ليَصفحَ العشبُ عنّا .. ليصفحَ العُشبُ عنّا !
نحن الذينَ مَشينا في أحراشِ جَسدِكِ سَبعونَ غزالةٍ و لم نتعب
نحنُ الّذين حشَوْنا قُلوبنا بالدّعاءِ و الوردِ ، و التَهمتْنا في البردِ حرائقُ اسمكِ ..
أنا العاملُ المُشتركُ ما بينَ ضِحكتِكِ التي لها نَصْلٌ و السّكينِ الذي أحملُهُ
و أنا أبحثُ في الوجودِ عن فَمِكِ ..
إلى امرأةٍ يَتعبّدُ الحَياءُ في مِحرابِها ..
أنا لم يُربِّني أحدٌ ، الشّارع هو الّذي ربّاني ،
و كلُّ هذهِ الحِجارةِ في أرجائي تَجاربٌ كنتُ أريدُ أن أبنيَ بِها رَجُلاً لا يتفتّتُ
أو عُمُراً لا ينزفُ عِندما تخونهُ سَنواته ...
لا أعرفُ ما هيَ "الهَيمنةُ"!! ...
الهيمنةُ : نَهدُكِ الذي يفوحُ عِطرُهُ في يَدي ...
الهيمنةُ : نَهدُكِ الّذي يَسطو على أصَابِعي ..
"أغسطس" الخالدُ أتى بكِ إلى قَلبي ،
فتمسّكي بِغَزلي الّذي سوفَ يَصمِدُ من بَعدي ؛
فأنا كنتُ أذهبُ كثيراً إلى المحطّاتِ حتى أتعوّدَ على الودَاعِ
لن يسمحَ لي أحدٌ بأنْ أعودَ إلى سِنّ الــ 20
فأنا لا أريدُ أنْ أعرفَ شَيئاً عن الّذين أُعدِموا بالغَلطِ "
و لا الذين فَشِلوا في إعرابِ الخَريفِ ؛
أنا أعربُ كلَّ شيءٍ يقعُ في طَريقي ، أُعرِبُ كَلمةَ "مسؤوليّة" ،
لستُ مَكسوراً و لم تَجزِمني الأحداثُ ، فأنا أُعرِبُ لكِ حتى الآنَ عن حُبّي ،
و بالرغمِ منْ كلِّ هذهِ الكَراسي سوفَ يكونُ لنا أجيالٌ قادمةٌ يُفكّرونَ
بِحياديةٍ و يَصنعونَ الخَناجرَ و القَنابِلَ اليَدويّةَ و يبكونَ برعونةٍ مِثلنا في الحُبِّ ! ..
مع ذلك أنا مع فكرةِ أن نبقى مَلائكةُ ، الله يعْرِفُ ذلكَ ،
و كلّ هذه الشّفاعات أُعِدَّتْ لنا ،
أنا أيضاً أحبُّكِ و لذلك أحدّثُكِ عن البَقاءِ و أحدّثُكِ عن القِطارِ الأخيرِ
و الشّخصِ الذي تلاشى عندما نَهبوا وجُودَهُ ..
و الجنودِ الذين تسّمروا تحتَ الرّايةِ تاركينَ عَشيقاتِهم بَعيداتٍ ..
أحبُّكِ و لا أُفكّرُ في احتمالاتِ النّجاةِ فأنا صُدفةٌ
صُدفةٌ لم تَحدُثْ ما بينَ الشِّعرِ و الصُرَاخ ..
محمد جمال صبح