[x] اغلاق
مجزرة ... شفاعمرو
1/3/2013 11:59

 

مجزرة ... شفاعمرو

بقلم طاهر حجيرات

ليس لدي ما اقوله للشباب المتهمين بعد المحاكمة في مقتل المجرم مرتكب المجزرة في شفاعمرو إلاّ هذه الكلمات : " شفاعمرو يحمي حماك الشباب ... جل العربي والمفتدى ... شفاعمرو تحميكي منا الصدور ... فإما الحياة وإما الردى ".

ان وقع الاختيار على شفاعمرو في ارتكاب المجزرة ... فهو لم يأتِ من فراغ او من العبث وطريق الصدفة بل هي خطة مدبرة ومدروسة بدقة متناهية ... وما يثبت صدق ذلك هو الشريط المصور لتلك الطائرة بدون طيار التي صورت مكان المجزرة قبل وقوعها مع متابعة الحافلة 165 ... التي كان يستقلها الارهابي المجرم ناتن زاده ...!!.

إن الحرية والكبرياء لهما ثمن قد دفعته شفاعمرو عن عرب البقية الباقية  في فلسطين قاطبة .

نعم ... أليست قضية المحاكمة في الإدانات الملفقة ... هي مساندة وإهانة لكرامة وكبرياء العرب عامة ... وشفاعمرو خاصة ...؟؟ .

إن ارتكاب المجزرة في شفاعمرو لم يأتِ من فراغ ... كيف لا ... ورئيس بلدية شفاعمرو الاسبق المرحوم الوطني جبور جبور كان قد وقف وقفته البطولية حيث تصدى بعد نكبة 48 في الحيلولة دون ترحيل وتهجير ابناء القرى المجاورة لشفاعمرو التي نكبت لطردهم  الى لبنان ... كيف لا ومنظمة التحرير الفلسطينية قد كان من مؤسسيها ... الشفاعمريان ... الشفاعمري الاول ... هو الشهيد صبحي ياسين خال الرئيس السابق لبلدية شفاعمرو, حيث شارك في تشييع جثمانه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قائد الأمة العربية ... اما الشفاعمري الثاني فهو المرحوم نقولا الدر ... .

لقد اضحت شفاعمرو ... الطود الأشم حيث رفعنا رؤوسنا عالياً الى عنان السماء في الكرامة والكبرياء ...!! .

انا اقول للقيّمين على الشرطة ... واليسام ... في اسرائيل "واحة الديمقراطية " الزائفة في الشرق الاوسط ... اليس هناك توصية ووصاية في اطلاق النار شرط ان يكون عربياً في الجهة المقابلةاذا كان الاحساس والشعور بان هناك خطر ...!! عندها يجب تصفيته رمياً بالرصاص بدم بارد حتى ولو كان اعزل ...!! .

بالله عليكم ... أليس من المعيب ان يكون الشباب الشفاعمري متهماً ... ؟؟ وذنبه الوحيد انه يدافع عن كرامته في عقر داره ...؟؟ هل الشفاعمريون حشرات ...؟؟ اليست هذه مهزلة ...؟؟ .

هل العدالة والإنصاف في هذه "الواحة" ان يكون القاتل المجرم هو الحاكم ...؟؟ وأن الضحية اذا كان عربيا هو متهم ... ومحكوم عليه بالموت والهلاك مسبقاً ...؟؟ .

ما هو ذنب الشباب في اتهامهم في تلك التهم الملفقة حيث لا يستحقون الدفاع عن ابناء بلدتهم ... وذلك لتقييدهم وامساكهم بالقاتل المجرم لكي لا يقتل المزيد لتكون المجزرة ابشع ... حيث يتحول المكان الى شلال وبحر من الدماء ... وأن علينا نحن الشفاعمريون أن نقف مكتوفي الايدي ... متفرجين ونجلس القرفصاء حيث يعدمنا المجرم الجزار رمياً بالرصاص ويذبحنا كالنعاج والدجاج ...حيث لا نحرك ساكناً ولا تهتز لنا خاصرة ... ويجب الالتزام بعدم الحركة وان نكون صامتين ...!!.

والله لو كانت محاكمة الشباب هي ... ما بينهم وما بين الجزار ناتن زاده ... لهانت المصيبة ولكن ان يكون الجزار الخصم هو الحاكم والآمر الناهي فتلك هي المصيبة الاكبر لقول الشاعر : "يا اعدل الناس الا في معاملتي ... فيك الخصام وانت الخصم والحكم" .

وفي النهاية ... فان اكثر ما اثار في نفسي الإستياء في يوم المحاكمة للشباب المتهمين ... هو ذلك الاستعراض للزعامات والقيادات العربية وعلى الاخص قياديي الاحزاب العربية ...!!.

حبذا لو كان يوم المحاكمة يوماً للانتخابات حيث صناديق الاقتراع تكون على مقربة من المحكمة المركزية في حيفا ... عندها سيتراكض ويهرول المقترعون طوعاً صوب صناديق الاقتراع تلبية لدعوة القياديين من اجل كراسي عضوية الكنيست التي ستدر لهم المال الوفير ... حيث كان بالامكان تجييش يوم المحاكمة ...!! الا يستحق الشباب المتهمين التضامن والمساندة ... والوقوف الى جانبهم وذلك تخليدا لذكرى الشهداء ...؟؟.

لكن لا ضير في ذلك ... ستبقى شفاعمرو نبراساً وعروساً للجليل ... مثلما كانت وستبقى عصيّة وصخرة في التحدي والصمود كقلعتها الحصينة حيث يستحيل اختراقها من قبل المدججين بالبنادق والرصاص ... حتى ولو كان جزاراً ... كالإرهابي الجزار ناتن زاده.

ِ