[x] اغلاق
إليك في صباح بارد
27/7/2014 11:04

إليك في صباح بارد

بقلم :محمد جمال صبح

كنت أظنك وجعي الأكبر حتى مرضت بالوطن، ذاك الشعور المبهم بشيء ما يحترق بقلبي ولا أعرف كنته تماما، أن يحترق شيء كبير بصدري ويأخذك معه، مؤشر كبير مفاده، أنني أخشى من حدوث كارثة لا تترك لي فسحة من وقت حتى أحلم فيك فأهذيك، أن لا تترك لي باب موارب أتلصص منه أخر الليل أو أول الصباح على بعضك، أن تأخذني الغصات بعيدا عن طرقات أتعمد في صباحات باردة أن اسيرها وهما معك، أو أن أمسك بيدك أخر الليل وأسير رفقة طيفك حتى وسادة الحلم وأتكور فيك كجنين في رحم أمه فأشعر ببعض الدفء، مؤشر يعني أنني لن أتنفس في صدر الوسادة وكأنني أتنفس عبير صدرك، وأنني كلما حاولت التفكير فيك أكثر تشتت الفكرة وضاعت، تقلبت أكثر فوق شوك البرد وأسنة رماح تطعنني في الظهر فتنفذ من الخلف للقلب، الوطن الذي يظللنا سقفه، مبلول حتى أخمص القدم، ويح قلبي عليه، ويح قلبي عليك، لدي شعور مبهم، تعبت أترجمه منذ نهار أمس، ليس خوف مطلق، ليس قلق واضح، ليس أيما شيء يمكنني  أن أؤشر عليه وأقول هو هذا الشيء، شيء اقرب للبرد، يا الهي، كم موجع برد الوطن، كم يوجعني أنني بردت لهذا الحد عليه، ليتك بقيت بردي الأكبر ووجعي الأشهى الذي كلما تقت إليك أخذتني إليك لحظة برد واحدة، اقترف فعل حماقة وأندم عليه لبعض الوقت ثمّ في لحظة البرد التي تليه أعاود اقترافه من جديد كطفل نزق وأرعن.

في لحظة ضياع، كتبت إليك ولم يأتني رد، كانت بوصلتي في وضعية تائهة تماما، قلت، أؤشر عليك، علك تسلي ليلي القلق البارد بقليل كلام باهت، كلام لا يشبع جوع البرد، كلمات بلا معنى، تشعرني أنني في قلبك لبعض الوقت، أنني ما زال لدي قمح في سنابله مخبوء في صدرك لسنوات عجاف قادمة، لبعض الوقت، حتى يخرج الوطن من محنته القاسية، وحتى أعود ذاك الطفل النزق والذي لا يصبح لديه شيء مهم سوى التحرش بقباب قلبك، إليك وللوطن في صباح بارد، تبا، افيقا، قلبي الصغير لا يحتمل غيابكما منفردين أو مجتمعين.