[x] اغلاق
ليَصفحَ العشبُ عنّا .. ليصفحَ العُشبُ عنّا !
22/2/2014 15:21

ليَصفحَ العشبُ عنّا .. ليصفحَ العُشبُ عنّا !

نحن الذينَ مَشينا في أحراشِ جَسدِكِ سَبعونَ غزالةٍ و لم نتعب 
نحنُ الّذين حشَوْنا قُلوبنا بالدّعاءِ و الوردِ ، و التَهمتْنا في البردِ حرائقُ اسمكِ ..
أنا العاملُ المُشتركُ ما بينَ ضِحكتِكِ التي لها نَصْلٌ و السّكينِ الذي أحملُهُ 
و أنا أبحثُ في الوجودِ عن فَمِكِ ..

إلى امرأةٍ يَتعبّدُ الحَياءُ في مِحرابِها ..

أنا لم يُربِّني أحدٌ ، الشّارع هو الّذي ربّاني ، 
و كلُّ هذهِ الحِجارةِ في أرجائي تَجاربٌ كنتُ أريدُ أن أبنيَ بِها رَجُلاً لا يتفتّتُ 
أو عُمُراً لا ينزفُ عِندما تخونهُ سَنواته ...

لا أعرفُ ما هيَ "الهَيمنةُ"!! ...
الهيمنةُ : نَهدُكِ الذي يفوحُ عِطرُهُ في يَدي ... 
الهيمنةُ : نَهدُكِ الّذي يَسطو على أصَابِعي .. 

"أغسطس" الخالدُ أتى بكِ إلى قَلبي ،
فتمسّكي بِغَزلي الّذي سوفَ يَصمِدُ من بَعدي ؛ 
فأنا كنتُ أذهبُ كثيراً إلى المحطّاتِ حتى أتعوّدَ على الودَاعِ 
لن يسمحَ لي أحدٌ بأنْ أعودَ إلى سِنّ الــ 20
فأنا لا أريدُ أنْ أعرفَ شَيئاً عن الّذين أُعدِموا بالغَلطِ " 
و لا الذين فَشِلوا في إعرابِ الخَريفِ ؛

أنا أعربُ كلَّ شيءٍ يقعُ في طَريقي ، أُعرِبُ كَلمةَ "مسؤوليّة" ،
لستُ مَكسوراً و لم تَجزِمني الأحداثُ ، فأنا أُعرِبُ لكِ حتى الآنَ عن حُبّي ،
و بالرغمِ منْ كلِّ هذهِ الكَراسي سوفَ يكونُ لنا أجيالٌ قادمةٌ يُفكّرونَ 
بِحياديةٍ و يَصنعونَ الخَناجرَ و القَنابِلَ اليَدويّةَ و يبكونَ برعونةٍ مِثلنا في الحُبِّ ! .. 

مع ذلك أنا مع فكرةِ أن نبقى مَلائكةُ ، الله يعْرِفُ ذلكَ ، 
و كلّ هذه الشّفاعات أُعِدَّتْ لنا ، 
أنا أيضاً أحبُّكِ و لذلك أحدّثُكِ عن البَقاءِ و أحدّثُكِ عن القِطارِ الأخيرِ 
و الشّخصِ الذي تلاشى عندما نَهبوا وجُودَهُ .. 
و الجنودِ الذين تسّمروا تحتَ الرّايةِ تاركينَ عَشيقاتِهم بَعيداتٍ ..
أحبُّكِ و لا أُفكّرُ في احتمالاتِ النّجاةِ فأنا صُدفةٌ 
صُدفةٌ لم تَحدُثْ ما بينَ الشِّعرِ و الصُرَاخ ..


محمد جمال صبح