غرق الانسانية في بحار النفط

بقلم:خلود خوري - رزق

قرأت قصة قصيرة للأطفال كيف كان يعيش العرب في العصور الغابرة بأصالة وراحة بال ويقتاتون من الزراعة وما تصنع ايديهم ... انها ايام العز التي نتوق اليها ونحسد من عاش بها فنحن اليوم نعيش وهم الحضارة والتجارة التي لا تتمتع الا بالحقارة والخسارة حقارة رأس المال وحقارة المؤامرات للسيطرة على الشعوب ..وخسارة الشعب لأصالة كان يعيشها والفخر الذي يَتنفسه غرق الانسانية في بحار النفط في زمن سيطرت فيه المادة على حياة البشر ، على اهتماماتهم ، من ابسط البشر الى اثراهم ، بعد أن سيطر جريان النفط في انابيب الشركات العالمية على سريان الدم في شرايين البشر ، هل اصبح ميزان الربح اهم شأنًا مِن ميازين الانسانية والاخلاقية وروح الاديان السماوية؟؟ فمع تغيير اسعار النفط مثلا وحاجة مجتمعات لها تتغير احوال وحياة مجتمعات كان قدرها انها منبع مستلزمات تلك المجتمعات الجشعة التواقة للحصول على الثروات .. شعوب هُدِرَت حياتها بفضل تجارة الاموال وبناء دُول على حساب الأمم ، صراع الانسان ما بين التَطور ومُحاربة العلم بعصا الدين تستخدم الدول ادوات وبروتوكولات وجمعيات وقيادات وحتى لو تحصلت ان تظهر انبياء فلن تقصر في سبيل هدفها الذي يبني مجتمعها على حساب الغير منظمات مجرمة وشركات احتكارية ومؤسسات عملاقةوحكومات عميلة وما يقترفونه من جرائم ، كم من دماء تُحقن لأسباب مجهولة مُبهمة ، عَلمونا في الصِغر كيف نبني عالمًا صِحيًا في رَبيع أخضر ، ولم يلقنونا اصول مواجهة التطرف وسياسات عُظمة قائمة على مصالح عُليا هدفها السيطرة على الكَون ،وخداع عقولنا الصغيرة وحاجتنا لبعض السكينة وراحة البال اي عالم يبنى على انقاض عالم آخر ..واية انسانية تلك التي تهدم مجتمعات لبناء مجموعات.. فالتاريخ لن يرحم كل منهزم مستكين عل التاريخ ينصف ما لم نستطع انصافه