[x] اغلاق
هرج ومرج وشعارات رنانة وواقع أليم..
4/9/2014 21:06

هرج ومرج وشعارات رنانة وواقع أليم..

تهامة نجار

يواجه مجتمعنا اليوم اخطر واشد حالات النفور والتباعد بين افراده، وتسود الكراهية العمياء قلوب السكان تجاه بعضهم البعض في حين يتغنى بعض القادة ورجال الدين بشعارات رنانة بعيدة كل البعد عما يخفون في صدورهم من احقاد دفينة ومخططات لئيمة تجاه من ينافسهم او من يخالفهم الرأي .

طالما "تطن" في اذاننا شعارات التسامح والمحبة وتقبل الآخر ويتنغم مردِدها في استمتاع امام الخلق جميعا هادفا استدرار مشاعرهم واستقطاب العدد الاكبر منهم لإشباع رغباته الجامحة  فقط، وهو براء من هذه الشعارات فيدوس على كرامة الناس غير مبالٍ ويتبنى شعار الانتقام سلاحاً والعداوة مذهبا.. تراه متشنجا، عصبيا ، مزاجيا لا يعرف الراحة أبدا لا يكل حتى ينهك قواه وقوى الغير..نعم يجاهر بالتسامح والمحبة ويعزز واقعاً روح الانتقام والكراهية.

تبحث اليوم بسراج عن صديق يؤتمن وقد تجده!!! ولكنه سرعان ما يتبدد وهما وتنجلي حقيقة صداقة اليوم وهي أشبه بالسراب ملخصُها انها صداقة مصالح آنية على اشكال وانواع مختلفة تتبخر في اول منعطف طرق.

صراع الاخوة ينتشر بحدة في مجتمعنا ونختلف على شبر ارض وننمي عداوتنا وتستفحل الكراهية في قلوبنا فتمتلئ صدورنا بأعباء ثقيلة من الضغينة وتطفو هذه العلاقات على سطح مجتمعنا وتتداولها الناس "بشهية" متلذذة بهدف تبرير زلاتهم الآثمة  تجاه اترابهم في المجتمع: "اذا كان الاخوة بعملوا ببعضهن هيك، أي انا شو غلطت ...".

الشر يتربص بنا في كل زاوية والنميمة تهدد كيان عائلات وافراد لا بل تهدد بفناء مجتمع باسره. فقدنا المشاعر والأحاسيس والشعور بالانتماء وتحولت الية العنصر الانساني فينا  بين ليلة وضحاها الى الية الروبوت لا نبالي بمشاعر الغير ولا نتفهم ظروفه والاهم هو مصلحتنا الفورية حتى لو كانت على حساب دمار عائلة باسرها او دمار مكان عمل او تحطيم معنويات الاخرين، وقد تجذرت في اعماقنا اسس الكراهية والعداء وشغف الانتقام. وكأننا ننتظر اول فرصة للخلاف مع الغير كي نناصبه العداء "ونمسح" تاريخ علاقات مشرفة ورائعة على مدار سنوات معه من ذاكرتنا الروبوتية، ونشرع فورا في التشهير به ونعته بشتى الصفات الدنيئة  كأنه الدّ اعدائنا، نبحر في "مستنقع" الحقد والضغينة  التي تصب في اعماقنا فتفوح منا رائحة كريهة تخيم على مجتمعنا بأسره.

لم يكن السيد المسيح غافلا حين حذر تلاميذه قائلا "اسمعوا اقوالهم ولا تفعلوا افعالهم"...فقد كان على يقين ان ما تنطق به "الزعامة" ما هو الا شعارات رنانة مبرمجة هادفة تتلاشى عند امتحان الافعال والنتيجة.

لذا اذا كنتَ حقا صاحب نبوة في  مشروع التسامح والمحبة يا ابن الانسان، ولا اهمية للمنصب الذي تتبوأه، حقق نبوءتك اولا وكن قدوة للتسامح والمحبة بين الناس وفي المجتمع وعندها فقط عندها يحق لك ان تقف على منبر وهاج داعيا باعلى صوتك وملئ قلبك الى اسس التسامح والمحبة لكي نؤمن بصدق اقوالك متشبعين من ينبوع اعمالك لنغدو معا نحو بر الامان نبني ونرمم مجتمع اهلكته "شعارات "حسن النوايا"، يصبو لتحقيق مشروع بناء الانسان وصدق الاقوال وحسن الافعال.  

1
.
نريمان
5/9/2014
نعم اننا نعيش ايام عصيبة لا محبة بين الناس والمصلحة الشخصية فوق كل شيء , شكرا اخ تهامه على هذا الكلام
2
.
ب-ن
5/9/2014
100% كلامك