[x] اغلاق
النجدة... والدتي تقرأ يومياتي دون إذني!
6/3/2013 14:44

لكل إنسان في هذه الحياة الحق في الاحتفاظ ببعض الخصوصية، لكن الكبار أحيانا يظنون أنهم فقط من له الحق في ذلك، ربما من منطلق خوفهم على الأبناء، خاصة في مرحلة المراهقة الصعبة التي قد يجنح فيها الكثير من الأولاد والبنات لتصرفات متهورة قد تسبب ضررا ليس فقط للفرد نفسه، بل للأسرة كلها أحيانا.

وبالنسبة للفتيات في فترة المراهقة، فإنهن غالبا ما يشعرن بأن من حولهن لا يفهمنهن، ويبدأن في التقوقع على أنفسهن، والاحتفاظ بأسرار لا تعلمها الأسرة، وربما تعتقد أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن تبوح لها بمكنون نفسها هو دفتر يوميات وخواطر تدوّن فيه كل ما يمر بها من أحداث يومية، وتسجل وجهة نظرها في آراء الآخرين، ومن بينهم أفراد أسرتها أنفسهم.

ويكون دفتر اليوميات هذا شيئا خاصا جدا لا ترغب أي فتاة في أن يقرأه أحد سواها بطبيعة الحال، لأنه أيضا قد يحتوي على أشياء قد تغضب الأهل إذا عرفوها، وتعرضها للمشاكل.

ماذا عنك؟ هل تحتفظين بدفتر مذكرات خاص بك؟ وماذا لو حدث أن عدت يوما إلى المنزل ودخلت حجرتك فجأة لتجدي دفتر يومياتك وخواطرك الثمين مستقرا بين يدي والدتك التي تقلب صفحاته بلهفة ودهشة أحيانا، وغضب في أحيان أخرى؟!!

إنها مشكلة كبيرة ولا شك، وقد تشعرين بغضب شديد وتثورين لعدم احترام والدتك لخصوصياتك، وبالطبع لديك بعض الحق، لأن المفروض أنها حتى لو علمت بأنك تكتبين يومياتك أن تستأذنك أولا في الإطلاع عليها، ولا تفعل ذلك من وراء ظهرك، لأنها من يفترض فيها أن تعلمك السلوكيات الحميدة وآداب التعامل مع الآخرين، لذا يجب ألا تأتي بتصرف مرفوض قد تنهاك عن فعله مع الآخرين، ومن هنا ستفقد مصداقيتها أمامك.

وعلى فرض أن هذا الموقف الشائك انتهى بسلام بشكل ما، كيف تضمنين ألا يتكرر مرة أخرى؟ هل الحل أن تتوقفي عن كتابة يومياتك وخواطرك وتكتمي أفكارك وآلامك في نفسك؟

نقترح عليك فيما يلي بعض الحلول لهذه المشكلة، التي يمكنك قراءتها بعناية واختيار ما يناسبك منها:

- لا ننصحك بالتوقف عن الكتابة والاحتفاظ بأفكارك وخواطرك وتدويناتك، لأن هذا التدوين أمر صحي ومفيد جدا لاستقرارك النفسي، كما أن المداومة على الكتابة قد تفجر بداخلك موهبة أدبية لم تكتشفيها في نفسك من قبل، وفي هذه الحالة يمكنك الحرص على الاحتفاظ بدفتر يومياتك في مكان آمن بعيدا عن عيون الكبار، ولتضمني ألا يقع في يد والدتك بالصدفة، احرصي على تنظيف غرفتك وترتيبها دوما بنفسك، ولا تتركي لها هذه المهمة.

- فكري في الأسباب التي دعت والدتك للتفتيش في أغراضك، وقراءة دفتر يومياتك دون إذنك، فهي بالتأكيد لم تفعل ذلك من باب الفضول والتطفل على خصوصياتك، بقدر ما فعلته لشعورها بابتعادك المعنوي عنها، وحرصك على عدم الحديث معها في شئونك الخاصة، والأحداث والمواقف التي تمر بك خارج المنزل. ربما لو استطعت تغيير ذلك الوضع، وبدأت في التقرب من والدتك، واعتبارها كصديقة يمكنك الثقة بها والبوح لها بما في نفسك أولا بأول، لن تجد هي ما يدعوها لمحاولة الحصول على المعلومات الخاصة بك من مصادر أخرى لأنها ستكون مطمئنة أنك لا تخفين عنها شيئا. الصراحة وعدم إخفاء الأمور بشكل متكرر عن الوالدين هي الطريق المستقيم الذي عليك السير فيه.

- إذا كان دفتر يومياتك لا يحتوي بالفعل على أفعال مرفوضة أو أخطاء ارتكبتها دون علم والدتك، ستكون حجتك قوية في هذه الحالة، ويمكنك مواجهة والدتك وإخبارها بأنها قد ربتك على خير ما يرام، ويجب أن تكون واثقة من أخلاقك وحسن تصرفك، وقد رأت هي ذلك بنفسها من خلال قراءة يومياتك، وبالتالي فليس هناك ما يدعو لأن تخترق خصوصيتك بهذا الشكل، وأعتقد أنها ستعدك بعد هذه الكلمات بعدم قراءة ما تكتبين دون علمك مرة أخرى.