[x] اغلاق
رسالة مفتوحة إلى رئيس بلديّة شفاعمرو
17/3/2014 11:43

المقامة الشّفاعمريّة

رسالة مفتوحة إلى رئيس بلديّة شفاعمرو

عندما تصبحُ شركة الجباية المُعيّنة حاكمًا بأمره

بقلَم: نبيل الياس خوريِّة

إنّه من نافل القول أن مفهوم المواطنة في مصطلح الدّولة الحديثة كما نعهدها اليوم، التي تعتبر من أهم إنجازات النّهضة الفكريّة التي شهدتها أوروبا، في منتصف القرن التّاسع عشَر، هو الانتماء إلى الأرض، الهويّة اللغة، والامتداد التّاريخي للمجموعات العِرقيّة، التي تعيش ضمن الدّولة.

المواطنة هي انتماء وشعور بالأمان ضمن منطقة جغرافيّة معيّنة، في واقع الأمر العمل على تهيئة الأجواء وخلق مَناخٍ ملائِمَين للنّاس، على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم، كي يعيشوا في حالة من الإبداع والنّتاج المادي والفكري، تحت مِظلّة مجموعة من القوانين التي سنّتها المؤسّسات التشريعيّة، وللاستفادة من مبدأ فَصل السُّلطات، الذي يحمي أهم الأسس الديموقراطية، وأيضًا صَون كرامة المواطن، والحريّة الفرديّة للإنسان، أهم وأغلى قيمة في الحياة. كان لا بُدّ من هذه المقدّمة التي تدخُل بإطار لزوم ما يلزم، للولوج إلى صُلب الموضوع، الذي ارتأيتُ أن أثيره في مقالتي هذه.

كما هو معروف فإن بلديّة شفاعمرو قامت بالتعاقُد قبل بضعة أشهُر مع شركة خاصّة لجباية الضّرائب المستحقّة على المواطنين، سكّان هذه المدينة، أي ضريبة الأرنونا. كان لدخول هذه الشركة الخاصّة، ومُباشرة عملها في جباية الضّرائب من المواطنين، وقعًا سيئًا عليهم، وقد أثار الأسلوب الفظ والأرعن وأحيانًا كثيرة اللاإنساني للشركة، غضب المواطنين.

من المفروض أن يشعروا في بلدهم بالأمن الأمان... وأن يعيشوا موفوري الكرامة... مرفوعي الهامة، لأنهم يفخرون بالانتماء إليها، وقد عبّر أجمل تعبير عن هذا الفخر، شاعرها الرّاحل، الأستاذ إبراهيم بحّوث حينما أنشدَ في مطلع قصيدته الشّهيرة عن بلدته، "شفاعمرو ويكفي أنّها بلدي لأهواها"

لقد كان لي على الصعيد الشّخصي مع هذه الشّركة صولة وجولة، التي تتعامل مع شُرفاء النّاس كالعصابة، مستخدمةً في كثير من الأحيان أساليب قطّاع الطُرُق... وهاكُم وقائع وحيثيّات ما حَدَث، أنا متأكّد أن هذا السيناريو المرعب يُكرّر مع مواطنين كثيرين: في يوم الخميس الماضي 6/3/2014، في ساعات الصّباح، داهَمَت محلي التجاري الواقع في شارع جبّور جبّور، مجموعة مؤلّلة، مصحوبة برجال الأمن، ترافقها شاحنة للتّحميل، بحجّة أنّني مَدينٌ للبلديّة بمبالغ كبيرة وعلي دفعها فورًا... طلب المسئول عن الزّمرة أن أدفع له مبلغًا بقيمة ثلاثين ألف شيكل على الحساب، يشمل أتعاب الشّركة بمبلغ بقيمة ثلاثة آلاف شيكل يُدفَع نقدًا وفورًا!! على أن أعطيه بقيّة الحساب على دفعات شهريّة.

طلبتُ منه التّروّي، وطلبت من المسئول أن يسمعني، بأنّي قمتُ بتسديد دَيّني في البلدية بتاريخ 18/11/2013، وهذا إيصال الدّفع المختوم من قِبَل قسم الجباية التّابع للبلدية، بالاتفاق مع المدعو حاييم فيكس مدير شركة الجباية، ومستحقّاتي فقط عن آخر شهرَين من السّنة الحاليّة فقط... أفلهذا الدّين البسيط تجنّدون هذه القوّة الضّاربة، وتقتحمون محلّي التّجاري على مرأى الجميع، وتتعاملون معي بأسلوب شرس وأزعر، وكأني ارتكبت جريمة كبيرة!!!

لم تُسعفني طلاقتي الكلاميّة في إقناع مسئول شركة الجباية... بل أصرّ على موقفه، وادّعى أن ليس له وقت كافٍ، وهذا ما طلبوه في البلديّة... كأنّنا نعيش في زمن حُكم قراقوش!!! فطلبت منه أن يتّصل بالمسئولين الذين أرسلوه إلي، لعلّ هناك خطًأ ما، فرفض الأمر جملة وتفصيلا، إلاّ أنّي أصرَّيت على عدالة موقفي وصِدق ادعاءاتي، واتّصلتُ بقسم الجباية في البلديّة، فاستغربوا أن يكونوا قد أرسلوا الشركة، وكما أسلَفت قد قمتُ بتسوية دَيني قبل عدّة أشهُر، وأردَفوا قائِلين، بأنّي مَدين فقط بمبلغٍ بسيط عن السّنة الجارية.

