[x] اغلاق
منشق عن حزب الله يكشف عن ديكتاتوريته وفساده الداخلي
14/6/2013 12:11

إن كان المحامي والدكتور رامي عليق، الأستاذ في الجامعة الأميركية ببيروت، قضى معظم سني شبابه عضواً في حزب الله، فإنه عندما انشق عن الحزب عام 1996 كان يملك أسبابه الواضحة التي تتلخص بأن قيم الحزب ومبادئه تسقط أمام عينيه، وهو لا يزال عند رأيه الذي طرحه في برنامج "نقطة نظام" على قناة "العربية".

ويتكلم عليق بوضوح وصراحة شديدين، عندما يؤكد أنه لا يمكن إصلاح حزب الله بوجود القيادات الحالية، بل لا بد من انتفاضة شيعية داخل الحزب، أو انتفاضة من جانب المسؤولين المعتدلين فيه ومن يؤازرهم، ويؤكد أن ورقة الإصلاح التي طرحها أواخر التسعينيات من القرن الماضي والمؤلفة من ست نقاط، لن تعود للتداول ما لم يحدث هذا الانقلاب.

وقدم الدكتور عليق إلى الإيرانيين ورقة إصلاح أواخر التسعينيات من القرن الماضي لإصلاح حزب الله، وكان قد وجهها وطرحها وقدمها لإيران، لأنها "الجهة التي يأتمر حزب الله بأمرها" - حسب قوله - وبعد أن رفض الأمين العام لحزب الله مناقشة هذه الورقة.

ويتحدث الدكتور عليق عن التفرد في اتخاذ القرارات داخل الحزب، كما يتحدث عن الفساد في الحزب الذي يتجلى في طغيان مجموعة من المتسلطين في الحزب مالياً وسلطوياً على قرارات الحزب الأساسية حتى تعيين النواب والوزراء وآخرين في الدولة، حيث يتم ذلك في الخفاء من خلال محاصصة داخلية لا تمت بصلة إلى التضحيات ومسار العمل النزيه، على حد وصف الدكتور عليق.

ويضيف أن التخمة المالية لدى البعض في الحزب أصبحت واضحة ومفضوحة، وتعدت بكثير الحدود الطبيعية، وبالتالي صار بعض قادة الحزب يسوّقون أنفسهم وقراراتهم بواسطة شراء الناس بالمال والكلام.

وبالعودة إلى الوراء بعدما وصفه بانتصار حزب الله على الإسرائليين عام 2000 يقول عليق: "كان آنذاك إجماع كبير في العالمين العربي والإسلامي برفع راية الحزب، وما حققه من إنجاز تاريخي، حسب تعبيره، وكان السنة والشيعة معاً في هذا الموضوع، ولكن الحزب أو بالأحرى الإيرانيين الذين هم وراء المشاريع المشبوهة، دفعوا بالحزب إلى الإطاحة بهذا الإنجاز، وصنع فتنة سنية شيعية كي يكتّلوا الشيعة ويخيفوهم من وحش سني سلفي، ويخلقوا لديهم نوعاً من ردة الفعل لحماية أنفسهم". ويضيف الدكتور عليق أن حزب الله أخذ يحول ماكينته العسكرية والأمنية إلى الداخل اللبناني.

وعن تدخل حزب الله في سوريا يقول الدكتور عليق إن التدخل مستنكر على جميع الصعد في أي وقت كان، وعندما يحدث اعتداء على الأرض اللبنانية فإننا سنقف للدفاع عن أرضنا، ولكن كان على حزب الله كأضعف الإيمان أن يتشاور مع الحلفاء في الساحة الشيعية، مثل حركة "أمل" وغيرها ومع الأشخاص الذين هم على هامش الحزب أو داخله من الحريصين على ما يقوم به الحزب ويتأثرون به.