[x] اغلاق
لذكرى الهام
19/2/2014 10:52

لذكرى الهام

 

عاشت الهام محبة الله بفرح دائم وعدم تذمر ومشت طريق الالام خطوة خطوة حتى وصلت بخطوات مترنحة قمة الجبل المقدس وزرعت هناك راية الاستسلام. عاشت الايمان والرجاء والمحبة, امنت بقدرها ومشيئة الله في حياتها وكان لها رجاء في القيامة وعاشت بمحبة الله التي غمرتها وفاضت تلك المحبة فأغدقتها على عائلتها وكل اللذين حولها.

بشرت بالمسيح ووزعت النبذ وداومت على الصلاة وأعطت ما لديها لغيرها .... اعطتنا الفرح والبسمة وعانقتنا بيد واحدة وخطت خطواتها البطيئة لتشاركنا المناسبات والأعياد.

الهام يا لحنا حزينا اعطانا نشوة الخلود ودربت حياتنا الى علاقة سلام مع النفس وأعطتنا رؤيا جديدة وفتحت في طريقنا افاق الخدمة والتضحية فشكلت حياتنا كما تشكل الام ولادة طفل جديد.

الهام لم تحقق احلامها كباقي ألفتيات احبت الحياة وحاولت ان تعيشها لكن روحها لم تسترح وعاشت تلك الروح بغربه مع ذلك الجسد السقيم حتى استقرت تلك الروح ورجعت لباريها .

سألني ابني يوما لماذا هذه المعاناة في حياه خالتي قلت له لان هناك اناسا يأتون الى الحياة ليعيشوا قصة مقدسة ثم يغادرونها, وتبقى تلك القصة مطبوعة في اذهاننا ومحفورة في ذاكرتنا وربما قصصناها لآخرين لا رجاء لهم ليستمدوا من معاناتها كنه الاسرار المقدسة ويعرفون ان الحياة قصيرة بكل حلوها ومرها, والمهم ان يكون للإنسان دورا بطوليا يستحق عليه اكليل الحياة.

الهام لن ننساكي, كنت لنا اما وأختا حنونة وزرعت فينا الامل والعزم والقوة ...

في الختام اشكر طاقم العاملات والعاملين في بيت الاخاء في عسفيا لاهتمامهم بالمرحومة , كما واشكر كل من رسم بسمة فرح في حياة الهام وكل من شارك في التعزية واختم كلماتي ببيت شعر كانت الهام تردده

 

" سأعيش رغم الداء والأعداء ...

 كالنسر فوق القمة الشماء "

 

وأكيد سيتجدد شبابها كالنسور ويرفعها الله في السماويات حيث لا وجع ولا حزن ولا بكاء

 

الله يرحمك يا الهام

 

اختك ريتا تلحمي ووفاء ارملي جروس