[x] اغلاق
كانت الرواية جاهزة
17/7/2014 15:22

كانت الرواية جاهزة 

بقلم :محمد جمال صبح

شجرة عارية ترتجف.. تنتصف حديقة مهجورة , عينا غزال مذعور لا يهتدي .. و رياح استلت برودتها تخترق بها كل القلوب المتشردة الملقاة تحت شجرة عافها الزمن وتراب تخلى عنه الدفئ .....نجوم تبعثرت و قمر مشيح بوجهه مكفهراً.

 كان الليل جاهزاً للشرود....

 سرير من أحلام تناثر غطائه تاركاً مساحة من شوق ينتظر ان ينام عليه ظله......بجانب السرير تركت قلمها و صفحتها و اسئلة بحجم الفراق .......فوق السرير وسادة غزلت من دموع ذرفتها كل ليلة بأنتظار ان تمتلئ و تكتفي و تهدأ ..مودعة مع أخر قطراتها أخر الأمنيات و نهاية الرجاء ....

و فوق زاوية مهملة تراكم غطاء حزين يفتقد دفأ  أعتاد أن يلامس جسده  

كان السرير جاهزاً للبكاء...

ظل اسمر يزورها حين يستعر الشوق ....يقتحم نافذتها بلا استئذان .... بيد حانية يكشف عنها الحزن ..... يراقب خصلاتها المنسدلة على الحلم .. يرسم الحروف على شفتيها ....  يفك سر الوجود  بين صفحات كفيها  ..  يلقي على لهفتها الكلمات الشجية ... يترك الغياب المر فوق شفاهها الندية ... و فوق سحابة يرسلها للأفاق القصية    

كان الظل جاهزاً للغياب .....

زهرة ليلك .... تجاهر من يراها حرفاً او  نقطة بنهاية سطر مغلق.... تحتفي بالمفقود .. ترتد بالعبرة ...تنتشي حيناً ....ترتدي الشجن .. فترحل في السحيق من الزمن ......أدمتها أوراقها  و قلبها محترق بأثره .. ليس عشقاً ذلك تتلوه  بل تبتلاً في محراب الحب المقدس ....ترتيلاً يترنح بالشوق .. يتمايل بالعشق .. يحترق سهاداً بمسافات الهجر ...   

كانت الزهرة جاهزة للحب ....

قهوة حارة و قصيدة .. مقعد فارغ و عود كبريت و أغنية .. قصيدة شعر أتلوها وألهجها وأبعثها بهمس العشق.... بطل خرج لتوه من داخل رواية فصولها غير منتهية .. فصول تمضي و فصول  لا  تنتهي .. وجوه تبتسم بالظنون و وجوه ترتسم عليها الابتسامة بنصل خنجر مسموم .. ووجوه تبتسم  كألوان المطر المجنون ..

حروف خطت بدم العشق و حروف سقطت من فوق السطر ...و حروف تنتظر الأذن لتثور و تجن ...  

كانت الرواية جاهزة للحياة .....