[x] اغلاق
لم أحب يوماً القراءة و لكنني أكتب أكتب لأدرب أصابعي في سيرك الورق ..
2/12/2013 12:55

لم أحب يوماً القراءة و لكنني أكتب

أكتب لأدرب أصابعي في سيرك الورق


لم أحب يوماً القراءة و لكنني أكتب

أكتب لأدرب أصابعي في سيرك الورق

 

..

كدت أغرق مرة و أنا برفقة أهلي على البحر

أتذكر هذه اللحظة التي ضاعت فيها أنفاسي و امتلأ بطني بالماء

برهة واحدة ما بين الموت و الحياة ، شعرة ما بين التشبث و الإنهيار

و عندما عدت وجدت أمي راكعة على الأرض تلطم على الملأ

و تمسك الرمل و تضعه على رأسها

مثل الأمهات المكلومات اللواتي فقدن أولادهن في الحرب

أنا أيضاً خُضت الحرب عندما كان أبي ساكتاً

أبي كان ساكتاً و لم يشرح لي من قبل كيف أخرج سليماً من دائرة الشحوب

..

أيضاً كنت لا أبحث عن موقف ما لأبكي و لكنني كنت أضحك

ذات مرة ضحكت إلى أن أغشى علي

عندما حضرت أحد المهرجانات الأدبية و كان المكان مثل السوق

الكل يُجامل الكل ، هذا شاعر معروف و هذا شاعر يحب الصعود

على الأكتاف وقتها كنت أخبيء كتفي عن الجميع

سمعت أحد الشعراء يُلقي قصيدة بعد أن صفق الكل لمجرد سماع اسمه

كان كلامه بشعاً ، الكل كان مبهوراً و أنا الوحيد الذي كان يخربش

بأظافره كسوّة الكرسي الذي يجلس عليه

كنت أريد أن أركض بعيداً أيضاً ، أركض حتى أبدد الطريق

و كنت أيضاً أربي كلب في المنزل و هو الذي يعرف كل أسراري

علمته كيف يأكل الشيكولاتة و البيتزا و الكورن فليكس و اللحم المشوي

و عش الغراب و الجاتوه و كنت أقول له ليس هناك أحد أحسن منك

أنتَ أحسن من الجميع و أحسن مني أنا الآخر

أنتَ سيد هذا العالم ، نُباحك يُعادل ألف قصيدة

..

لم أحب يوماً القراءة و لكنني أكتب

أكتب لأدرب أصابعي في سيرك الورق

أكتب و لي أصدقاء خاضوا حروباً أقسى مني لم و لن يكتبوا عنها

جهلهم كان طاقة لا تخمد ، لا يقرأون و لا يكتبون

و عندما يسمعون كلاماً باللغة الإنجليزية يتهربون من الموقف

أنا أكتب و هم لا يكتبون

أنا أكتب و هم لا يقرأون

لأن الذي فيهم من ألم يعزلهم تماماً عن العالم

الناقص بكماله ..