[x] اغلاق
بيع بالمزاد العلني
23/3/2013 15:40

 


بيع بالمزاد العلني 

شفاعمرو مُقبِلَة على ثورة انتخابات بلدية شبابية علمانية 

تهامة نجار

العار كل العار على مدينة شفاعمرو ، عاصمة الثقافة العربية أن تمارس شخصيات نفوذها على أهم وأعظم مؤسساتها بهذا المستوى الأخلاقي والإنساني غير الرفيع.

إن هذه المدينة، "البقعة الصغيرة" من العالم، التي "أنجبت" أكبر وأهم وأعظم نسبة متعلمين ومثقفين، تقع في أسر الجهل والظلام، معلنةً الحرب الباردة!!

عار كل العار أن تتكرر المهزلة عامًا وراء عام، وكأننا نعيش في أجواء نفس السيناريو المقيت، الممثلون هُم الأسماء  والشخصيات ذاتها، التي ما زالت تتحكم في إدارة المجلس البلدي الشفاعمري، منذ عقدين ونيف، وكأن آلة الزّمن تُعيدنا مرّة أخرى إلى "عام الرّجعيّة الشفاعمرية" 1993، حينها خاضت مجموعة شبان من مختلف الطوائف، أول انتخابات بلدية لها، ما تُسمّى اليوم مجموعة "ذوي القرنين"،  وحصلت على ثقة الجمهور، ضمن عملية انتقال السّلطة من الجيل القديم التقليدي، إلى جيل الشبّان، حيث عَقَدَت الآمال والأحلام على بلورة الوحدة الطّائفية، من أجل بداية عهد حضاري جديد، يتماشى مع تطوّرات العصر.

ولكن سرعان ما تفتّت هذه التوقّعات، واندثرت تحت ثرى الأكاذيب والنّفاق والمداهنة.

لقد عاثت مجموعة ذوي القرنين (القرن التاسع عشر والقرن العشرين) فسادًا وخرابًا، حتّى فكّكت أواصر العلاقات الاجتماعية بين أبناء البلد الواحد، ومحت معالم البلدية، وجردتها من أبسط مهامها، فباتت رهينة الحقد والضغينة والفساد، وتغليب مصلحة الفرد على مصلحة السكان .

إن البلدية تعيش اليوم أسوأ أيامها، فأعضاؤها المنتخبون يعانون من هستيريا العداء، يسود بينهم علاقات شخصية سيئة، يتناحرون فيما بينهم بشراسة أخلاقية، على تقاسم غنائم المناصب، لأسباب شخصية.

لقد باتت غنيمة القائم بالأعمال قضية حياة أو موت بالنسبة لذوي القرنين، وتناوب الرئاسة قد زعزعت أركان العلاقات بين أبناء الطائفة الواحدة فقد حيكت المؤامرات، وشهدنا تحالفات غريبة بشعة المعالم، أهدافها قذرة، وذلك بُغية هدر المال العام، بين قوائم تطمع فيه. هذه القوائم التي جمعتها تحالفات نرجسية، تكن العداء لبعضها البعض، بهدف نشر سموم التحريض بين الخصوم، ضمن سياسة خطِرة "حكلي بحكلك " .

إن أحداث جلسة أول أمس الأربعاء، تشهد على عمق الأزمة بين أعضاء المجلس البلدي من الشقّين، وتؤكد الحقيقة الدامغة الأكيدة، أن مجموعة من أعضاء هذا المجلس، ما زالت أفكارهم غارقة في سُبات الماضي، تتجاهل ربيع حاضرنا المزدهر تقدمًا.

اليوم نحن على أعتاب جولة انتخابات جديدة نحذر "ذوي القرنين" من تجاهل ثورات الربيع العربي... لأن فرائصهم سترتعب قريبًا من تسونامي شبابي جارف،  سيحملهم على أمواج التغيير، ليلقي بهم في مزبلة التاريخ، لذلك أمامهم الآن فرصة لإخلاء الساحة لأجيال قادمة.

إنّنا نُريد قوائم لها أهداف واضحة غير مبهمة، وواجبات محدّدة، تحترم عقول المواطنين... نريد وجوهًا جديدة من المثقفين والمتعلمين، تجمع علمانيين غير متزمتين. تعالوا نرفع شعار فصل الدين عن مؤسسة البلدية، كي نشجّع قيام القوائم الموحدة من كل الطوائف.

هذه الصرخة المدوية يجب أن تهز الأرض، لإشعال فتيل ثورة شفاعمرية جامعة، لإنهاء عهد "ذوي القرنين"، والعمل بشكل جاد على إقامة عدّة قوائم شبابية طموحة، لإرساء سفينَتَي السلام والمحبة في مرسى التآخي الطّائفي، حتّى نُبعدهما عن إعصار الطّائفيّة، وذلك كي ننقل شفاعمرو نحو عهد جديد خالٍ من الفساد... معقّمٍ من أوبئة الأحقاد والضّغينة، كي يرقى بالعلاقات بين سكان المدينة نحو قمة المجد والتطور