[x] اغلاق
بالصور...انهيار النجوم بوداع الفنان خالد صالح
26/9/2014 23:21

بالصور...انهيار النجوم بوداع الفنان خالد صالح

 شُيّعت بعد صلاة الفجر في ساعة مبكرة من صباح الجمعة جنازة الفنان الراحل خالد صالح، حيث وصل جثمانه من مدينة أسوان على متن رحلة مصر للطيران في الواحدة والنصف فجراً، وكان في استقبال النعش في المطار عدد محدود من أصدقاء "صالح"، منهم الفنان محمد هنيدي.
ووصل الجثمان إلى مسجد عمرو بن العاص قبل أكثر من ساعة على موعد الصلاة، حيث توافد على المسجد الآلاف من أصدقاء الفنان الراحل ومحبيه، فيما كانت زوجته وابنته في حالة إنهيار تام، وحرصت بعض الفنانات على مواساتهما في مصابهما الأليم.

وانهار الفنان أحمد السقا بالبكاء فور وصوله إلى المسجد لأداء صلاة الجنازة، الأمر الذي تكرر مع الفنانة التونسية هند صبري التي بكت متأثرة بشدة، فيما ظلت الفنانة نهال عنبر تبكي بقوة لفترة طويلة، وجلس الفنان محمد هنيدي يقرأ القرآن على روح صديقه، فيما رافق كل من خالد الصاوي وهنيدي الجثمان إلى مثواه الأخير بمقابر أسرة "صالح" في منطقة الإمام الشافعي، ولحق بهما عدد من الفنانين.

وشارك في الجنازة كل من الفنانين شيرين عبد الوهاب، خالد النبوي، حسام حبيب، دلال عبد العزيز، مي كساب، نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور، وكيل النقابة سامح الصريطي، عضو مجلس النقابة سامي مغاوري، المخرج خالد يوسف، طارق النهري، حماده هلال، فتحي عبد الوهاب، أحمد عزمي، وغادة إبراهيم.
كما حضر أيضا كل من احمد الفيشاوي، ريم البارودي، نضال الشافعي، طارق دسوقي، مجدي كامل وزوجته مها أحمد، المخرج يسري نصر الله، طارق عبد العزيز، مصطفى شعبان، أحمد صفوت، ريهام عبد الغفور، هاله فاخر، أحمد رزق، هشام سليم، حسن الرداد، أحمد السبكي، سامح حسين، حنان مطاوع، ومصطفي شعبان، وغيرهم كثر.

وداعٌ حزين لمسيرة استمرت فقط 15 عاماً
وبوداع الفنان خالد صالح المحزن، يكون الوسط الفني المصري قد خسر برحيله أحد من أبرز نجومه خلال السنوات الاخيرة، بعد مسيرة فنية حافلة استمرت لنحو 15 عاماً، قدم خلالها أكثر من 50 عملاً تنوعت بين السينما والتلفزيون وكان آخرها فيلم "الجزيرة 2" الذي سيُعرَض في صالات السينما نهاية الأسبوع المقبل. ورغم أنه رحل بعد مسيرةٍ فنية استمرت 15 عاماً فقط، لكنها كانت مؤثرة بما يكفي ليبقى حالةً فنية خاصة بين أبناء جيله.

البدايات:
بدأ "صالح" رحلته الفنية على مسرح كلية الحقوق بجامعة القاهرة وربما تأخر ليصل للنجومية ويحترف الفن بسبب العقبات التي واجهت أبناء جيله في تسعينات القرن الماضي في ظل انحسار الإنتاج وانتشار أفلام المقاولات، لكنه لم ييأس من تحقيق حلمه حتى قرر التفرغ له في مطلع الألفية الجديدة.
وموهبة خالد صالح الفنية لم تكن في الأدوار المركبة التي قدمها في السينما والتلفزيون فحسب، ولكنها أيضاً في الأدوار البسيطة التي قدمها، وأضاف من خلالها لمسته الخاصة، فلا أحد ينسى دوره كضيف شرف في فيلم "محامي خلع" عندما قدم شخصية رئيس المحكمة ورغم أنه لم يظهر أكثر من 5 دقائق على الشاشة إلا أنها كانت كافية لأن يسجل أحد شخصياته المتميزة.

