[x] اغلاق
نعــم... أنت حبيبتــي
5/7/2013 16:43

نعــم... أنت حبيبتــي

بقلم: مارون سامي عزّام

 

هل يستطيع الطفل التخلي عن والديه؟ هل يستطيع الزّرع العيش بدون ماء؟ هل يقدر العاشق أن ينام دون الاطمئنان على حبيبته؟ الجواب على هذه الأسئلة هو لا... كذلك أنا لا أستطيع التخلي عن حبيبتي لأني كتبت في طابو الحب أنّني طوبت قلمي وعقلي لها، لا أدري بماذا أذنبتْ؟!! لماذا يُلحّ علي الحسّاد أن أتركها فورًا؟!! حاولت جاهدًا أن أجد مبررًا واحدًا لتصرفاتهم،فوجدت مبررًا سخيفًا، أن جميع الذين خطبوها، تركوها بعد مدّة قصيرة، لأسباب تحتفظ بها لنفسها، وليست للعَلَن، أو ربّما لم يستطيعوا أن يهيّئوا لها جوًا مريحًا، يتناغم مع فِكرها...فتصرفها هذا لم يُعجبهم، والحسّاد يعتقدون أنّها مستهترة ولعوبة، يعتبرون هذا الأمر مخالفًا للأعراف والتقاليد.

أنا مخلوق مروض على يد حبيبتي لا أستطيع العيش بدونها، أنا مثل سمكة لا أستطيع العيش خارج البحر، بدون أن أجعل زعانف تفكيري، المجنونة بها، تشق أعماق تنهداتها، لأسمع شكواها من سفاسف الحسّاد المزعجة، لأنها ستبقى حبيبتي، حتى قلبي ذلك الإيقاعي الماهر، لا يستطيع ضبط نبضاته إلاّ إذا سمع وقع حذاء حبيبتي الصغير يطرق وجه الأرض.

نعم أيها الحسّاد، ستبقى حبيبتي، ولن تستطيعوا إبعادها عني، فحبّي لها تراث محمي بالأحاسيس والمشاعر، سنحافظ عليه، ما زلتم تجرّبون شتى الأساليب الدنيئة، فقط كي تئدوا حبّنا حيًا، لتدفنوه في إحدى مراقد ضاحية الزمن الخربة لماذا؟! لتقولوا للآخرين أنكم نجحتم في ذلك، أليس هذا مبتغاكُم؟! لكن... اطمئنّوا، فلن أمنحكم هذه الفرصة... لأنّي أسمع صوت حبيبتي يقول لي: "أنا مجرد ورقة صغيرة، وأنتَ فتيل شمعتي الذي سيضيئها بأفكاره"، قلت لها: "جملتك هذه تؤكد لي للمرة الألف أنك ما زلتِ متمسكة بي".

ذات يوم خرج الحسّاد في مظاهرة ضدي، يحملون شعارات تندد بحبي لتلك الفتاة، وقد وقفوا عند باب مقري،استجمعت جرأتي وخرجت إليهم قائلا: "أولاً أنا وجدتها مناسبة لي ولا أجد فيها أيّة علّة، ثانيًا: اخجلوا قليلاً واغربوا عن وجهي وخذوا شعاراتكم التي تندد بحبي لها، أتعرفون معنى الحب؟!! هو عبارة عن سلسلة حلقات يربطها الشوق ببعض، حتّى تُصبح حكاية رومانسيّة للعشّاق.

أنا لا أريد رؤية هذه التظاهرة المزيفة مرة أخرى أمام بابي، فمثلما هو متروك لكم أن تعيشوا زمنكم، كذلك يحق لنا أن نعيش زمننا كما يحلو لنا. رغم كل ما ذكرته، فما زلتم تعيدون على مسامعي أسطوانة العادات والتقاليد القديمة والمشروخة، التي سئمت سماعها، لذلك لا تحاولوا عبثا... لا تعذّبوا انفسكم هباءً... فقد فسخت عقد الرهبة الذي كان معقودًا بيني وبينكم... مضى زمن سيطرتكم على حاضري.

أيها الحسّاد... أنا لا أستطيع التخلي عنها، فإذا تخليت عنها في ظل ممارساتكم الاستفزازيّة، أشعر أنّي تخليت عن حاسة النظر، والذي يستغني عن نظره يصبح كفيفَا، لا يستطيع التحرك قيد أنملة بدون عصاه، يعني باختصار، لا أريد التخلي عنها، لأنها حقًا حاسة نظري، فبريق نظراتها الحادّة، تبهر بصركم الذييرفض رؤية واقع العصر المنفتح اجتماعيًا.

يجب أن أراعي حبيبتي وهي تحت وابل تهجمات الحسّاد الكلاميّة، ويجب ألاّ تستسلم أبدًا، عليهاأن تفتخربحبّنا، لتستطيع المحافظة على سلامته بأي ثمن،تراويح خرافاتهم لن تنتهي بتاتًا، فجرأتي في مواجهتهم، سوف تجعلهم يتراجعون، ويجب أن تكون متأكّدة، أن محاولات الحسّاد بإبعادي عنها ستبوء بالفشل، لأن نور الحب السّاطع سيُبَدد ظلمة الحِقد إلى الأبد...