[x] اغلاق
هذا ليس ظلي!
8/3/2013 11:33

هذا ليس ظلي!

محمد ,اسمٌ لازمني منذ البداية, كم أجد صعوبة الآن  للتخلي عنه ... أقطع قطعا من لحمي و أدفنها في أرض مهجورة ...أرقص الآن رقصة "زوربا" حين أدرك أنه حين يحصل على شئ أراده فقده بذات اللحظة ....

حين تدرك انك تشرب فلا شئ يصل أعماقك ولا تدرك هل السبب هي تلك الجرة المثقوبة أم أنها أعماقك المثقوبة  التي بدأت تسرب كل ما تدخله جوفك من أحلام و أمنيات ...

جرفتنا لعبة الأحلام حتى بتنا لا نفرق أوقات  نومنا من صحونا .. حَبونا و نحن نلهث بقلق وراء أمنية تطير بينما نحن نَحبو .. كيف نصل للقمر و نحن نرى السلم قصير و مكسور ... و كيف نشم الوردة حين لا نرى سوى شوكها ؟؟

العيب ليس في هذا العالم , الذي كان صريحا حد القسوة و كان واضحاً حد الإنكار , هنا نلقي كل ما يعتمل دواخلنا بدون تفكير بعواقب و حين يكسر الكأس لا نلوم سوى الجاذبية و نقنع أنفسنا أن أيدينا ما زالت قوية تجيد القبض على الأشياء , هنا أعترف إن قبضة يدي تراخت و ما عدت قادراً أن أتمسك بشئ , كل ما المسه يتكسر  و بت أشفق على أرواح الأشياء من عبثي و قلقي و ارتجافي ..بتّ  أتجرع كل أسباب البقاء كالدواء المر و لا أشفى , بتّ ابحث بين السطور على وثيقة رسمية تثبت وجودي الأزلي لكن التزوير لم يترك للأصالة شئ , زوروا بلدي ووطني و قلبي و روحي و لم اعد أقوى على تحمل كل هذا الزيف و اللا إنتماء , بعضهم سيطلقون عليه كلمة ضعف و الآخرون  كلمة  استسلام بينما سأطلق عليه اسم كلمة  الحرية , أخيراً سيتسنى لي الاستيقاظ يوما دون الشعور بشوق لحب غيبته السماء , و سأشرب قهوتي دون أن تعصر قلبي أغاني فيروز أو تزهق روحي حبة هيل نسيتها يوما في فنجاني ,لا يجب أن نبحث عن الحب بين السطور بل بين العروق ...

أدركت أن للحرف عمر وإذا أردته أن يدوم حتى تنتهي منه فكرياً و عاطفياً يجب أن تستخدمه بعناية و أن لا ترهقه , كي لا ينتهي عمره قبل الأوان , يجب أن أوفره لرواية سابدأها , رواية طالما داعبت أحاسيسي .. بدأتها بشكل خاطئ و ها أنا احرق أوراقي القديمة وأبدأ من جديد بصفحات بيضاء ناصعة ولن ألوثها بضعفي أو استسلامي  بل سأزينها بألوان قوس قزح المتعددة , لون للحب و لون للوطن و لون للعقل و القلب و لون لنهاية لن أختارها بالتأكيد سوداء ..سأقف مجدداً على حافة السطر و سأبكي أو ربما اضحك لكني لن اسقط .. و حينها أذا وجدت أن روايتي قد اكتملت و زاد مخزون الحرف سأعود لأهذي مجدداً برفقة أصدقاء اعتبرتهم حقيقيين حتى لو لم افعل شيئاً لاستحقاقهم كما يجب , سأعود حين أكون قد ميزت بين الوهم و الواقع ,بين الحب و الأدب , بين الصداقة أو الرياء ... سأعود باسم جديد و هيئة جديدة لن تموت .. لن تعود سوى الحقيقة , بميزاتها أو عيوبها , سأعود إنساناً من لحم و دم و ليس من حبر و سطور , و أذا وصلت لهذا سأكون قد أنجزت ما نويت فعله لأكون مجرد أنا ...

هذا الظل ليس ظلي .... و حين امسك به متلبساً تحت الشمس و حين أجده قد التصق بجسدي مكوناً روحاً واحدة حينها سأكون ما أردت دوما أن أكونه ... ذكرٌ حقيقيّ يرتدي الحياة . 

محمد جمال صبح