[x] اغلاق
مخالف الرأي ...هل يذبح كالخراف ... ام يقتل رميا بالرصاص...؟؟
22/3/2013 12:28

 

مخالف الرأي ...هل يذبح كالخراف ...  ام يقتل رميا بالرصاص...؟؟

بقلم طاهر حجيرات

ليس هناك شك بأن الامم الراقية الواعية كالامم الاوروبية ... خلاف الرأي لا يفسد للود قضية ... اما عند العرب فان خلاف الرأي هو ليس عبر النقاش والجدال والرأي الاخر ... حيث رأي الاقلية لا ينصاع لرأي الاغلبية .

ان الامم تقاس بالعلم والمعرفة والوعي والتقدم الحضاري ... اما نحن العرب فلم نعد نتصف بالعلم والمعرفة ... فلا علم ولا معرفة ولا اخلاق ولا تسامح ... ولا تحزنون ...!! .

فتلك هي مصيبة ... اما انعدام الاخلاق والتسامح ... فتلك هي المصيبة الكبرى ... فاذا كنا هكذا امة ...  فمن نكون ...؟؟ انها مأساة ... انها تراجيديا ...!! .

نحن العرب لم يعد لدينا الا العويل والبكاء ...!! لقول الشاعر "واذا اصيب القوم في اخلاقهم ... فأقم عليهم مأتما وعويلا".

نعم ... لقد اضحينا في مأتم ...!! فعليكم العزاء ومنكم العزاء حيث نفقد كل اسبوع فقيدا في القرى والمدن العربية ... يحكم عليه قتل رميا بالرصاص ...!! .

نعم ... " ان الامم بالاخلاق ما بقيت ... اذا ذهبت اخلاقهم ذهبوا " .

بالله عليكم ... اليس للخراف كرامة عند قصاب الملحمة ... قبل ذبحها واثناء سلخها ...؟؟ .

اليس للخراف كرامة ... اكثر من الفتاة النصراوية ذات السادسة عشرة ربيعا التي رشقت بالمادة الحارقة على وجهها الذي تشوه وفقدت بصرها بعدما نقلت الى العناية المكثفة ... لا لذنب ارتكبته الا لرفضها الزواج من كهل هي من اجيال احدى حفيداته ...؟؟ .

ان الانكى والامر ... فهو مأساة تلك الفتاة المسكينة التي قتلت جزافا من دون سابق انذار من قرية جارتنا عبلين التي ذبحت بالسكين والقيت من النافذة ارضا وهي تتخبط بدمها النازف ... فهل تستحق هكذا جريمة في ذبحها ... من الوريد الى الوريد ...؟؟ لا ذنب لها الا لأنها خالفت الرأي مع زوجة اخيها ...!! .

من المؤسف ان الذي يتسلط علينا ويحكمنا بالرغم من اننا نعيش تحت سلطة نظام ديمقراطي تتساوى فيه حقوق المرأة ... لكننا نحن العرب نعيش في مجتمع تحكمه وتتسلط عليه التقاليد البالية والعادات المتعفنة المتخلفة التي تكفل وتحافظ على تسلط الذكور العنجهية القائمة على اضطهاد المرأة والتمييز حيث ان المجتمع الذكوري ... يحق فيه للرجال ما لا يحق للنساء ...!! حيث تنعدم المساواة والحقوق بالرغم من ان المرأة تقدم الواجبات والخدمات كاملة غير منقوصة وتضحي اضعاف اضعاف ما يقدمه الرجال ... فاذا كانت المرأة التي هي نصف المجتمع مشلول ومعطل لان حقوقه منقوصة ومضطهد ... فهل يكون النصف الاخر سليم ومعافى ...؟؟ .

ان تقدم مجتمعنا هو رهن بمساواة المرأة في الحقوق على جميع الاصعدة كاملة غير منقوصة .

من المؤسف ... ان ما يميز مجتمعنا... هو العنف الكلامي والجسدي والاجرامي الذي استشرى في عقلية وتفكير اجيالنا الصاعدة حيث اضحى نسيجنا الاجتماعي ريشة في مهب الريح ... حيث القتل والترويع والبطش والتنكيل واطلاق الرصاص ليسقط القتلة والجرحى في الاونة الاخيرة في كل اسبوع في المدن والقرى العربية حيث تفوق نسبتنا نسبة السكان اليهود حتى في حوادث الطرق والمعارك الانتخابية حيث تسفك الدماء على قضايا تافهة ورديئة لا تستحق قطرة دم واحدة ...!!.

ان اكثر ما اثار في نفسي التوتر والاضطراب ... هو تلك القرية الهادئة الوديعة ... جارتنا عبلين التي ما ينتهي شهر من الزمان حتى يسقط شاب بريء يتخبط في دماءه حيث لا شبق ولا عبق ...!!.

نعم ... اذا كان هذا هو حال جارتنا الهادئة الوديعة... قرية عبلين فكيف سيكون حال المدن والقرى العربية على هذا الانفلات الاخلاقي ... حبذا لو نرجع الى الوراء حيث كان عهد المخترة عهد الاباء والاجداد الذي هو خير واجدى من هذا العهد الجديد ...المبني على اطلاق الرصاص في القتل والتنكيل من البلطجية والعربدة والعنترة ...!!.