دفعت لشركة الجباية المبلغ المطلوب، وأصرّوا أن أدفع لهم شيكًا بمبلغ 3000 شيكل، مقابل أتعاب "زيارتهم المباركة" لمحلّي، وإلاّ سيقومون بتحميل وحجز أدوات وبضاعة المحل، باءت محاولاتي إقناعي لهم بعدم قانونيّة عملهم بالفشل، ولم يُعِروها أي اهتمام، و واستمرّوا في غيّهم رغم الإحراج الذي سبّبوه لي أمام زبائن المحل، فقُمت صاغِرًا بدفع المبلغ المطلوب بهدف تقليع هذه العصابة من المحل ووقف محاولات الإهانة والمذلّة التي شعرت بها آنذاك.

لم تنتهِ القضيّة عند هذا الحد، فتوجّهت حالاً إلى دار البلديّة، وقابلت المدعو حاييم فيكس مدير الشّركة المعنيّة، وشرحت له ما حدَث، فبعد أن فحص الأمر، قال لي أن ما حدَث هو خطأ، وسيقوم بإرجاع مبلغ الثلاثة آلاف شيكل، أتعاب الشّركة، فعلاً بعد عدّة أيّام، وبعد أخذٍ ورَد، تم إرجاع المبلغ.

سعادة الرّئيس...

هذا غيض من فيض، ما ترتكبه هذه الشّركة "اللعنة" من موبقات بحق المواطنين الشّرفاء، بحجّة مديونتهم للبلدية، فإنّي أتساءل وبحق... لماذا تبخّرت وعودكم الانتخابية؟ وأن على رأس أولويّاتكم كنس هذه الشّركة أو العمل على تجميد عملها، بينما إدارتكم الحالية تلتزم الصّمت إزاء تعسّفات شركة الجباية تجاه النّاس، والنّاخبين.

هل ذهبت هذه الوعود أدراج الرّياح، بعد أن تمكّنتم جيّدًا من الكراسي التي تجلسون عليها؟! وأيضًا هناك تساؤل مشروع وهو، لماذا هذا التعامل المريب من قبل القائمين على قسم الجباية، بالتواطؤ التّام مع الشّركة المعيّنة إيّاها؟! لماذا تنتهج إدارتكَ أيها الرّئيس سياسة المعايير المزدوجة مع المواطنين... فالأمر للأسف أصبح واضحًا كوضوح الشّمس في يومٍ مُشرِق... فإن التّركيز والتّشديد هو على فئة معيّنة من المواطنين... لماذا عليها أن تتحمّل وَزْرَ ضريبة البلدية دونًا عن سواها، بما يساوي تقريبًا ضِعف نسبتها السّكانيّة؟!     

لقد حان الوقت "للتّغيير عن جَد" شعارُك سيدي الرّئيس... حان الوقت كي يكون كل النّاس متساوين، وأن يكون التعامل مع الجميع بنفس المعايير، بغَضّ النّظر انتماءاتهم أو مَشاربهم... "فالنّاس سواسية كأسنان المشط"، القرآن الكريم... ليَكُن واضِحًا بأنّنا لسنا رعايا في بلدنا، فنحن أهلها وأصحابها، ولسنا ضُيوفًا عليها.

 

نريد أن نعيش معزّزين مكرّمين في شفاعمرو الحبيبة، لأنها للجميع وستبقى كذلك... لأنّنا نريدها كما عهدناها منذ آبائنا، وأجدادنا، دفيئة من الأُلفة، تضُم بين حناياها جميع أبنائها بالمحبّة والحُنُو. يلذُّ فيها العيش، ويطيب المقام... أللهم هل بَلَّغت... أللهم فاشهَد، وإن عُدتُم عُدنا...

1
.
حنان
17/3/2014
ما قرأته الان بالفعل مؤلم وعار وكل العار أن يحصل في بلدنا
2
.
hatem
17/3/2014
اجا وقت التغيير-- هذا هو التغيير اللي بدو اياه امين ؟ يا خسارة هالبلد والوضع اللي وصلنالو
3
.
عادل
18/3/2014
هزلت خسئتي يا شفاعمر اذ اردت التغيير واي تغيير ارعن وفاشل ما اردت ان اصححك اخي نبيل فقط مع شعوري بالخجل مما يحدث معك هو ان الريس الفاشل قال انه سوف يوقف عمل الشركه اذا كان بالاصل شركه لانه في الاداره السابقه لم نشاهد شركه بالاصل بل هذا شغل يده وفقط هو من يستطيع ايقاف عملها نحن كمواطنين نتسائل هل بالاصل يوجد ريس
4
.
وسام
22/3/2014
عار البلد اصلن فش رئيس بلبلد