ويمكن تقسيم حياة "صالح" الفنية التي لا تزيد عن 15 عاماً إلى ثلاث مراحل: الأولى مع بداية ظهوره على الشاشة في مسلسل "أم كلثوم" وحتى عام 2004 عندما تميّز في الأدوار الثانوية بالأعمال الفنية التي شارك بها، من أبرزها مسلسل "يوميات زوج معاصر"، "الرقص على سلالم متحركة" وغيرها من الأعمال السينمائية ليبدأ بعدها مرحلة جديدة في حياته الفنية استمرت 3 أعوام قدم فيها مجموعة أدوار ثانية بمساحات ظهور مختلفة منها "تيتو"، و"ميدو مشاكل"، بينما شكل عام 2007 علامة فارقة في مسيرته الفنية مع دخوله البطولة التلفزيونية من خلال مسلسل "سلطان الغرام" والسينمائية من خلال فيلم "هي فوضى".

رفيق الشباب
شارك "صالح" العديد من الفنانين الشباب أعمالهم الناجحة في البدايات، فجاء دوره في "خلّي الدماغ صاحي" مع مصطفى شعبان مختلفاً، وتميّز بدرجة أكبر مع أحمد السقا في "تيتو" وجاءت إطلالته مختلفة في فيلم "عن العشق والهوى" رغم أن مساحة دوره  كانت صغيرة نسبياً.
وجاء دوره مع محمد رجب في أولى بطولاته السينمائية "ثمن دستة أشرار" ليكشف عن الجانب الكوميدي في شخصيته، فيما تنوعت أدواره لاحقاً بين الكوميديا والشرّ والأدوار الإجتماعية، وليس في مسيرته الفنية عمل يشبه الآخر، رغم حالة النشاط التي عاشها في السنوات الاخيرة.

بين السينما والتلفزيون
في مسيرة خالد الفنية العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، فقدم بطولة 7 أعمال درامية، بينما شارك في نحو 35 فيلماً سينمائياً خلال 15 عاماً من مساحة عمره الفني، بينما كانت جميع أعماله السينمائية تنتمي للبطولة الجماعية خاصة خلال السنوات الاخيرة. فقد حصل على فرصته في السينما المصرية من خلال فيلم "هي فوضى"، الذي قدم فيه شخصية أمين الشرطة الفاسد، وهي الشخصية التي كانت ترمُز لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، فسيطر بشخصية "حاتم" على منطقة شبرا بالقوة، صانعاً إمبراطورية للفساد انتهت بانتحاره بعد محاصرة الأهالي للقسم وصدور قرار بالقبض عليه.
وتكاد أحداث هذا الفيلم تتطابق مع ثورة 25 يناير (كانون الثاني). ورغم النجاح الكبير الذي حققه الفيلم بالصالات وعلى المستوى النقدي، إلا أن صالح كان يرى دائماً في تصريحاته أن توقيت الفيلم كان أحد أسباب نجاحه جماهيرياً، وأنه لو عُرِضَ عليه الفيلم في وقتٍ لاحق فما كان ليقبل الدور لأن الأحداث لم تعد كما كانت قبل الثورة.

وشكل فيلم "هي فوضى" نقطة التحول في مسيرة "صالح" السينمائية خاصةً أن الإخراج المشترك للفيلم بين يوسف شاهين وخالد يوسف خلق صداقة بين الخالدين "يوسف وصالح"، جعلتهما يتعاونان سوياً في عدة أعمال سينمائية لاحقة منها "كف القمر"، و"الريس عمر حرب".

أما الأدوار المهمة في مسيرة خالد صالح السينمائية، فهي متعددة. فشخصيته في فيلم "عمارة يعقوبيان" كانت تحمل إسقاطاً على رجل الأعمال المصري أحمد عز، حيث عبّر من خلالها عن فساد السلطة وقضايا الفساد التي تتورط فيها بشكل واضح، فيما جاءت مشاركته مع الثلاثي حنان ترك، هند صبري، ومنه شلبي متميّزة في شخصية "الزوج إبراهيم "الذي يقيّد زوجته يسرية وحركتها بشكل كبير لطبيعة حياته الروتينية.

وشكلت أدوار "صالح" الدرامية حالة ًخاصة، بدءاً من أولى بطولاته الدرامية في "سلطان الغرام" مروراً بعدة أعمال أبرزها "بعد الفراق"، "الريان"، و"9 جامعة الدول"، بينما كانت آخر أعماله الدرامية مسلسل "حلاوة الروح" الذي عُرِضَ خلال رمضان الماضي.

ونجح "صالح" في تجسيد شخصية إمبراطورية توظيف الأموال أحمد الريان في مسلسل "الريان"، بينما جاء مسلسل "تاجر السعادة" كأحد أكثر الأعمال التلفزيونية تميّزاً في مسيرته الفنية، وهو واحد ضمن مجموعة أعمال درامية قدمها مع المخرجة شيرين عادل التي استطاعت الكشف عن وجوه مختلفة للفنان الراحل.

