقطة فوز على بعد اشهر عديدة , وقد يكون البعض قد ربط بين نتائج الانتخابات البرلمانية وما سيحصل في اكتوبر القادم, وقد يكون هناك ربط غير مباشر بين معركتين والفرق بان نسبة التصويت في المعركة القادمة ستتجاوز 80% , والاجندة المطروحة ستكون مختلفة والمصالح ستكون مغايرة والعودة الى الوراء خطيئة بحق بلد يصبو لمستقبل افضل والامانة كبيرة بل عظمى , وفي كل المشاهد على هذه الصخرة تبقى مدينتي .

انتخابات .. وسقوط الصور الاخيرة .

افلاطون الحكيم له مكانة بين فلاسفة عصره وحكمائها بل انه نور لا زال يسطع من ازمان غابرة وتلاميذه ومن اتوا بعده وفلاسفة سبقوه  يشهدون على عصور عادت فيه الحكمة ولم تغيب , وافلاطون وهو القائل " ليس الملك من ملك العبيد بل ملك الاحرار " وهو القائل " الذي يعلم الناس الخير ولا يعمله هو بمنزلة من بيده سراجا يضيء لغيره " .

وفي المشهد الاخير للانتخابات سقطت الصور الاخيرة للمرشحين وبقيت من كان حظه اوفر وفي المشهد الاخير كشفت عورتنا ورخص بعضنا مقابل حفنة من المال وجاهاً زائلا وفي المشاهد الاخيرة بقيت كل القضايا معلقة والملفات مفتوحة تنتظر حلا , ومئات البيوت تنتظر ايصالها في النور من شركة كهرباء وخرائط هيكليه تبحث عن حدودها والوانها وقسائم للازواج الشابة يرتفع سعرها بتوقيع وزير ودائرة اراضي همها تحديد نسلنا وزيادة نسلهم , وفي المشهد الاخير خريجون من المعاهد العليا والكليات المختلفة ينتظرون توظيفهم وتحقيق احلامهم للمرحلة القادمة ,,  سقطت الصور للمرشحين وربطات عنقهم وبقيت ملفاتنا في انتظار من يحلها وقد نبهنا وحذرنا من ضياع العناوين وكأنك ترمي حجرا في بحر هائج لا تعرف اثره اسماك القاع ومسافاته.. سقط المشهد الاخير في الانتخابات الاخيرة والمرحلة القادمة ستكون عصيبة اذا لم ندرك حجم قضايانا الملحة وعلى كل الاصعدة تربوية كانت واقتصادية واجتماعية وحياتية , واذا استشهدت بالفيلسوف افلاطون فان الحكمة برأس القيادة سياسية كانت او روحية كانت , وتعاضد الكلمة مطلبا فوريا واستحضار الالوان الخمسة من مقاماتهم من اجل عناوين حفظ الاخوان وفي لحظة  ضعف خطأ لان من يسكن الله في قلبه والانبياء في قلبه لا يحتاج للعناوين الاخرى .