[x] اغلاق
الغرور مَرَضٌ يَهدِمُ الإنسان ويجعلُهُ مُنعزلاً ومرفوضاً-نانسي مزاوي-حوك
8/4/2013 23:52

 

الغرور مَرَضٌ يَهدِمُ الإنسان ويجعلُهُ مُنعزلاً ومرفوضاً

 

مُصطَلَحٌ تائهٌ ضالٌّ، قلَّ من خَطَرَ لَهُ لملمتهُ وزَرع بذورِه في الأعماقِ، بالرغم من أنّ نفس المُصطلح يحوي بين طيّاتِه أرقى المشاعِر النّابعة من الذّهن والقَلبِ...إنّه التّواضُع....الذي يُناقِضُه وبشراسة مُصطَلح الغُرور الأحمَق!!!

فالغُرور في عَصرنا المُتَحَضّر الجاهلي قَد طغى وتشَبَّث بِقلوب البَشر بِقسوة، وكبّلها بسلاسِل مُتَمكّنة حديديّة صَدِئة، أسَرَتهم بِحِدّة، وسَتَرَت جفونَهُم عن الرُّؤيا الصّائبة!!!

فالكِبرياءُ والغُرور وَعِزّة النّفس قَد باتوا كالإنسان المُدمِن، الذي يَجِدُ المُتعة  في ترافعِه وتكبُّرِه على الآخر كَمتعة انتهاك السّم في الجَسَد!! فَيَزداد الغُرورُ ليُصبِحَ مرضاً شائعاً، مُحُطّماً للإنسان، لا عِلاج له ولا دواء سِوى التّواضُع والرُّضوخ وَلَوْ لِوَهلة.

فالمَرءُ مع مُرورِ الزّمَن وفناء الّلحظات، يكادُ أن يسلى مُفردات التّواضُع المُتَمكّنة في جذورِ الواقعِ، والتي باتَ هو بإصرارِهِ وعِنادِهِ يَتَجاهلها وَيَقذفُ بها الى الهاوية.فَنَحن اليوم نأسف على الحالة المُزرية التي تبَنّاها شعبُ الله الذي أرادَ لَهُ الخيرَ، وطمحَ أن يُبصِرَهُ شعباً مثالياً،  مُحبّاً، التّواضُع هو شِعارُهُ الأساسي، كلُّ يُحِب الأفضل لأخيه......

الغرور يبدأ بِفَجوة ضَيّقة،  تتّسع مع الزَّمن وتَضيقُ رغمَ اتّساعها بثرثرات المُجْتَمَع ورُؤيتِه نحوَ هذا الصّنف العليل من الناس، ويَعتبرونه مرفوضاً في مُحيطِهم، مُدَمّراً، لا يُسْتَحق التّعامُل معهُ كبشّرٍ عادي!!

فالغُرور المُتَمادى بِه، يجعل العَقلَ الباطني يُسَيطِر على العَقل الواعي، ويَبتكرُ الفردَ من خِلالِه اعتقاداً بأنّهُ شَخصٌ مُتَمَيّز، يهابُه الكلُّ، ويقفون بِصَفّه دوماً.

فكل الناس التي تشهَد وقائع المعركة بين الغرورِ والتّواضُع تأسف لنَصر الأوّل، وتَغَلّبُه بشراسةٍ، وابتلاعه لكلِّ المبادئ الحَسَنة، والنّهاية وخيمة دونَ شك!

فيُشارُ بالبنانِ، من القلائلَ، بالنّقدِ نَحوَ كلِّ مغرور بأنّهُ مرفوضٌ وَمنبوذٌ بين الناس، ويُطالَب بتصنيفِه في خانة الأحياء المنفِيّة، لا بيْن أشخاصٍ ملأها التّواضُع والحنان والصّبر والأناة.

فالفَرد النّاجح والمُتَميِّز والرّاقي عليه اعتبار تألّقِهِ تواضُعاً رفيعاً يصِل بهِ بذكاءٍ وحنكةٍ الى قُلوب المُحبّين. فأسوأ نتائج الغُرور هي هَدم الشّخص من الداخل، تقسيم ذاته الى فجوات، مُعظمها فارِغة تعود عليه بصفةِ التّافه المريض،المنبوذ من المُجتمع، الوضيع والمتدنِّ بين البشَر!!

 

نانسي  مزاوي- شحوك