[x] اغلاق
ليلِياتُ قَلب
17/4/2014 20:04

ليلِياتُ قَلب

بقلم : سعاد عوض سواعد - شفاعمرو 

هي ورديةٍ ليلٍ مرهِقه بين أنين المتالم مما في صدره وخوف الساهر من ان يغفو فيخذله قلبه الذي طالما نبض حينما عشق ولم تسمح تلك الخفقات لجفنه بالغفو ولو للحظه واحده من شدةِ شوقه للحبيب وتسارعت دقات قلبه حينما راوده الخوف من امرٍ ما ولم يأبه لتلك النبضات..

وحينما اختلطت مشاعره بين حزنٍ وفرح بقيت تلك الدقات مهملةً بائسه..

واليوم وهو على سرير وحدة علاج القلب المكثف لا يسمع الا تلك الدقات يصغي لها بريبةٍ وحذر ،  يعُدها ويحسب المسافة بين نبضة واخرى ويسأل نفسه كم من نبضة بقيت في جعبة  هذا القلب المسكين !!

وفي سرير آخر وفي لا مبالاة متناهيه تقبع تلك السيده الخمسينيه الجميله منتظرة بترقب طلوع الفجر حيث تحين ساعه يسمح لها بمغادره السرير ، وبعد ان بُذِلت كل الجهود لانقاذ قلبها العليل،  تعد الساعات والدقائق ليحين الوقت لتختار هي بنفسها ان تموت في انتحار بطيء من نوعٍ آخر اسمه التدخين !!

بينما يقبع في الغرفةِ المتاخمة والاكثر قرباً لمرأى عيون الممرضات احدٌ ما في منتصف العمر في غيبوبةٍ مطلقه  اختار قلبه ومن غير انذار مسبق ان يتوقف فجأةً في استراحةٍ لدقائق معدوده لا تتعدى الخمس هي كفيلة بأن تحرم الدماغ من دمٍ مؤكسد لتجعل فرص النجاة من الموت المحتم ضئيله،  وكأن ذاك القلب قد تمرد على قوانين الطبيعه ولم يرق له ذلك العمل الشاق المتواصل نابضاً أكثر من مائةِ الف نبضه في اليوم ،  وأنة آلة يجدر بها أن تعمل منذ لحظةِ تكوينها الى ان تحين ساعتها دونما اي توقف . وها هو الآن ورغم كل الادويةِ والاجهزة التي ضاقت بها الغرفه واستنفاذ كل الموارد الممكنه والطاقات الجباره نعجز حتى ان ننطق بجملةٍ مطمئنه لأحبائه رغم رغبتنا الشديده بذلك!!!!

وفي الغرفةِ المجاوره وفي سكونٍ تام تتدثر عجوزٌ في سريرها بارتياحٍ وأمل 

تنتظر نصفها الآخر ليأتي باكراً متوكأً على عكازته ويطبع على جبينها قبلته التي اعتاد ان يقابلها بها منذ ان تعارفا قبل اكثر من نصف قرن....

 

وهكذا تمر الورديه بين المٍ ممزوجٍ باليأس وخوفٍ يبدده الامل وحبٌ ازلي لا يقاس بالشهور والسنين بل بحجم الفرح والسعاده التي نعيشها ونمنحها للآخرين...

1
.
Mzeen hilf
24/4/2014
כל אלאחתראם כאלתו חביבבבתי אשי רועה אללה יכליקקקי ויעטיקי עלא אד ניתק