[x] اغلاق
وتبقى الذاكرة
2/10/2014 9:15

وتبقى الذاكرة 

بقلم:خلود خوري - رزق

في ذاكرته الكثير من أيام لن تُنسى ، ربما تَجاوز السبعين ، لكن ذكرياته لم تَتعدى العِشرين تُنعشه ترافقه ، في كل حين ، آمن بأهمية جذوره " من لا جذور له لا مستقبل يحميه " عاشُ في ارض اللجوء وزرع ارضه "ترشيحا" في قلبه وبين ضلوعه .

هو الدكتور المُعتصم المُقيم في عمان منذ عام ال 48 يحمل عشقاً كبير لبلدته ترشيحا وشوقاً أكبر لرؤيتها ،رغم اللجوء وسوء الظروف تكاتف ابناء الشعب الواحد ، حافظوا على تراثهم من خلال مهرجان يُقام سنوياً في لبنان ، ترشيحا وحلب ، وكان ضيف الشرف لهذا العام الدكتور المُعتَصم ،  انها فرصته الذهبية لكي يطأ ارض ترشيحا مجدداً يملآ قلبه بربيعها ونفسه بنسماتها ، تمَت جميع الخطوات لاستقباله وصُرح له بالدُخول لساعات معدودة الى وطنه !!

اُرسَلَت دعوة رَسمية من عضو بلدية ترشيحا وتأشيرة الدخول من خلال اتصال تلفوني عبر صديق مشترك يُقيم في لُبنان ، وهنا وقعت المفاجئة  التي لم يتوقعها حُسام ابن بلدة ترشيحا المُقيم في لبنان :

أتعلم كم من العمر أبلغ ردد المُعتصم ، أجابه حسام باستغراب من عمري والدي ، 

كلاّ  أنا اكبر من والدك واصغر من جَدِك ، في ذاكرتي الكثير من أيام صباي وسهراتي مع عائلة عرار  ،دَكور  وبشارة وغيرهم هم في عقلي لم تمسحهم السنين  في عيني تختبئ حارة جعتون ،وحارة البركة  أتريدني أن اشوه كل هذا بسبب ساعات قليلة  أَقضيها زائراُ في بلدي وأتنعم برؤية  شلومي ولومي وبيريز وحاييم وأغمض عيني عن ذكرياتي ؟؟؟ ما أتمناه  ان تبقى ذاكرتي الاصلية داخلي دون خلل ودون تصنع ودون كذب .....أنا لاجئ في الا مكان ومهما كَبر شأني سأبقى كحبة ملح في بركة ماء ....

انتهى