زايد خنيفس
بمبادرة مركز مساواة وبالتعاون مع الصليب الأحمر وبرعاية مؤسسة دياكونيا انتهت مؤخرا في رام الله والخليل ورشة خاصة للمعلمين العرب في مجال القانون الإنساني الدولي. شارك فيها عشرات من المعلمين من فلسطينيي الداخل والمناطق المحتلة والتي استمرت مدة ثلاثة أيام حيث تم افتتاحها يوم الخميس الماضي في مقر الهلال الأحمر في رام الله واستمرت حتى نهاية الأسبوع المنصرم.
شمل الافتتاح كلمة ترحيبية من مدير مركز مساواة السيد جعفر فرح الذي قام بإعطاء فكرة موسعة عن مركز مساواة وعمله واهتمامه بمتابعة أمور مجتمعنا العربي في داخل البلاد وذلك فيما يتعلق بمواضيع التربية والتعليم، التمكين الاقتصادي المجتمعي، المرافعة الدولية، مكافحة العنصرية والعمل السياسي القانوني أمام مجتمعنا المدني ومؤسسات الدولة. وبدوره دعا المشاركين لأخذ دور فعال في التواصل مع عمل المركز وإعطاء أفكار تطويرية بإمكانها تقديم ما هو أفضل لصالح مجتمعنا.
وتأتي الورشة ضمن برامج تنمية الموارد البشرية للجماهير العربية في مجالات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، حيث خصصت الورشة لموضوع القانون الإنساني الدولي وهي المنظومة القانونية التي تنظم حالات النزاع المسلح والاحتلال. فهذه الورشة هي واحدة من سلسلة ورشات قام بها المركز مؤخرا منها ورشة مخصصة للجمعيات الأهلية والناشطين الاجتماعيين ومنها لطلاب الجامعات والمدارس والتي تمت بإشراف وإعداد السيدة رنين نقولا منسقة البرامج المجتمعية بمشاركة مجموعة من المتطوعين وطاقم من مركز مساواة.
وقام المحامي تامر مصالحة المستشار القانوني في مركز مساواة ومركز مشروع القانون الإنساني الدولي بتقديم محاضرات تخصصية تتعلق بـمفهوم القانون وعلاقته بالسلطة والفرد، نشأة وتطور القانون الإنساني الدولي، مفاهيم أساس في القانون، الفئات المحمية بموجب القانون، أحكام الاحتلال وجرائم الحرب، وأحكام الحرب في الفقه العربي الإسلامي.
وقد عقب مصالحة على هذه الورشة قائلاً: "إن هدف مساواة هو تعميق المعرفة المجتمعية حول القانون الإنساني الدولي كآلية حقوقية قد تمكننا من صياغة مواقفنا الأخلاقية والسياسية من الاحتلال والصراع العربي الإسرائيلي بمفاهيم حقوقية وعالمية، ولجعلنا مجتمعاً مشاركاً ومبادرًا في الخطاب والسجال القانوني والسياسي والأخلاقي الدائر حول هذا الصراع".
وأضاف مصالحة: "إن مساواة ترى في جمهور المعلمين كأحد أهم الشرائح المجتمعية التي باستطاعتها نشر الوعي والتأثير على ثقافة وأدبيات مجتمعنا، كما وأن هدف هذه الورشة هو الاستفادة من المعلمين ومن تجربتهم التعليمية الطويلة في كيفية جعل هذه المادة ناهلة ويسيرة على الفهم من قبل الطلاب بواسطة النظر لهذه الورشة بما تتضمنه من مواد ومضامين وفعاليات وسبل إيضاح بصورة نقدية تمكننا من تطوير وتعديل هذه المضامين بما يتلاءم مع احتياجات الطالب العربي ومع مراعاة فرق السن والإدراك بين الطلاب، إذ أننا نطمح إلى جعل المعلمين شركاء في صياغة وتحديد المواد التعليمية وسبل شرحها، آملين بذلك أن يصبحوا بهذا شركاء ليس فقط في تعليم المواد بل في إعدادها".
كما وقامت الممثلة عن الصليب الأحمر السيدة نادية دبسي بإعطاء محاضرة في اليوم الثاني للورشة حول نشأة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعن دورها الإنساني في حالات النزاعات المسلحة والاحتلال وعن الدور الإنساني الذي تقوم به تحت الاحتلال الإسرائيلي.
أما في اليوم الثالث فقد تم تخصيص محاضرة لتلخيص هذه الورشة وبحث سبل التطوير والعمل المشترك على إعداد مرشد في القانون الإنساني الدولي للمعلمين، كما وتم توزيع شهادات استكمال على المشاركين، تبعها زيارة ميدانية إلى مدينة الخليل بمرافقة السيد زاهي جريدات خبير ميداني من مؤسسة الحق حيث زار المشاركين الحرم الإبراهيمي الشريف والبلدة القديمة بهدف الاطلاع على انتهاكات حقوق الإنسان الحاصلة يوميا في ظل الاحتلال الإسرائيلي وتبعات الاستيطان على المدينة.
