[x] اغلاق
أحبكِ على طريقتي...!!
12/4/2013 12:05

 

أحبكِ على طريقتي...!!

بقلم: مارون سامي عزّام

أحبكِ صيفًا، لتُلهبي سعرات اللوعة في جسدي، أحبك حبًا خماسينيًا حتى تُحرقي ألعاب ذكرياتي التي يلعب بها ماضيَّ الشقي أمامي ليستفزني كلما دخلت بستان ذاكرتي الأخضر، دون الاهتمام لوجودي، فأَحرقي ما تبقى من ألعاب ذكريات ماضي، لأجعله يسأم لوحده، فيتركني لأحبك على هواي. ثم أحبكِ شمسًا حارقةً، لتضرب أشعتك قبعة أفكاري، حتى أكفَّ عن ملاحقة تلك ومعاكسة تلك، لأنشغل بك فقط، رغم أنني أحبك حسـب نُظُمي الفكرية والعقائدية.

أتجول بين أزقة أيام الصيف الملتهبة، بحثًا عن ظلالحبك الحقيقية، لتُنعش خمول ذاكرتي التي تتمدد خارج حدود الوعي، وخصوصًا عندما تزحف بقربها زواحف الحر التي لا تُطاق، الآخذة بالتكاثر. لذلك أنا مسرور جدًا، إذ بدأت أفكاري تزاول نشاطها اليومي ضمن نهج مسار طريقة حبي الجديدة، لعلك تستطيعين من خلالها حمل أثقال مسؤولية المستقبل.

هل تستطيعين السير حسب طريقة حبي، التي لا تشبه الطرق التي يمر بها المراهقون؟! ممكن جدًا... في حال بقائك تراعين بساطتك، أما إذا أردت التنكر بقناع من المستحضـرات العصرية!! لتُجملي وجهك بقناع سيدة مجتمع قبل الأوان! بذريعة أنه يحق لك وضع مثل هذه المستحضرات في سن مبكرة كبعض بنات جيلك،فإنّي أكره رؤيتك بهذه الصورة، وتلك المساحيق لم تكن ذريعة لأحبك، إنما لأني وجدت فيك البساطة الخالية من حواجز التبرّج، التي تستوقفك إغراءاتها، لتسألك لماذا ما زلت تحتفظين بصورتك الأصلية، منذ الطفولة ولم تتجملي بمساحيق العصر؟!!

هل ستصمدين أمام تلميحات التبّرج؟، أم ستخضعين لها؟... إذا استطعت الصمود أمامها، فلكِ شكري وتقديري، أما إذا انهارت عزيمتك أمامها وانصعت لإرادتها، فلن أحاسبك الآن، إنما بعد أن أضع حجر الأساس لطريقة حبي، فإذا بقيتِ سائرةً على طريق البساطة، اعلمي إنها كانت أسرع طريق أوصلتني إليك، فإذا كنت لا تصدقينني، فأنا أعذرك.

أنا جامع نحل تكوينك، أخاطر بحياتي بحثًا عنخلايا الجمال الطبيعية، التي تصنع شهد الأنوثة، لكي استخرج منها شهد أنوثتك، المستمدة من رحيق أزهار ابتسامتك المنتشرة نحو طراوة وجنتيك النضرتين...قد تستغربين طريقتي الحديثة في الحب، ولكنّها الطريقة الأمثل والأبقى بالنسبة لي، وتفوق توقعات المتحفظين منها، فأصبحتِ ملكة دروب الاتزان، تسيرين فيها نحو سرايا القيم المثلى.

ربما قد ترفضين طريقتي، لتقوليعنها أنها غير عصريّة!! بذريعة أننيلا أحترف فن المجاملات العشقية... لا أتقن هواية الغزل... لا أجيد قراءة خلفيات النظرات والابتسامات... أجهل تشخيص حالات الهيام... أتحسّس منطواف مشاعر الشاب الرومانسية حول أي فتاة، فمن قال لك ذلك؟! رغم أنك مخطئة، أي نعم مخطئة!!

