[x] اغلاق
حفيدتي سلمى وريشة ترسم وجه العالم .
1/3/2013 12:12

 

حفيدتي "سلمى"  وريشة ترسم وجه العالم .

                  

بقلم زايد خنيفس

لا اقطف من ورد الدار ضمة لمزهرية بانتظار عيون تلامس عنقها  فحفيدتي "سلمى" في القلب النابض بساتين ممتدة , لا أتنبه في نظرةٍ نحو البيارات مقابل شباك بيتي لأن حفيدتي " سلمى" أغوت بظفائرها الصفراء كل الاقطار وبيارات البرتقال وخدّ التفاح الجولاني الاحمر, وسرج حطين يعرف فارسه العائد من تعب البحيرة , ولا أقطف صورةً من البوم الصور لأن حفيدتي سر الكتب  والباكورة الاولى, تنتقي البساتين لونها ويختار الغدران صوت العصافير وسربه ليبقى الاطفال الهاجس السري  لوجودنا , وتراتيل المصلين واسراب المؤمنين العائدين من معابدهم يعرفون براءة الاطفال من الصور  ,ولا اقطف ورد الدار لان حفيدتي " سلمى" اشعلت هذا الاسبوع  شمعة عامها الرابع , فخلتها بين طلاب صفها تضيء العالم وتدق ناقوس الخطر , فلبست فستانها الزهري وتاجها الوردي ونامت على خدودها بيارات الجولان ,  وتدفقت امنياتي  بعيدا كانسياب الينابيع بين أسطر الارض وعودة من حلم يشتاق للفجر ليصحو من تحلقه السمائي وألوان قوس قزح المعلقة على اكتاف الغيوم المهاجرة لبلاد قريبة وأربع سنوات أشعلتها طفلة كل ذنبها بأنها ولدت مع جمال الدنيا وكل ذنبها بأنها اختارت زهرية الاشياء ودلع السمك الملون في بحيرة لا تعرف الضفاف .

اشعلت حفيدتي شموعها الأربعة وأطلقت مع رفاقها اربع بالونات  نحو السماء لعلها تلتمس دعاء الله وملائكته , ونشيد الاطفال يبقى حقيقة الوجود لان في وجوههم امل جديد في حياة قاسية تبحث في كل ساعة ودقيقة عن ريشة ترسم وجه العالم من جديد, وحفيدتي سلمى طفلة تبحث عن شلالها في مصب الاحزان الجارفة واتساع الحلم  ...

 

"الخربة" لهجة مغايرة وافكار واحدة

التقيت هذا الاسبوع صديقا كشف خلال حديثه بانه يشاهد مسلسل" الخربة" السوري ثلاثة مرات في اليوم, وان سمحت له الفرصة بذلك, وطلب مني الصديق ان اتطرق في نسماتي لهذا المسلسل ولم احدد سر طلبه رغم اني تابعت في شهر رمضان الاخير هذه الحلقات والتي تحكي عن قرية الخربة في السويداء جنوب سوريا وتحكي عن عائلتين كبيرتين :وقف بو نمر " دريد لحام " على رأس عائلة بو قعقور وعائلة بو مالحة ووقف على رأسها (رشيد عساف) بو نايف, والمسلسل تصدم فيه الافكار القديمة مع الاجيال الصاعدة التي تحاول الخروج من دائرة العائلة الى حب البلد الواحد وتظهر تعلق البعض في الحزب الواحد والمنزل على قوم اراد الحياة وحرية التفكير وممارسة الديمقراطية والخربة بلغة اهل الجبل تظهر فقر الناس في القرى المنتشرة والتي لا تعرف حتى الآن مصابيح الكهرباء والشوارع والتكنولوجيا وحجر بيوتها الاسود الذي يشير الى حقبة من البراكين هبت في ربوعها فغيرت لون الحجر لكنها لم تسطع تغير أفكار بالية ارادت من شعبٍ البقاء على قارعة الطريق نحو خربة أصرّ سكانها في صراع الاجيال التمسك بعادتهم لان التمرد نهايته محتومة في ظل حزب رفض البعث من جديد .

والخربة قصة قرية منسية في سفوح سويداء الجبل ينطبق حالها على قرى ومدن منسية في سفوحنا ولا فرق الاّ باللهجة, والأفكار واحدة ,والشمس لا تنتظر احداً في مسارها لان البحث عن البدائل الجديدة يحتاج لثورة وتمرد والخرابة حليف ضيعة ما زالت تبحث عن اسمها .