هرولة...

تهامة نجار

غريب عجيب أمر رئيس بلدية شفاعمرو أمين عنبتاوي , إذ أنه منذ توليه السلطة المحلية قبل قرابة عام , يتخبط تائهًا ,حاضرًا, غائبًا عن شتى أمور وقضايا العمل البلدي، حيث تجتاح التناقضات شخصيته المهزوزة, يبررها بأعذار اقبح من الذنوب .

فتارةً يبرر عمل شركة الجباية اللئيمة, وطورًا ينعتها بأبشع الصفات, ومن ثم يبرر إحضار شركة مشبوهة بديلة يتحكم شخصيًا بادائها (تمتلك السلام معلومات خطيرة حول علاقات ...) .

وتارة يحرر آلاف أوامر الحجز بتكلفة عشرات الاف الشواقل تدر أرباحًا مشبوهة لجهات ...!! وينفي طورًا علمه بهذه الأوامر مع العلم ان الرئيس هو المخول الوحيد بالتوقيع على أوامر حجوزات إدارية .

يجاهر علنًا بكسبه قضية فرض عملية استماع للموظفين من أجل الفصل ويماطل في تنفيذها تخوفًا من تبعاتها ...

يقطع الوعودات على نفسه بالحضور للقاء قادة الطائفة الدرزية وشيخها الموقر الحكيم أيام أحداث البلدية الخطيرة  ويخلف وعوداته عشرات المرات في ليلة واحدة فاقدًا المصداقية أمام طائفة برمتها .

يفصل المدير الرائع أشرف جبور في رسالة خطية وينكر معرفته بفحوى هذه الرسالة بينما تظهر معالم المؤامرة بشروع مدير عام البلدية مسبقًا بتحضير مناقصة جديدة محاولاً اقناع المفتش بتشريعها..

يوقع على رسالة العار مع وزير الداخلية كما وصفتها إحدى الاعلاميات ويخرج لمناهضة مظاهرة التجمع ناعتًا الحكومة الاسرائيلية في بيان البلدية الاخير بحكومة المجازر التي تفتك بشعبنا ..هذا غيض من فيض .

الأنكى من كل هذا ان يتجاوز رئيس البلدية حدود صلاحياته العملية والأخلاقية ويشن هجومًا على الصحافة المهنية التي تدير شؤون الاعلام البلدي عشرات السنين من خلال خطابه أمام الموظفين في ما سمي بحفل المعايدة الهزيل والمخزي والذي ظهرت من خلاله هشاشة ائتلافه وضعف شخصية أعضاء إدارته ,حيث احتاج الامر دقائق طويلة وجاهات من الصلح وتعطيل الاحتفال "لمراضاة" فلان وعلان من الأعضاء وحثّهم على العودة لمنصة الاحتفال .

العنبتاوي يصف الصحافة الموضوعية القوية المتينة كونها اندفاع فردي لحملة اقلام "مش كل مين حمل قلم اليوم لازم نسمحله يكتب اللي بده اياه" مهددًا بتقديم العلاج الشافي من قبل مؤسسة البلدية او ما يعتقد هو كونها شركة ع.ح .ب م.ض., ويطالب الجمهور الشفاعمري كذلك بمحاسبتها ، من خلال انفلات خطير وهرولة في تفوهات بائسة داعيًا الى الحدّ من حرية الكلمة التي تشكل الأساس والقاعدة الاساسية لمجتمع حضاري واعد .

ان أخطر ما يعانيه المجتمع العربي في هذه الايام هو محاولة السلطة كمّ الافواه ومحاسبة السياسيين وعلى رأسهم عضو الكنيست حنين الزعبي بسبب مواقفها الباسلة وانتقادها الجارف  لحكومة اليمين المتطرف على اعمالها العدائية في غزة ،ويتجند المجتمع العربي بأسره مدعومًا بأكاديميين اسرائليين حضاريين ورجال فكر ومجتمع باللذود عن حرية الكلمة وحرية التظاهر بينما يرى عنبتاوي ان سياسة كم الأفواه وكتم الأنفاس أفضل وسيلة لحماية كرسيه من ناحية ومن ناحية اخرى يعترف انه لم يستغل الصحافة جيدًا لعرض انجازاته الهزيلة .

العنبتاوي يعترف في خطابه الذي بدأ للوهلة الاولى نسخة طبق الاصل عن خطاباته الانتخابية انه لم يحقق انجازات تذكر حتى هذا اليوم من عمر ادارته البالغ 9 اشهر ونيف ويقطع على نفسه وعودًا جديدة جدًا جدًا جدًا بالشروع اخيرًا بالعمل وتحقيق الانجازات التي كما يبدو ما زالت عالقة!!!!

الصحافة سيدي الرئيس خط أحمر وهي تعتبرالسلطة الرابعة في الدولة وأهم بكثير من السلطة المحلية التي تترأسها مؤقتًا , وهمنا جميعًا في هذا البلد ان تنجز اخيرًا ما وعدت به لمصلحة المواطن والبلد  لكي نتجند جميعا كيل المديح لك وتمجيدك بينما لن نتوانى لحظة السير قدمًا في خط المواجهة ان "انجزت" عجزًا وخلفت وعدا والله ولي التوفيق.