أكثر من نصف مليون مواطن عربي في البلاد يتصفحون الانترنت يوميا من خلال تشكيلة واسعة من مواقع الانترنت المحلية والعالمية، حيث وصلت نسبة الارتباط بالانترنت في الوسط العربي الى 50% مقابل معدل يوازي 14% من مواطني الدول العربية حسب معطيات نشرت على موقع egypt.com بتاريخ 24.2.2009.
المواقع العربية التي مصدرها من البلاد تعتبر الأكثر شعبية في الوسط العربي وبعضها ايضا في العالم العربي، وفي اوساط المغتربين العرب في ارجاء العالم.  كل هذا بفضل المواد الترفيهية والاخبارية والسياسية التي تعرضها اضافة الى كونها مواقع منفتحة ومتطورة من الناحية التكنولوجية. بالمقابل فان الكثير من المواقع في العالم العربي مبنية على برمجات جاهزة وقديمة نسبيا وتعاني من مشاكل في تصميمها غير العصري في احيان كثيرة. كذلك فان الخوادم التي تستخدم ضعيفة ولا تفي بالحاجة بشكل ملائم عند تصفح الموقع من قبل عدد كبير من المستخدمين.
مقابل ذلك فان المواقع العربية في البلاد تتمتع بخوادم سريعة، وجودة تصميمها وتكنولوجيا برمجتها متقدمة وتدمج وسائط متعددة بمستوى عال نسبيا، الأمر الذي يجلب الانترنت في الوسط العربي الى مكان متقدم ومركزي.
لا شك أن مشاكل البنية التحتية في العالم العربي هي المشكلة الرئيسية التي تقف من وراء المعطيات المنخفضة اضافة الى مشاكل اقتصادية ومواقف محافظة تمانع استخدام الانترنت، وعلى الرغم من انه في الوسط العربي في البلاد توجد مشاكل بنية تحتية شبيهة بحجم أقل ، فأن الكثير من الشبان يجدون حلا من خلال الانترنت الخليوي الذي يتيح تصفح الانترنت ايضا في الاماكن والتجمعات السكانية غير الموصولة بشبكة الانترنت.
احدى الأمثلة البارزة لذلك هي التجمعات البدوية في النقب وفي القرى غير المعترف بها، حيث أنها تخلو من البنية التحتية للانترنت. في هذه المناطق يشكل الانترنت الخليوي حلا ابداعيا لاستخدام الانترنت، ايضا بالاستخدام المباشر من خلال أجهزة الجيل الثالث وايضا من خلال المودم الخليوي الذي يربط بالحاسوب النقال بالانترنت بسهولة.
ليس صدفة أن مواقع الانترنت الرائدة في الوسط العربي، تنشر بانرات دعائية على صفحاتها لتذكير المتصفحين بامكانية تصفح الموقع من خلال الجهاز الخليوي، فقد ادركت هذه المواقع الحجم الكبير للمتصفحين عبر الخليوي. يذكر أن الفارق بين استخدام الانترنت في الوسط العربي مقارنة بالوسط اليهودي يصل الى 20%، هذا الفارق ينبع غالبا من مشاكل البنية التحتية في الوسط العربي، وليس من المستبعد أن يتم جسر الهوة من خلال الاستخدام المتزايد للانترنت الخليوي.

في شركة سلكوم، يتحدثون عن ارتفاع  ملحوظ في اوساط الزبائن العرب، بكل ما يتعلق لاستخدام الانترنت الخليوي.
يقول حسام أبو مخ، مدير التسويق للوسط العربي في سلكوم:" نحن نشهد موجة من استخدام الانترنت من خلال الهاتف الخليوي، وخاصة لدي زبائن الوسط العربي. هذه الظاهرة تتزايد بشكل خاص في المناطق التي بها بنية انترنت ضعيفة او تلك التي تنعدم فيها شبكة انترنت سلكية. وكذلك في اوساط الطلاب والزبائن المتواجدين خارج البيت بشكل متواصل".
ويضيف السيد أبو مخ: " التحسن الكبير الذي طرأ على الانترنت الخليوي في الجيل الثالث و 3.5، وتشكيلة الأجهزة المتطورة التي تعرضها الشركة والتي تدعم تصفح الانترنت من خلال الهاتف الخليوي بشكل اسهل، ساهمت كثيرا في تقوية ظاهرة تصفح الانترنت عبر الخليوي، اضافة إلى تزايد شراء المودمات الخليوية التي تربط الحواسيب النقالة بالانترنت في كل مكان".

الاستخدام المتزايد للانترنت في الوسط العربي، هو الذي يقف من وراء ظاهرة انشاء مواقع المضامين المتعددة باللغة العربية كما يبدو. وذلك أملا في اكتساب بعضا من هذا السوق الذي يكبر باستمرار.
اليوم عندما تدخل الى مقهى في الناصرة، أو عكا فإنك تشاهد الشبان يدخنون النرجيلة وفي ذات الوقع يفحصون بريدهم الالكتروني، أو يتصفحون موقعهم المفضل ويطلعون على الأخبار المحلية التي تميز مواقع الانترنت في الوسط العربي. عشاق الرياضة يمكنهم متابعة المباريات بسهولة وأولا بأول – أون لاين من خلال التصفح الخليوي الى مواقع الرياضة الرائدة.
شبكة الانترنت الخليوي بسرعة 7.2 ميجا بيت التي بدأت سلكوم بربطها، ستؤدي على ما يبدو الى تعميق استخدام الانترنت الخليوي وستزيد من نسبة استخدام الانترنت في الوسط العربي وتساهم في سد الفجوة بين نسبة الاستخدام ما بين الوسط العربي واليهودي في البلاد.