رمضان كريم .. وشعوب تبحث عن ربيعها

زايد خنيفس

تهاوت افكاري في الدقائق الاخيرة ولم اعد اعرف اين اضغط زر جهاز التلفاز فهل على ساحة ميدان التحرير ام ساحة  رابعة العدوية في مصر ام الدنيا , ام اضغط الزر السحري على تخوم حمص وحلب ومعظمية الشام ,  حيث تطايرت اشلاء الاطفال والنساء من بين جدران المنازل المحطمة على اصحابها , ام انقل للموجة السريعة على جثث تشتت اجزاؤها في شوارع بغداد فالدم العربي لم يعد يحمل قيمته ولونه .

شهر رمضان على الابواب وباب الحارات يشتاق للمسحر ودقات طبله وشهر رمضان يحمل قناديله المنطفئة بعد ان ضاعت تحت ركام البيوت المهدمة , فهناك احلام الصغار انحصرت واحلام الامهات انطفأت تحت اسماء قديمة وشعارات جديدة باسم الوطن والمليك والحاكم والرئيسكلمات لا تساوي اوراقها , وشهر رمضان على الابواب وشعوب في شرقنا الدامي ما زالت تبحث عن ربيعها لتستقر فيه وتحمل امانيه للشواطئ الجديدة ,ولا اعرف اذا كانت الشعوب في الوطن العربي في غفوة على نوافذها , ام فقد النورس بوصلة البحر ام انها استراحة في دائرة الموت وملحمة البقاء لفجر جديد يعرف حقائب السفر لبلاد تحمل وجوه جديدة تنتفض من شهوة الموت وثورة الجوع للحرية وراياتها في كل الميادين من رابعة العدوية الى اسواق الشام القديمة الى معالم حمص التاريخ والحضارة .

شهر رمضان على الابواب والصوم فريضة بل جوهره وجماله في النفوس الطيبة والحرة ومناديل الفرح ومناسك العمرة وما بعدها حج لاعتابه المقدسة وصفحات جديدة وتوبة وصلاة وثواب بل خروج من بقايا الوجوه الحزينة لدوائر الايمان وسياج الله وانبيائه ورسائلهم في كل الانحاء يعصرهم الحنين لبلاد مقدسة عرفت النزيف وتهاوت ارصفتها وشوقها للحرية .

 شهر رمضان يحل علينا بعد ايام وما نملك من ايماننا وما تبقى امل ان تعيش الشعوب وتحلم بربيعها الجديد , لان التطرف  في الدين لا يبني سياج الاوطان والغاء الاخرين لا يبني الزوايا والصعود اليها , ورمضان تسامح واريحية وحرية بل انه لؤلؤة البحر وجمال لا ينمحي من النفوس  .