نشوة

لا أعرف لمَ أتذكر عينيك ، ربما لأنهما كل الوقت كانتا متداخلتين بعيني ، لم أكن أعرف وقتها إن كانت عيناك هما اللتان تغرقان بعيني أم هما عيناي ! ثمة أسئلة تستصرخ داخلي تريد أجوبة كثيرة بتفصيل شهي منك ..انفجار منك.. أريدك أن تفصح لي أنت وحدك دون أن أنتظرك عما يدور في هاتين العينين . كنتُ وأنتَ تنظر بهما أهتز من الداخل ثم أزيح بصري إلى ناحية أخرى إيماناً وهرباً من مفعولهما السحري الذي الآن أدركته .. النظر أولاً ، فغياب ، وغياب ، ثم يأتي إيقاع هذا السحر .. إلى الآن ألتقط مغزاهما يا سيدي .. ألتقط نقمة الجمال فيهما .. ما أثار انتباهي في الحقيقة  هو ذكاؤك المشع .. نباهتك .. فصاحتك.. وعشقك الفظيع .. وذلك الإشعاع المثير الذي منه تستطيع أن ترى الحياة كما هي بدقة ، بجمال باهر، بدهاء رائع ، بتنبؤ لذيذ .. عيناك هما اللتان قالتا ذلك كله وأكثر، قالتا أشياء أخرى كثيرة ؛ تلك  التي أموت وجعاً واحتراقاً لمعرفتها .. عيناك تفضحاك أو ربما تزيداك فخراً ، في الحالتين هما جميلتان ككل ما قرأته فيهما ، ككل ما بثتا كقلمك .. أيعقل أن ينطق قلمك على ورقك - الذي يختلط مع عبق قهوة من فنجانك حلوة كما تشربها في العادة – بكل هذا الذي خلعت عنه الحجاب؟! هل قلمك ينتظر تلك الشرارة الشرسة منهما كي تكتب أم هل تكتب عنهما أم أنا فقط التي أكتب ؟!   
محمد جمال صبح