بلغ السيل الزبى ...

تهامة نجار

هزء الناس من العرض "البطولي" الذي قام به ممثل التجمع في البلدية هذا الأسبوع عارضًا عضلاته مهاجمًا مدير شركة الجباية ، حاييم، محاولاً قلب جهاز الحاسوب في غرفته وذلك لاقتحام شركة الجباية بيت أحد مقربيه ومصادرتهم جهاز التلفزيون ,كما فعلوا في الأشهر الأخيرة مع مئات سكان المدينة .

هذا وقد اعتبر الناس هذا العرض مجرد مسرحية هزلية خاصة وانه لم يمر أسبوع واحد على تأييد "أخوكم البطل" لاستمرار عمل شركة الجباية عندما قام بتكذيب تصريحه في السلام بضرورة كنس الشركة .

كما وأعرب العديد من السكان عن استهجانهم لهذا العرض البطولي خاصة وان ممثل التجمع لم يحرك ساكنًا للدفاع عن أي شخص من مئات المتضررين من عمل الشركة، وانه لم يتجرأ كذلك عن اعلان موقف واضح من عمل الشركة بينما كتم صوته وشُلّت إرادته ..

إن استمرار عمل شركة الجباية في مدينة شفاعمرو يعتبر جرمًا خطيرًا بحق المواطنين, خاصةً وان ممارسات الشركة باقتحامها حرمات البيوت بقوة السلاح بات يشكل خطرًا نفسيًا ومعنويًا على حياة السكان ,وخاصة النساء والأطفال منهم  ونحن شهدنا هذا الاسبوع حالة رعب وصراخ وعويل في العديد من البيوت الشفاعمرية حيث انتزعت أجهزة التلفاز تحت تهديد السلاح , حيث باتت مخازن البلدية "تطفح" بمئات الاجهزة التابعة للمواطنين الشرفاء , وعلى البلدية إصدار أوامرها بإعادة جميع الأجهزة فورًا ,لأن عملية مصادرة أجهزة تلفاز  تعتبر عملية دنيئة ساقطة وغير حضارية هدفها حرمان المواطن من احد أبسط الحقوق الأساسية ,وهي الالتحام بالعالم الخارجي من خلال الفضائيات ووسائل الاعلام وحرمان العائلة من التسلية اليومية أمام هذا الجهاز .ولا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي متخاذلين, إنما نحن على استعداد للتضحية بالغالي والرخيص من أجل تحقيق إنجاز كنس الشركة من المدينة فورًا .

ان حال ممثل التجمع لا يختلف كثيرا عن حال باقي أعضاء الإدارة الخائبين الغائبين عن المسرح البلدي  .وان خيبة الأمل من قائمتي أبناء شفاعمرو والفجر كبيرة جدًا خاصة وان القائمتين "طلقتّا " الرئيس السابق على أساس معارضتهما المستميتة لإحضار الشركة ولا رجاء من باقي أعضاء الإدارة المنزوعة صلاحياتهم منذ اللحظة الأولى لاستلام مهماتهم وغرفهم في البلدية.

لقد بلغ السيل الزبى سيدي رئيس البلدية , أمين عنبتاوي ،واجزم أنك حقًا نجحت في رفع نسبة الجباية وإدخال ملايين الشواقل إلى صندوق البلدية بقوة السلاح ولكنك حتمًا زرعت بذور العداء في كل بيت وعائلة اقتحمتها شركة الجباية ، وانا استهجن الأمر عندما اتساءل احيانًا ، أمن أجل هذا صارع وحارب وأصرّ الأستاذ المربي عنبتاوي ان يترأس بلدية شفاعمرو ؟!!! وهل يتفاعل الرئيس حقا مع أسى الناس وحسرتهم وارتباكهم ومعاناتهم مع "عصابات" الشركة التي تقتحم بيوتهم بقوة السلاح والعنف؟.

ان اقتحام حرمات البيوت أيها الرئيس هو أخطر عمل إجرامي جبان ممكن ان تمارسه مؤسسة أو أشخاص بحق الاخرين ولذلك جاء المثل القائل "للبيوت حرمات" ،وبالرغم من فوات الأوان وهبوط شعبيتك وشعبية ادارتك بشكل دراماتيكي وذلك ربما  لانعدام المستشارين المهنيين والمخلصين لمصلحتك  ،  وانه صعب على الناس ان تنسى او تغفر على المصائب التي حلّت بها من عمل الشركة "الإجرامي" إلاّ أن الفرصة أمامك مهيئة لتدارك تدهور إضافي ومحاولة ترميم أضرار الشركة وذلك من خلال إصدار أوامرك بقوة وصلابة لوقف عمل الشركة فورًا مهما كلف الأمر لكي تبرهن للجميع انك ابن هذا البلد الطيب كما عهدناك مربيًا فاضلاً أنشأ اجيالاً صالحة ، وليس مجرد "مأجور" سلطوي ينفذ أوامر مرؤوسيه من الداخلية, كما تدعي ليلاً ونهارًا بان الشركة فرضت عليك من قبل الوزارة لأننا جميعًا شهدنا موقفًا حازمًا للرئيس السابق حين أصدر أوامره بإيقاف عمل  شركة الجباية من عهد عرسان ياسين في اليوم الأول من استلامة السلطة بالرغم من معارضة الداخلية ,وأنا على يقين بإمكانياتك وقدراتك المهنية والعملية لاتخاذ مواقف اكثر حزمًا وقوة وصلابة  ...ونحن نتعهد امامك وامام الله ان نكون على استعداد للتعاون ورصّ الصفوف من أجل إنجاح مسيرة هذا البلد نحو التقدم والازدهار، وحثّ الناس على دفع مستحقاتهم للبلدية بشكل حضاري لان في ذلك تعبير صارخ عن الانتماء والمحبة لهذا البلد لاننا اخوة ومصيرنا مشترك وطموحاتنا  واحدة ،ان يرقى البلد إلى مصاف المدن المتطورة في البلاد لمصلحة جميع السكان ..والله ولي التوفيق