[x] اغلاق
لو انفقت ما في الارض جميعاً ما الفت بين قلوب
30/5/2014 8:28

لو انفقت ما في الارض جميعاً ما الفت بين قلوب 

بقلم : الشيخ عباس زكور

لن اتحدث وأكتب اليوم عن العداوة والبغضاء بين الامم والشعوب ، ولا بين من احتل الا رض واغتصبها وبين اصحاب الارض وأهلها الاصليين . وإنما سأتحدث عن أبناء ألامة الواحده وأبناء الشعب الواحد وأبناء البلد الواحد ، ألذين من المفروض أن يكونوا على قلب رجل واحد وفي خندق واحد فيجتمعون كفريق وجماعه من اجل تحقيق أمالهم وأهدافهم ورفع الظلم عنهم . ولكني اقف عند نص هذه ألاية الكريمة ( لو أنفقت ما في ألأرض جميعاما ألفت بين قلوبهم ) فأعرف من خلال ما جاء في ألقرأن ألكريم أن طبيعة ألانسان وطينته مجبولة على حب ألنفس وألأنانية ألتي تجعلنا دائما نعيش مع ألأخرين في خصام وشقاق ومشاحنةمما يؤدي إلى ألعداوة وألاثرة وألأستعلاء سواء في ألاسرة ألواحدة أو بين ألزوجين وبين ألأخوين وبين ألحيين وألعشيرتين ، حتى لم نعد نستطيع رؤية أللحمة والوحدة واللقاء في مكان واحد، فصدق فينا قول الله تعالى ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) فلقد تحولنا وأصبحنا فرقا وشيعا ومذاهب وأحزاب فلا نكاد نجد إثنين يتفقان على قضية واحده، وكأننا نبحث عن كل ما يفرقنا  ويشرذمنا فأينما وجدنا سببا أو داعيا للخلاف تمسكنا به بدل أن نبحث عما يجمعناويوحدنا . لقد مر على أمتنا مثل هذا ألواقع وذلك قبل ألاسلام وبعد ألاسلام . أما قبل ألاسلام فلقد إنقسم ألعرب إلى قبائل وعشائر فتصارعوا وتقاتلوا وتحاربوا من أجل أتفه ألأمور وأخسها وليس عنا ببعيد ما كان بين عبس وذبيان وبين بني هاشم وبني أميه ولقد كتب لنا ألتاريخ عن حروبهم وقتالهم لبعضهم ألبعض ما يكفي لكي نعتبر ونتعظ منه . أما بعد ألأسلام فلقد حدثنا ألتاريخ عما كان من خلاف وخلافات وخاصة في ألقرن ألرابع ألهجري . حيث أنقسمت ألامة وتكونت ألدويلات وتعددت ألخلافات وألخلفاء. فخليفة في بغداد وخلافة فاطمية في ألمغرب ومصر وخلافة أمويةفي ألاندلس وخلافة ألبويهيون في فارس والعراق والغزنويون في خرسان وبني عقيل في ألموصل وأل مرداس في حلب فكانت ألامة مرتبطة بألأسم ولكنها مختلفة في ألواقع . وهكذا كان يموج ألشرق ألعربي في ألقرن ألرابع ألهجري بتيارات فكريه متصارعة فكانت ألسنة والشيعة والمعتزلة والفلاسفة والمتفقهة والمتصوفة وغيرهامن ألطرق والمذاهب . فانعكس هذا ألأمر سلبا على واقع ألأمة حتى تحولت من ألقوة إلى ألضعف ومن العلم إلى ألجهل فضربت ألحركة ألعلمية وتوقفت ألنهضة ألفقهية عن ألتقدم وأنعدم ألتجديد وقوي تيارألتعصب للمذاهب ودعوة ألناس إليها ، كما تجند كل فريق لنصرة ألمذهب ألذي ينتمي إليه ويؤيده . وكانت ألمناظرات بين المذاهب ألفقهية . إضافة إلى ما تعرضت إليه ألأمةمن غزوات وضربات موجعة من خارجها بسبب فرقتها وإنقسامها. ومن هنا فإنني أتمنى على أبناء مجتمعنا وشعبنا وأمتنا أن نتجه نحو ألطريق ألصحيح وألمتمثل باللقاء وألوحده وألأجتماع مؤكدا اننا لن نستطيع ألأتفاق على كل شئ فلنجتمع على ما نتفق عليه لأن ألذي نتفق عليه هو أكثر من ألذي نختلف عليه ، فلنضخمه ولنزينه ولنقويه ولنضع نصب أعيننا أننا سنتعاون على ما أتفقنا عليه وسيعذر بعضنا بعضا فيما أختلفنا فيه  وسيبدأ ألواحد منا يقول ( أنا مؤمن بأن  رأيي صواب ولكنه يحتمل ألخطأ ورأي غيري خطأ ولكنه يحتمل ألصواب .                                             كما علينا أن نذكر ونتذكر حسنات ألاخرين وأن لا نركز ونتمركز في أخطاء ألأخرين وسيأتهم فكلنا أصحاب أخطاء وسيئات فكما أننا لا نريد أن يتحدث ألاخرون عن سيئاتنا فلماذا نتحدث عن سيئاتهم ؟ وحتى نحظى ونفوز بتأليف الله لقلوبنا لأنه لايمكن لذلك أن يتم إلابنعمة وفضل منه فعلينا أن نهئ اجواء نزول هذه ألنعمة بإستعدادنا ودعائنا والتوجه نحو ( وكونوا عباد الله إخوانا ) و( إنما ألمؤمنون إخوه ) ( وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) و( أنا زعيم بيت في ربض ألجنة لمن ترك ألمراء وإن كان محقا ) وتفويت ألفرصة على كل من يسعى ويعمل لزرع الفتنة والشقاق بين أبناء ألمجتمع ألواحد .