[x] اغلاق
بَيْن التمسّك بالحَق والشعور بالإنسانية
5/7/2014 10:40

بَيْن التمسّك بالحَق والشعور بالإنسانية

بقلم:خلود خوري - رزق

 

لطالما نادينا بقواعدَ وأَنظِمة قانونية واجتماعية لتنظيم حياتناوالحِفاظ على حُقوقنا كَمواطنين ، وأصحاب حق في الحَياة . إنّ كَيفية تعامُلنا مع الآخرين هي الطَريقة الأمثل لِكَشف مَعدننا وقوة شَخصيتنا وصمودنا أمام عواصف الحياة. واحترام الأنظمة والقوانينالتي تحدثت عنها سابقاً والتي من شأنها أن تحفظ حقنافي أي مكان نَتَواجَد فيه, لا يعني بالضرورة أن نتخلى عن صورتنا الإنسانية ومبادئنا الأخلاقية, خاصّة حين يحدث تناقض بين ممارسة الحق وممارسة الإنسانيّة. هُوَ طبيب فَذّْ ، صاحب مٍهَنية عالية, ولكنه ذو إحساس ضعيف قد يفوقه إحساسطفل لم يتجاوز العاشرة .. في عيادة ذلك الطبيب, انتظرت مُشرفة الأطفال في دور طويل, معطفل معاق يُعانيأَلمٍا فظيعا لا يعرف سببه , وهُوَ لا يسْتطيع الانتظار ولا يقوى على الجُلوس بحكم إعاقَته وآلامه. وكان بكاؤه العاليالمتواصل مُزعجا للحاضرين في المكان, حتى أنّ بعضهم لم يخف تذمره. إنها لا تَستطيع المُغادرة دون استشارة طبيب ، وليس أمامها غير استئذانالحاضرين بالدخولقبل أن يحين دورها المتأخر ، وهي تُعلمأن الجَميع يُعانون من ضيق الوَقت, وتعب الانتظار, وقَد تركوا أعمالهم للمجيء إلى العيادة لعلاج أطفالهم , وعليها أن تنتظر مثلهم رغم اختلاف الوَضع ،وحين اشتدّ صراخ الطفل المتواصل ووصل مسامع الطبيب وراء الباب, خرج الطبيب متذمراَ واستطرَد قائلاً : عليك المُغادرة أو الطلبمن إحدى المتواجدات التنازل لكعن دورها للدخول بدلا منها .. كان بإمكانه أن يدعوها إلى الدخول إليه من منطلق إنسانيّ, متجاهلا النظام الذي يقضي باحترام حقوق الآخرين. وكان بإمكانه هو أن يطلب من الحضور السماح لها بالدخول ومراعاة وضع الطفل, ولكنه لم يفعل شيئا من هذا القبيل. ولكنّ أيّا منهنّ لم تنبس ببنت شفة, أو تلتفت إليها. لقد كان النظام أقوى من الشعور والحِس والتمسّك بالحق كان أقوى من التحلّي بالإنسانية. غادرت العيادةتجرّ وراءها صراخ الطفل وخيبة الأمل ،طالبة فيمكانٍ اخر عن حِسٍ انسانياًالعِلمتم.....