[x] اغلاق
لستِ سَيِّدة مصيركِ
3/2/2013 9:18

 

 

لستِ سَيِّدة مصيركِ

بقلم: مارون سامي عزّام

اسمعوني جيدًا أيها العشاق، إنّي أحد الذين وقعواعمدًا تحت تأثير عشق فتاة ما، وكان حظّي معها مثل جزاء سنمار،إذ ألقت بقلبي عن جبل جَبروت أسيادها، وذنبي أنّي نفذت ما أمرتني به نظراتها وابتساماتها بمنتهى الدقة.اكتشفت أنها لا تملك حق تقرير مصيرها، لأنه يخضع كليًا لإرادة أسيادها المتزمتين... هل توجد اليوم فتاة متعلمة،تبعية التصرّف، لدرجة إلغاء شخصيتها المستقلة؟!!

بعد أن أجبروكِ أسيادكِ على الانحياز لرأيهم، لن تستطيعي أبدًا تغيير عقولهم، هذا أمر غير وارد، ويبدولي أن مشاعركحكرًا لهم!! ألَمتتنازلي إكرامًا لهم أبسط حق شخصي لك؟!!فحوّلتِآلة"فكركِ المتطوّر" إلى مجرّد أداة تخريبيّة، تُحطّمذاتها... تُطيح بطموحاتك وآمالكِ!...هل تستطيعين الاعتراف بحب يتيم الأم أنت أنجبتِهِ ولستُ أنا؟! لا... لا،لأنّك لن تعترفي بأمومته، أرجوكأنظريحولكِ... ماذا خلف أسيادك وراءك؟!فإنّهمدمّروا أحلامك... أنظري إلى حالتك اليوم، وكيف يهتز سرير ثقتك بنفسكِ أمامكِ ولا تقدرين فعل شيءٍ.

اتخذ أسيادكِ قرار رفضي بسرعة فائقة، في محكمة ميدانية فوريّة، ولا يوجد مجال للاعتراض على حكمهم!!أرجو ألاّ تحاولي التقرّب منّي ثانية، فقلبي ليس حقل تجارب لعيّنات قدركِ، وعقلي ليس مختبرًا ليُحلّل خليط حركاتكِ.

عِوَضَ أن تساندي حشود عزيمتي التي وقفت على حدود انتظار ردّك، لكي تدخلدارة أسيادك، إنكِ أمرتِها بالانسحاب فورًا إلى منطقة منزوعة التفاهم، وهزمتِها برفضك.لقد اعتقدت أن مصيرك بين يديك، لم يخطر ببالي أن يكون معتقلاً في معتقل أسيادك،تأكدي أنّي ولا مرّة فكّرت أو حتّى وضعت صورتك أمامي، لأجل أن لتكوني البطلة الجديدة القديمة لإبداعاتي العشقيّة،وأخجل أن أكون حارسًا للأطلال.

منالآن وصاعدًا لا تحبّي أحدًا... لا تُعجبي بأحد...لا تبتسمي حتّى لأحدٍ...لا تنظري لأي شاب لفت نظركِ، بما أن تلك الابتسامات والنّظرات، ستتحوّل إلى أشكال متنوعة من العقليات الصّخريّة المتحجّرة، لن تُفتّتها متفجّرات غضبكِ من أحكام أسيادكِ...أنت مهيضة القدرة على مواجهتهم...مشلولة الإرادة... مسلوبة الرّأي. أرجوكِ أخبري معبودكِ الجديد عنالمقاسات الفكرية الصّارمة لأسيادكِ، ليضع على رأسه طربوش النّسب المشرّف، وأن يلبس سروالاً فضفاضًا تقليديًا، يتسع للآراء والمبادئ التي يؤمنون بها، لعلّهم يقبلون به!!

أمام مجلس أمناء عائلتكِ أنت سندريلا القرن الحادي والعشرين، تظهرين أمامهم بكل مقوّمات الطّاعة والانصياع، وعندما يأتي الأميرليخطف قلبكِ، تلبسين أمامه ملابسالحريّة والتحرّر الفخمة، تسحرينه بجمالك!وعندما تقترب عقاربساعة زوال مفعول بدعة حريّتك،تهربين من وجهه، خوفًا من أن يرى ذلك الأمير وجهك الحقيقي، فتبدّلين ملابسك الفخمة!! بملابس خنوعك الرّثّة، لتُرضي أسيادكِ.

اليومأناشد أبناء جيلي، على عدم الاستسلام لأهواء بعض الفتيات، ممّن يدّعين الحب أمامهم، وأنهن "سيّدات رأيهن"!! فبعضهن كاذبات، لأن هؤلاء الشبّان سيكتشفون أن حريّتهن رهينة معتقدات اجتماعيّة ولّى زمنها... كمأحب أن تكون الفتاة حرّة فيمن تحب أو تكره... فيمن تختار أو ترفض، أمّا أن تكون مُسيّرة مثلك، لستِ سيِّدة مصيرك، فهذا ظُلم اجتماعي.