[x] اغلاق
لعنة القبور
22/2/2013 13:16
 

لعنة القبور

يسود الرعب والهلع في أوساط عديدة من أبناء الطائفة المسيحية في مدينة شفاعمرو من ظاهرة "الفناء" التي تسود المجتمع المسيحي وتعاظم الموت وأسبابه حيث سادت خلال النصف سنة الاخيرة أجواء الحزن واليأس على عشرات العائلات نتيجة موت مفاجئ لأحد أقربائهم او محبيهم ,وتعددت الاسباب والموت واحد ، ولا يكاد يمر شهر الا وفتحت أبواب أربعة بيوت عزاء وأكثر في اسبوع واحد ، والناس حائرة في امرها مما عساه قد حصل ليغزو ملاك الموت بيوتنا وأحياءنا بجيش جرار يهدد بالفناء. .

ويتساءل الناس  حائرين !!هل حقا هناك اسباب موضوعية حقيقية دينية ربما او مرضية لهذه الظاهرة المخيفة وهذه المأساة ؟

السبب في تعاظم حيرة وتساؤل الناس, هو كثرة الحديث في الشارع عن تزامن  تزايد ظاهرة الموت وافتتاح قاعة الرعية الجديدة والتي خصصت بالأساس لهذه المناسبات !!!

القصة من خلال حديث الناس تعود لمطلع فكرة بناء قاعة بيت الرعية, ما تسمى اليوم قاعة السيدة العذراء, حيث رسى القرار على بنائها على ارض مقبرة الآباء والأجداد من خلال محو معالمها بالكامل وطمس كيانها بالشروع بزرع الاساسات العظيمة لهذا الصرح الكبير دون الاخذ بعين الاعتبار سياسة الديانة المسيحية في التعامل مع مقابر الأجداد والآباء في مثل هذه الحالات كما تتعامل الديانتين الإسلامية واليهودية, او أنه لا سياسة واضحة في الدين المسيحي للتعامل مع مثل هذه الحالات إن كان يجوز او لا يجوز البناء على ارض المقابر ؟ ومتى يجوز ذلك ؟

ان ذاكرة الناس لا تنسى سقوط البناء في مراحله الاولى وتعثر استمراره لسنوات نتيجة البلبلة التي حصلت بين اعضاء اللجنة المبادرة وأسس الخلاف العقيم ، وبدت للوهلة الاولى وكأن عظام الآباء والأجداد تصرخ من داخل القبور محذرة من هذه الفعلة الخطيرة ! ولكن دون رادع وكأن مشاعر الناس تلاشت واندثرت في تلك الاثناء بالرغم من مبادرة العشرات من ابناء الطائفة حينها بالتذكير والتحذير ..

"اثناء كتابة هذا المقال وهذه التعبيرات تنتابك احيانا مشاعر مختلطة  على اهمية ما تكتب بين الوهم والحقيقة وما تتناقله ألسُن الناس بين الحلم والواقع ولكنك حين تتسلح بسيرة حياة المسيح تنضح أمامك الاسباب الحقيقية لشغف الناس وأسرار ضلوعهم بهذا الاتجاه بالتفكير حيث ان المسيح أقام اليعازر من قبره ,وقد قام  هو "المسيح" شخصيا من بين الاموات من داخل قبره ايضاً .وأن للقبور أهمية دينية تاريخية عظيمة تحمل اسرار الكون وأهله" وجميعنا بانتظار وعد القيامة الذي قطعه السيد المسيح باسم الاب على نفسه  وان القيامة لا بد ان تكون من داخل القبور فاين هي القبور اذا؟

واليوم وبعد أن أنجز بناء القاعة ,تحولت سريعاً للإستعمال المعدّ لها مسبقاً, ومنذ تلك اللحظة أبوابها مفتوحة لهذه الغاية يومياً تقريباً, تخط بالدموع قصص أعزاء وأحباب .

أُكرر أنني لا أدري خلال لحظات كتابة هذا المقال ان كنت أهذي أم أنني مفعم بالايمان او أن أرواح موتانا تدفعني إلى ان أذكر ان نفعت الذكرى أن تاريخنا وتاريخ هذا البلد العظيم وأن عظام عظماء هذا البلد وأهله مطمورة تحت هذا البناء ,وقد قُدتمضاجعها وأن أرواح موتانا ثائرة غاضبة على هذه المدينة واهلها ومسيحييها ,وربما نحن بامس الحاجة الان.. الان  لإقامة الصلوات العديدة في هذه القاعة وفي محيطها راحة لنفس الأهل والأحباء المطمورين تحت اساس هذه القاعة, لكي ولربما تهدأ النفوس وتسود أجواء التسامح بين الاموات والأحياء ويدرك الأموات أيضا أننا على العهد باقون, نحسن قبر موتانا ونجلّ ذكراهم ونسير على خطاهم فهم الأولون ونحن اللاحقون وبهذا نكون قد شكلنا عبرة للاجيال القادمة ودرس تاريخي لاحياء ذكرى الاباء والاجداد والحفاظ على تراثهم ومسكنهم الابدي .

ومن هنا نوجه الدعوة للكنيسة المحلية والاباء الاجلاء الى مبادرة عاجلة للدعوة الى الصلوات والتبخير لموتانا  في محيط القاعة واجوائها وذلك لكي نريح نفس الاحياء اولا قبل اراحة نفس الاموات ونصلي بان يحفظ الله اهالي هذا البلد ومسيحييها من شر "لعنة القبور"...امين 

 

 

 

1
.
شفاعمرية
23/2/2013
في روح للكلام وفي اشي يركب على العقل وبطلب من المعلقين بلاش نتطرق لكاتب النص بل لفحوى النص وشكرا