أنا أجيد كل هذه الأمور، لكني أُديرها وفقًا لطريقتي الحديثة، وما تمليه علي شخصيتي التي تخاف من قذائف الشائعات، فمركزي يحتم علي ذلك، وعيناي باتتا لا تثملان من رؤية خمور الجمال المنسكبة أمامها على أرصفة الشوارع، لأنها قد تكون غير معتقة في قبو الوعي... لربما لم تهدأ بعد هبوب زوبعة المراهقة في جوف عقلها...ربما لم تختمر خميرة تصرفاتها البلهاء، فمن أين لي أن أعرف كل هذه الخفايا؟!!  أنا لا أحب المغالاة في تصرفاتي مع أي فتاة...

دمجتِ ألوان ملامحك البسيطة، مع ألوان الجمال العصرية الفاقعة جدًا، قللتِ من أهمية سخافات العصر ونجحتِ في ذلك، وهذا الشيء جعلني أحبك بأسلوب مميز جدًا. أحبك كما لم يحبك أحد من قبل، فالتعديل الذي أجريته على طريقتي الحديثة في الحب، هي من أجل أن أخرج من دوائر الطيش، التي كانت تلوث طباشيرها لوحة عقلي، لتمحوَ إدراكي للأمور بشكل أوعى.

هذه الطريقة جعلتني أتبع نهج العاشق المتأني، السلس والناعم معًا، الذي يحوم حولك دون أن تشعري أني موجود في مغارة أحاسيسك، لذلك لايستطيع بعض الشبان العمل حسب طريقتي السلسة والناعمة، فغالبيتهم يندفعون نحو الفتيات، اندفاع المستنجدين بهن، ليخرجنَهم من تنور حبهم المتأجج بالمشاعر! أو يتزاحمون على أسواق الجمال الحرة، ينتظرون أن يشتروا منها لعبةاستلطاف، وغالبًا ما تكون مُستهلكة!! أنا أمقت هذه الطرق، فهذا حب صبياني، مراهق، يوحي لي بفترة المراهقة التي عايشتها.

تركت خلفي عقارب اللحظات تتحرك كيفما تشاء ومتى تشاء، نظرت إلى ميناء سعادتي، لعلي أعثر على طوق النجاة من أخطبوط الزمن، فوجدته مرميًّا على رمال الدقائق، فأخذته، ولكنني شعرت بأنه يزحف بي نحو أعماق الخوف من فشل طريقتي الحديثة في الحب، التي قد لا أجد لها رواجًا بين شعاب الطرق الحديثة.

العبي بأوتار عودي الشاعري، واعزفي لي موسيقى شرقية، حسب المقامات الشرقية المعروفة، لأتأكدأنك شرقية المزاج... فانتبهي لمعاني كلماتي، إنها قد تذوب هيامًا بفمك الصغير، عندما يمضغ جماليتها برويّة مثل طفل صغير...لا شك أنّك تستغربين أسلوبي الغريب هذا، لكن ألا يحق لي أن أحبك على طريقتي؟! أليس لكل عاشق مسار عشقي محدد.

راقبتك عن بعد، كي أقتنع من أنك لن تسيري خلف آراء ومعتقدات أسلافك من الفتيات، فحذار منها! رغم أنك ظاهريًا تبدين عكس ذلك... لذلك في هذه الأثناء، لن أنخرط فيك بشكل كلي، بحيث ألغي التزاماتي تجاه نفسي، لا، فإن هذا الأمر غير وارد.هذه الطريقة ليست ضعفًا مني، أو نقصًا في أدواتي التعبيرية، إنما بنيتها وفقًا لهيكلية نفسية بعض الفتيات، كي لا أُضايقهن، أو أُعرِّض مشاعرهن للحرج والارتباك الزائدين.

أرفض أن أُعَرِّض أحاسيسي لإشعاعات اللوم، لئلاّ تخترقصميم تفكري... عندما أشعر أنك تضايقت من طريقتي في الحب، سينتابني شعور أنّي أتلَفتُ نسيج معرفتنا، مع أنني لم أُتلف شيئًا. هل فاجأتك نباهتي في تدبير مآرب عشق ماكرة؟!! ربما هذه الطريقة تنجح معك!!