[x] اغلاق
جُبَناء...كأوراقِ خريفٍ هشّةٍ
3/2/2014 12:18

 

جُبَناء...كأوراقِ خريفٍ هشّةٍ
بقلم: نانسي مزاوي شحوك
يَتَهاوون مُتَرنّحين عن فرعِ شَجَرةٍ تَلفُظُ أنفاسَ صيفها الأخير، مُتهيّأة بِشَوقٍ غير مرئي للنّظر لِرِبيعٍ مُزهرٍ آتٍ، آملة ومُتفائلة أن يجعل أساس جذورها أشد وأمتن جراء تسَرُّب بهجة الربيع في دماء فُروعِها من جديد، كي تعود الحياة وتنتعِشُ في أوراقها مرة ثانية، بعد انقضاء الشّتاء وتجدُّد الآمال والأحلام.
يَتَضَرعّون الى الله...رامقين شهبٍ لعلّه يمُر كلمحِ البصر في جَوف السّماء، لعلّهم يخطفون منه الحلمَ لأُمنيةٍ كانت قد تمَكّنت في قُلوبهم مُنذُ دَهرٍ.....

 


إنّهم جُبناء...يَحيون بالإكتفاء من قطرة ماء...أو من لا شئ....يتّكئون على فرع الخريف الهشّ...يدركون أنّ سقوطَهم أرضاً أمرٌ مُحَتّم! مُحبطون هُم دوماً...الشّجاعة لا تُبصِر لهم درباً أو مسلكاً...الجُبن والتّوتُّر من صفاتهم الواهنة المُتمكنة في صُلب العقل والفكر...
تمرّ السّنون...وما زالوا يتشبّثون بتلك الشّجرة...حتى أنهم لا يملكون جُرأة القفز، أو حتى الإستنجاد بشعاع الشّمس كي يحتموا به ويرتفعوا قليلاً عن دونية مرتبة الهشاشة.

 

 


يبتسمون بسمة مكرٍ...تخفي بين ثناياها رعشة القلق والخوف من المجهول...مُتَيقّنين أنهم بنفخةِ ريحٍ ساخرة سيهوون أرضاً كالأوراق واحدة تلو الأخرى...ومصيرُهُم مُنجلي كقُرص الشمس...مِن أخضرٍ عتيقٍ بائسٍ بالكاد يلوح لونه للبصر, لِبُنّي يابس الملمس سهل التفتّت والتناثر بخفة في هواء اللاشئ...هُم هكذا...جُلّ البشر..كانوا..ما زالوا..وسيبقون....جُبناء كأوراق خريفٍ هشّة!