[x] اغلاق
فَلْتَشْهَد يا شجر القَطلَبْ....
20/8/2014 9:59

فَلْتَشْهَد يا شجر القَطلَبْ....

بقلم : سعاد عوض سواعد

تألَّمَتْ ... هَوَت أرضاً استَنْفََذَتْ آخر أنفاسها ، لم تعد تقوى حتى على الأنين وغادَرُتْ روحها بصمتٍٍ من غير وداع ، وتحولت رائحة عطرها الندي الى رائحةِ غبارٍ مختلط برائحة القَبَس ...

وتعطل كل شيء من حولها...

فعذراً يا أختي الغاليه لا تحزني ..

لم أشأ ان اتركك ....

اعرف كم تحبيني ، ولكنني لست أنا من اختار الفراق .. ولست من أختار اعتزال أُخُوّتك ، والنزوح من حضن أمي ومن وجه أبي الساكن المرهق وجبهته المتعرقه  ، لست من ابتغى  مجافاة ابتسامة اخي الصغير وشقاوته...

آهٍ لو يدري كم أحبه ...

لم اعد العدة للهجره ... تبعثرت أحلامي ولكننا لا نختار اقدارنا...

لا تحزني يا أختي ....

أعرف مدى آلامك ، أستطيع أن أسمع آهاتك ..عذراً غاليتي لم أشأ الرحيل مبكراً ... وان لم يكن من أجلي فمن أجلك...

الشوق معذِبٌ مضنٍ ، ولكننا حتماً سنلتقي يوماً..

فلا تحزني ...

أما هو فكان ينتظرها كل يوم عند مدخل حيهم المتواضع عائدة من كُلِيَّتِها .... كان يكتفي بنظرتها الخجوله ....وكانت تكتفي بابتسامته الدافئه.... وكانُ الحوارُ بِلُغُةِ العيون..

وداعاً حبيبتي ، سأظل أحلم وأتأمل فكنتِ حبي وكنتِ وطني...

سأظلُ انتظرك في عمق الزقاق ..الوح بشالك الفضي في الأعالي أمسح به أدمعي بكلتا يداي ..واناديكي .. فأنا واثقٌ بأنك تسمعيني..

حبي لك كحبي لوطني حسبته أبدياً ....ورحلتي.. فهل سيرحل الوطن؟؟...

سأضم روحك الى روحي وقلبي وسأضمد جراحه بتراب الوطن الباكي ..

 فيا شجر القطلب النابت في جبال القدس الأبيّه أدركتُ الآن أن سبب احمرار سيقانك ليس ما ذُكِرَ في أساطير بلاد الشام وقصة محمود  العاشق قاتل أبيهِ الذي رغب بحبيبته  ، ولكن سره يكمن في عمق تلك الارض الطيبه..

فلتكبر يا شجر القطلب ولتُعَمِر ليشهد التاريخ بأن الارض المقدسه ارتوت بسائلٍ سحري صبغ سيقان القطلب بلونه ليمر الحبيب ويضمها اليه علها تسمع هواجسه فتناجيه وتقول له ما لم تقل له آنذاك ...أحبك...

أحبكَ  أيها البطل