[x] اغلاق
للنساء التابعات و المدمنات على قراءة أحلام مستغانمي و غادة السمان‎‏
1/11/2013 21:52

للنساء التابعات و المدمنات على قراءة

أحلام مستغانمي و غادة السمان‎‏

 

 

خلال فترة ليست بالقصيرة لاحظت ان الكاتبات "أحلام مستغانمي" و "غادة السمان"

 

و "شهرزاد الخليج" و غيرهن يُشوّهن صورة الرجل و الحب في عقول النساء

و خاصة شريحة الشابات و النساء اللواتي لا يستطعن التعبير عن مشاعرهن

كأن يكتبن ان الحب غول و الرجل ذئب أو كلب مُتكلم و لابد ان تقتليه و تهجريه

انها كرامتك التي أهدرها ، انه يُحاول أن يتملكك ، المرأة يجب أن تدوس الرجل انها امرأة

اثأري لأنوثتك منه فهو لا يُساوي شيء ، حطميه ، تخلصي منه ألخ ألخ ألخ

و أغلب صفحات الصديقات تمتليء بهذه الكلمات و كأن ما يُقال على لسان الكاتبات السابق ذكرهن "قرآن" أو قوانين وجب ان تُتبع لأنها الأحق و الأصلح

بل أن الفتيات على الأنترنت و ربما في الحقيقة لا أعلم يُحاولن قدر المستطاع

إعطاء الكاتبات أكبر من حقهن بالتبجيل و التعظيم و التفخيم ووووو

و كأنهن لا عقول يُفكرن بها فالواقع و الموقف يختلف من امرأة لأخرى و إستحالة أن تتشابه المواقف و الأحداث لأن لكل منها تفاصيلها الخاصة فلماذا هذا التعميم التعنتي ؟؟

الكارثة ان الشريحة الأكثر متابعة لأحلام و غادة و غيرها من الشابات اليافعات و اللواتي يعجبهن الأسلوب التمردي في كتابتهن فتبدأ الفتاة في إلغاء عقلها و الإستناد على كلام الكاتبة العملاقة ، المتمردة ، العالمة ببواطن الرجل ووو

أدخل صفحاتهن صدفة فأجد ما نُقل في منتهى السوداوية و كأن الحياة في رمقها الأخير

تحذير و ترهيب من الحب و من شخص الرجل ، لا أعلم لِمَ تكتب الكاتبة الكبيرة بهذه الطريقة ؟؟ و المفترض انها صاحبة خبرة أو بمعنى أصح قدوة لغيرها من النسوّة اللواتي بحاجة لكلمة رقيقة دافئة تدلهن إلى الصواب .. حتى و إن كانت تحذير لابد أن يكون بطريقة واقعية ، حقيقية بعيدة عن الخيال و التهويل و لكن لربما كانت لهن تجارب شخصية مؤثرة في حياتهن فــ شرعن في نشر هذا الفكر الذي يُقلل من الرجل و يضعه دائما في خانة المتهم و الظالم و المنتهك للمرأة .. يا لهذا السواد الذي أشعر به عندما أقرأ لإحداهن

بالفعل الواقع صار بشع و الأنترنت أيضاً لا يقل بشاعة عنه و ربما أكثر منه

يطوف الرجال على صفحات النساء و يعتقدون انهم قادرون على النيّل ممن يريدونها

أو تعجبهم لمجرد انها سمحت لنفسها أن تدخل إلى هذا العالم أو تكتب مثلاً

هذا واقع و حقيقة الكل يعرفها سواء في الواقع أو على الأنترنت و لكن ثمة بصيص من ضوء لمن تستند على عقلها فكما ذكرت قبل عدة سطور ان العقل هو بوصلة الحقيقة

و الحقيقة لها وجه واحد لا أكثر ، على الفتيات أن تُفكر في أمرها فهو لا يخص أحد آخر غيرها و أعتقد أن الرجل الجيد سهل معرفته و الرجل ذي النوايا أيضاً يسهل معرفته

دون الحاجة أن تُحيط البنت نفسها بهالة من الغموض و السوداوية

و تُبرر ذلك بأن الحب خطيئة و المبادرة اثم و الرجال شياطين لا توبة لهم

كان عليكِ أن تُفكري قليلاً قبل ان تنغمسي في هذا السواد او تستعينين بعقلكِ و ليس عقل و فكر امراة أخرى حتى و لو كانت كاتبة و لها خبرة و باع طويل في الحياة فهي في النهاية لن تستطع أن تقود حياتكِ إلى بر الأمان لمجرد انها تكتب بطريقة تروق لكِ

الطريقة التي تجدين فيها النجاة من مبادرات الرجال الذين يُحاولون التقرب إليكِ

لكِ عقل ففكري و دبري أمورك دون الحاجة لإلغاؤه فأحلام و غادة و مثيلاتهن يكتبن

عن الحب و الرجل بشكل مُحبط ، يجعلك تدفنين الحب في قلبكِ إن باغتك

و يجعلك تنظرين للرجل نظرة دونية مليئة بالإحتقار لمجرد أن أحدى الكاتبات العظيمات قالت عنه ذئب و لا مغفرة له .. ما يكتبن الكاتبات ليس قرآن و ليس قانون لابد أن يُتبع

الأرض خُلقت و أساسها الحب و ستبقى مهما تقدم بنا الزمان و لولا الحب

حتى و إن كان القليل منه موجود لـ فنينا و فنيّت الأرض معنا

فالحب مازال موجود .. نعم موجود و لن يفنى

..

للنساء التابعات و المدمنات على قراءة أحلام مستغانمي و غادة السمان و غيرهن

هن يصلنَ للشهرة و الصيت على حسابكن و يرتفعن على أنقاض قلوبكن

و أنتن تحصدن من حقولهن الإنكسار و الخوف و اللاحب

محمد جمال صبح