خالد في الميدان
هذا وشارك "صالح "في الثورة المصرية، فكان من أوائل الفنانين المتمردين على نظام مبارك، وخرج إلى الميدان واعتصم مع المتظاهرين في الشارع، ولم يخشَ على نجوميته، بل تعامل مع الأمر كمواطن مصري، ولقد استفاد من خلفيته في دراسة الحقوق ليتمرد على النظام مع أساتذته، ولم ييأس من التغيير على مدار أكثر من 3 سنوات فكان من المشاركين في ثورة 30 يونيو (حزيران) مع الفنانين في الميدان أيضًا.
وآخر مشاركات خالد في السياسة كانت في احتفالات 6 أكتوبر (تشرين أول) الماضية، حيث شارك بإلقاء الشعر في الحفل الذي أقامته رئاسة الجمهورية متحدثاً عن ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، في وقت كان البعض يحاول طمسها ويهاجم رموزها.

السياسة بعد الثورة
لم يتوقف خالد صالح عن القضايا السياسية في التمثيل بعد الثورة، فقدم فيلم "فبراير الأسود" الذي تطرق لوضع ما قبل الثورة في مصر، والنظرة السوداوية التي كان يعيشها المجتمع بينما قدم أيضًا مسلسل "حلاوة الروح" الذي تطرق للأوضاع في الوطن العربي.

الرفيقان
شكل الخالدان "الصاوي وصالح" مؤخراً حالة خاصة من الصداقة والزمالة التي لم تتأثر بالنجومية على الإطلاق، فخلال دراستهما معاً في الجامعة نشأت الصداقة وجمعهما المسرح، واشتركا سوياً في البدايات من خلال عدة أعمال مسرحية، ليعيدا التعاون بينهما بعد النجومية في أكثر من عمل، حيث تقاسم ممثلا المسرح بطولة فيلم "الحرامي والعبيط" الذي عُرِضَ العام الماضي في الصالات.
ويبدو أن القدر أبى أن يرحل أحد الرفيقين دون أن يكون مشهد الوداع بينهما قد تجسد في فيلم سينمائي هو "الجزيرة 2"، حيث يتجاور الرفيقان للمرة الأخيرة على شارة الفيلم وملصقه الإعلاني.

نشاطه الخيري طي الكتمان
كان الفنان الراحل خالد صالح أحد الفنانين الذين يبادرون بالمشاركة في الأعمال الخيرية سراً، ونادراً ما كان يتم كشف الأمر إعلامياً بسبب حرصه الشديد على التكتم في هذا الأمر، والأمر عينه كان يحصل في ما يتعلق بدعمه للأعمال الفنية، حيث كان يقوم بالتبرع لمهرجانات المسرح ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية من أجل إقامتها في مواعيدها وللتغلب على ضعف التمويل.

تفاصيل الوفاة
وأصدر مركز الدكتور مجدي يعقوب للقلب - حيث أجرى "صالح" عملية جراحة القلب المفتوح، وتوفي على أثرها - بياناً حول الحالة الصحية للفنان الراحل، جاء فيه تأكيداً على أن الوفاة جاءت بعد معاناة طويلة مع أمراض شرايين وصمامات القلب، حيث أمضى الفنان الراحل أكثر من ثلاثة أسابيع بالمركز داخل العناية المركزة قبل إجراء الجراحة لتحضيره، نظراً لخطورة حالته وتعقد الإجراء الجراحي المطلوب، وقد تم نقله بعد إجراء جراحة مطولة بقيادة الدكتور مجدي يعقوب إلى غرفة العناية المركزة.
وأضاف البيان أنه مكث في غرفة العناية المركزة ستة أيام تحت إشراف دقيق وملاحظة مستمرة من الفريق الطبي بالمركز، نظرًا لخطورة الحالة، إلا أن القدر قال كلمته، وتقدموا بالعزاء لأسرة الفنان الراحل.

حداد الجزيرة
هذا وألغت أسرة فيلم "الجزيرة 2" العرض الخاص الذي كان من المقرر إقامته مساء الثلاثاء المقبل بإحدى الصالات السينمائية، وذلك حداداً على وفاة الفنان خالد صالح الذي انضم لأبطال الجزء الثاني في دور جديد، علماً بأن صورته مع أبطال الفيلم موجودة على الملصقات الدعائية المنتشرة بالصالات السينمائية.