[x] اغلاق
بين رئيس البلد و...رئيس البلدية
8/12/2013 1:17

بين رئيس البلد و...رئيس البلدية

حدثني الاخ والصديق اسعد تلحمي عن حدث من صلب رونق وجمال العلاقات الانسانية والتسامح والمحبة في بلدنا العزيز اثر جدا في حياته الانسانية والعملية وذلك عندما  قرر  عام 2003 تبني موقف معادي جدا  للمرشح الرئيس عرسان ياسين حيث هاجمه بعنف عبر اثير راديو السلام التي ادارت المعارك الانتخابية البلدية منذ عام 98 حين كان يعمل ضمن طاقمها الاعلامي ووبخه حينها ياسين عبر الاثير مباشرة الامر الذي الهب مشاعر مؤيديه الذين ارغوا وازبدوا وغضبوا جدا من هذا التصرف للزميل اسعد تلحمي وهذا الموقف المعادي وتوعدوه برد صارم .

وعلى حين غرة انتهت المعركة الانتخابية باعلان فوز عرسان ياسين بنتيجة حاسمة الامر الذي دفع الزميل اسعد تلحمي الى اتخاذ الحيطة والحذر... حتى لحظة حاسمة تجلت فيها عمق العلاقات الانسانية والمودة بين ابناء البلد الواحد وتلاشي روح الانتقام حيث التقى تلحمي بعرسان ياسين بجانب بوظة شفاعمرو في لحظة تسمر فيها تلحمي مكانه  وتوردت خدوده خجلا وخوفا من الموقف حتى انتهره ياسين معانقا اياه ومقبلا وراجيا له مستقبلا مفعما بالنشاط الصحفي والصحة والعافية داعيا اياه لزيارته في مكتبه في دار البلدية .

وقال لي حينها تلحمي  انه عندها فقط تيقن من عظمة صفة "رئيس البلد" الذي كنت شخصيا قد جذرتها في معارك شفاعمرو الانتخابية قائلا لي :  الان فقط تيقنت من صدق وقوة اصرارك على منح عرسان ياسين لقب رئيس البلد وليس رئيس البلدية لما يتمتع به الشخص من اخلاق حميدة وسمو في التصرفات الانسانية والتسامح والمحبة كما يليق بأب لهذا البلد وليس رئيسا لبلدية موظفين ...

هذا ووقع زميلي تلحمي في نفس الموقف الصعب امام الرئيس ناهض خازم  عام 2008 وكنت مبادرا وشاهدا على المصافحة وتقريب القلوب ومبادرا كذلك في تعيينه لمنصب الناطق البلدي.

لم اكن ارغب في تقديم العبر والنصائح لمنتخبي جمهور او غيرهم فتجارب الحياة والفشل كفيلة في تعليم حتى اسوئهم اخلاقا دروسا في العلاقات الانسانية والانتماء .

بينما اتسائل اليوم هل قرر رئيس البلدية الحالي التقوقع في خانة رئاسة عشرات الموظفين لادارة مشروح النظافة وترميم الشوارع وجباية الضرائب ام ان طموحه يتعدى تلك الحدود الضيقة جدا  ...وكيف اذا نفسر تصريحاته المتلاحقة امام الناس انه يختلف جذريا عن سابقيه فالامور لديه تغيرت ومختلفة تمام ..وهل الاختلاف يجب ان يكون للأسوء  ام نحو الانفتاح ونحو الافضل والغريب انه لا مكان لألاف في هذا البلد في محور الرئيس  الضيق ولست ادري من اين استوحى الرئيس الحالي هذه القدرة التي يستطيع من خلالها الغاء اشخاص وصنع اخرين حيث ان قدرته العملية الحقيقية تكمن فقط في ادارة بلدية ليس اكثر  ولست اعرف انسانا واحدا في هذا البلد بحاجة الى الرئيس في حياته اليومية او حتى العملية بينما ممكن ان تنضح  قدرات الرئيس في علاقاته الانسانية وسمو اخلاقه وسعة صدره عندها فقط قد تتسع صدور الناس لاستيعاب عظمة ابداعه وانتشار قوته وحينها فقط تتجذر شعبيته وتتأصل رئاسته كرئيس بلد . والسلام ختام