[x] اغلاق
بين الانتخابات والكفاءات
3/1/2014 21:46

بين الانتخابات والكفاءات

أثار تصريح رئيس البلدية في جلسة المجلس الأخيرة  حول نيته بكسر جميع المسلمات والتوافقات الطائفية المتعارف عليها في المدينة منذ عشرين عامًا لصالح الكفاءات, ردود فعل كبيرة جدًا في المدينة واعتبرت الغالبية هذا المخطط هو محاولة لإعادة عجلة التاريخ الى ما قبل الانقلاب الكبير عام 98 والذي حقق نجاحًا كبيرًا بسبب خلل التوازن الطائفي في المناصب حينها .

ان الضغوط الكبيرة التي يواجهها رئيس البلدية الجديد من قبل حلفائه ودعوته العلنية من خلال رسائل واضحة من قبل مجموعات متطرفة الى الانزلاق نحو الطائفية البغيضة قد افقدته كما يبدو البوصلة حيث جاء تصريحه الأخير مبرمجًا في محاولة لطمأنة هذه المجموعات واختزالها في دائرة ادارته .

الغريب في الأمر ان رئيس البلدية الجديد يحاول من خلال تصريحه هذا خلق أنظمة وقوانين سياسية عالمية جديدة بحيث يتم منح "المناصب السياسية" لأصحاب الكفاءات اسوة بالوظائف العادية دون ان يسأل الرئيس نفسه اذا كان هو شخصيًا يحمل كفاءات تؤهله تبوء منصب رئيس البلدية وكيف تم اكتسابه لهذه الكفاءات .

اذا كانت اللعبة السياسية بحاجة الى كفاءات كما يدعي الرئيس او "كما يخطط ويبرمج لحرمان طائفة معينة من منصب تمثيلي مستقبلا بحجة الكفاءات " لما كنا بحاجة الى انتخابات ديموقراطية تشكل صوت الشعب ورغبته انما كنا نكتفي بشهادة جامعية خاصة برئاسة البلدية او العضوية لشخص اكاديمي يدير شؤون البلدية كالروبوت او حتى كان بالامكان الاكتفاء بموظفين اكفاء  يديرون شؤون المدينة .

اما السياسة يا حضرة الرئيس فان اسمها يدل على مكنوناتها وخواصها فهي السياسة في ادارة الامور والسياسة في التعامل والسياسة في جميع الامور الحياتية لتتمكن من ادارة البلد وتخطي جميع العقبات وإرضاء جميع الفئات لان السياسة هي المكمل الاساسي لادارة الموظفين المهنية وهي تتوج ثمرة اعمالهم وتضعها في النصاب الصحيح .

اننا نأمل ان ما جاء على لسان الرئيس هو مجرد زلة لسان تقع عليه مسؤولية تقديم تبريرات واضحة وعليه ان يعي  حدود ملعبه لان شفاعمرو اكبر وأصلب من أية رئاسة وان الحفاظ على النسيج الاجتماعي هو اساس الحياة المشتركة في المدينة وان أية محاولة للمس بحقوق الفئات والمجموعات والطوائف سيواجه برد صارم كفيل بالقضاء على حقبة الجاني التاريخية والاجتماعية واننا على قناعة تامة بان يعيد رئيس البلدية النظر في عمق تصريحه وان يقدم سريعًا توضيحات هامة بشأن هذا التصريح وان يتولى زمام الأمور لقيادة البلد نحو العدل والتسامح والمحبة مترفعًا عن صغائر الأمور وتوجهات بعض حلفائه التي تدفعه نحو الهاوية لان آلاف المواطنين باتوا يحنون لفترة الرخاء في عهد الرئيس السابق ناهض خازم والعدل الاجتماعي والتوافق الطائفي آملين في ان يعيد رئيس البلدية حساباته ويرسو نحو بر الامان  من خلال قيادة حكيمة وسياسة نبيهة