[x] اغلاق
أخافُ هشاشة الأمل
27/5/2013 10:27

 

 

 

   أخافُ هشاشة الأمل    

محمد جمال صبح

أُفَكِرُ في التفاصيلِ الصغيرة التي يُمكِن أن تحدث يوماً،

كأن يتعمد كلانا إرخاء اللحاف عنه كي يتغطى الآخر بشكلٍ جيدٍ، ووجبة الفطور التي سوف نتناولها على عَجَلٍ، والأوراق الملونة التي تكتبين عليها الملاحظات على باب الثلاجة، وتوقعين في الأسفل بعد طلبات التسوق "أحِبُكَ"، وحين تهزين كتفي بكامل الكسل في الصباح لأذهب إلى العمل، وحين أكذب وأقول أنه يوم الإجازة، وسعادتكِ وأنتِ تُعِدين طعامي المفضل للغداء، وخجلكِ أيضاً حين يكون الملح زائداً.

أُفَكِرُ في انتصاراتنا الصغيرة ،

كأن نقول شيئاً واحداً في لحظةٍ واحدة، وأن ندخلَ باب البيتِ في لحظةٍ واحدة، وأن نجلب لبعضنا ذات الهدية في يومٍ واحد، وأن نتصل على بعضنا في الوقت نفسه، وأن نـتـفـق بسهولةٍ أي فيلم سوف نشاهد، أو كأن نبكي معاً في نهايةِ نشرة الأخبار، وتلك الانتصارات التي نُرَتِبُ لها، وتأتي مصادفةً.

أُفَكِرُ في حروبنا الصغيرة،

كأن نختلف على اللون المناسب لطلاء الجدران، وأن أحاول إقناعكِ بأنكِ من تعطين الفساتين جمالها، وليس ذلك الفستان الذي يعادل أضعاف راتبي، واختلافنا حول قضيةِ الزنوجِ في أمريكا، أو الإسلاميين في الوطن العربي، أو مصير الثورة في سوريا، تلك الحروب التي يمكن أن تنشب حين يغازلكِ قارئ ساذج بعد أن تكتبي لي رسالة حبٍ، أو خيبتكِ حين أنام فيما أنتِ تُخبريني عن مديركِ البذيء في العمل، وغضبكِ الشديد ووصفي بالجاهلِ والمتخلفِ حين أذهبُ في اليوم الثاني وأضرب ذلك المدير ضرباً شديداً.

أُفَـكِرُ في هزائمنا الكبيرة، إذا لم تحدث هذه التفاصيلُ يوماً

فأنامُ وحيداً، دون أن أقول: أحِبُّكِ،

لأني أخافُ هشاشة الأمل !