[x] اغلاق
صفوف طويلة أمام مراكز الإقتراع في الإنتخابات الرئاسية الإيرانية
12/6/2009 11:08

فُتحت مراكز الاقتراع بالانتخابات الرئاسية الإيرانية عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي من صباح اليوم الجمعة 12-6-2009. وبث التلفزيون الرسمي الإيراني منذ اللحظات الاولى صوراً مباشرة من مختلف المدن الإيرانية ومراكز الاقاليم الكبرى تظهر المقترعين يدلون بأصواتهم لإختيار سابع رئيس جمهورية في الإنتخابات الرئاسية العاشرة، من بين 4 مرشحين صادق مجلس صيانة الدستور على أهليتهم.


وأدلى المرشد الاعلى للنظام الإيراني آية الله علي خامنئي بصوته في أحدى صناديق الإقتراع بحضور عدد من المراسلين والصحفيين المحليين والاجانب في العاصمة طهران.
ونقل مراسل "العربية" في طهران ضياء الموسوي ان خامنئي دعا الإيرانيين الى "الالتزام بوعيهم وهدوئهم وصحوتهم" محذرا اياهم من"الإصغاء الى الشائعات التي اطلقت مؤخرا"، وألا يبالوا بها، في إشارة منه إلى ما تردد من إحتمال حدوث تلاعب بالأصوات لصالح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد.
وتفيد الأنباء القادمة من كبرى المدن الإيرانية بأن العملية الإنتخابية تشهد حضورا مكثفا للمقترعين، الامر الذي يدل على مشاركة واسعة تفوق الإنتخابات السابقة التي نظمت بعد فشل الحركة الإصلاحية وكان الحضور الجماهيري فيها منخفظا نسبيا، والذي تم تفسيره حينها بإحباط الشارع الإيراني آنذاك. وهي انتخابات أوصلت الرئيس الحالي أحمدي نجاد إلى الحكم لمدة 4 سنوات في ولاية تنتهي خلال أيام.
صفوف المقترعين

 وشرح مراسل "العربية" أن الانتخابات تجري بطريقة الاقتراع السري، وتغلق المراكز عند الساعة السادسة مساء بتوقيت طهران، رغم أن العادة جرت على التمديد لساعة أو ساعتين اضافيتين. وأشار إلى أن العملية تجري بشكل سلس، بوجود صفين للنساء والرجال، فيما أظهرت المشاهد التي نقلتها "العربية" من داخل مراكز الاقتراع صفوفاً طويلة للايرانيين الذين ينتظرون دورهم للادلاء بأصواتهم.
وقد دعي نحو 46 مليون ناخب للمشاركة في الاقتراع، علماً أن السن القانوني للاقتراع هي 18 عاماً.
وسرت مخاوف سابقة بألا يتجاوز عدد المقترعين الـ30 مليون شخص، إلا أن الماكينات الانتخابية للمرشحين المتنافسين توقعت في آخر أيام الحملات أن يزيد عدد المشاركين عن 35 مليون ناخب، أي نحو 70% من إجمالي الذين يحق لهم الاقتراع.
ويخوض 4 مرشحين سباق الانتخابات لكن يبدو ان أقوى منافس لاحمدي نجاد هو المعتدل مير حسين موسوي الذي قام الالاف من انصاره بمسيرة في شوارع طهران لاظهار مساندتهم. أما المرشحان الآخران فهما رئيس البرلمان الاسبق الإصلاحي مهدي كروبي، وعن التيار المحافظ القائد الاسبق لحرس الثورة الاسلامية محسن رضائي.
واذا لم يحصل احد المرشحين على اغلبية واضحة، فسيخوض المرشحان اللذان يحصلان على اعلى الاصوات جولة ثانية في 19 من يونيو/حزيران.
دعاية متلفزة

 وتتوج الانتخابات جملة حملات انتخابية للمرشحين، ساهمت في استنفار الشارع الايراني لمشاركة واسعة متوقعة في الاقتراع، حسبما تؤشر الاستعدادات الشعبية التي ترافقت مع حملات الداعية الانتخابية في الايام الماضية.
وتركز شعارات المرشحين على الاقتصاد المريض والحريات العامة، وعلاقات ايران الخارجية، إذ يرى الاصلاحيون أن سياسات الرئيس نجاد تجر البلاد "إلى الهلاك"، وفق ما وصف مراسل "العربية" نجاح محمد علي.
و طبقا للقانون توقفت مساء أمس الخميس كافة الحملات الدعائية للمرشحين وفي حال لم يفز اي من المرشحين الأربعة في الجولة الاولى ستبدأ المرحلة الإنتخابية الثانية بعد اسبوع.
وتميزت الدعايات الإنتخابية هذه المرة بإجراء مناظرات متلفزة بين المرشحين لاول مرة في تاريخ ايران الإنتخابي و إتسمت بالإثارة وتبادل الإتهامات بالإختلاس والكذب والفساد المالي وهي اتهامات طال في كثير من الاحيان رموزا وقيادات اساسية في الثورة والنظام.
كما تناول المرشحون في حملاتهم الإنتخابية القضايا الإقتصادية والعلاقات الدولية، خاصة مع دول الجوار وشؤون المرأة والشباب، والمشاكل التي تعاني منها الأقليات القومية والمذهبية في البلاد.
انقسامات عميقة

 وكشفت حملة الانتخابات عن وجود انقسامات عميقة بين الشخصيات البارزة في الجمهورية الإسلامية، دفعت المنافس الأبرز موسوي للتعبير عن مخاوف من عمليات تزوير لصالح نجاد، فيما حذرت اوساط مقربة من ان الجماهير المؤيدة لموسوي ستنزل الى الشارع فيما يشبه الثورة الاعتراضية على اي نتيجة لا تعبر عن ارادة الاغلبية الساحقة من الايرانيين.
ويجري الحديث عن تزوير لصالح نجاد خاصة وأن حلفاءه والداعمين له، يهيمنون على وزارة الداخلية وباقي الأجهزة المعنية باجراء الانتخابات.
وكانت طهران والمدن، شهدت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تجمعات شعبية حاشدة، وسلسلة من المناظرات التلفزيونية الساخنة، تبادل خلالها المرشحين اتهامات ضارية.
حتى أن أنصار الاصلاحيين رفعوا شعارات تندد بنجاد وتصفه بـ"الكذاب"، وهددت الشعارات المرفوعة "بتفجير الوضع برمته وتحويل ايران الى جهنم"، إذا زورت النتائج لغير صالح المرشح مير حسين موسوي العائد الى الحياة السياسية بعد غياب استمر عشرين عاما، والذي نجح وبسرعة فائقة في لفت أنظار الشباب اليه رغم أن معظمهم لم يكد يعرف عنه شيئا.
ورغم انتهاء الحملة الانتخابية، التي أخلت شوارع طهران والمدن الايرانية من التجمعات ومظاهر الدعاية، إلا ان الخبر الأبرز في أحاديث الايرانيين بقي يتمحور حول لقاء رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
اللقاء، تم الليلة الماضية، بحسب ما يقول مراسل "العربية"، ويعول عليه الايرانيون كثيرا، بعد رسالة رفسنجاني الى المرشد، وتحذيره أن "بركانا يغلي في الصدور، يكاد يثور"، استنكارا لتصرفات الرئيس محمود أحمدي نجاد، واتهاماته التي كالها للجميع.
رفسنجاني وصف اللقاء بالبناء والمثمر، خصوصا وأنه تناول أهمية إجراء انتخابات حرة نزيهة، وبعيدا عن التزوير.