[x] اغلاق
الحُرِّيَّة...قناعة النَّفس
13/11/2014 17:43

الحُرِّيَّة...قناعة النَّفس

نانسي مزاوي شحوك_حيفا\الرامة 

في دُنيا لم نَعد نملكها نحن، انْدثَرت من أيادينا القرارات،  وانْكَمشت كل دواليب الأحاسيس،  وتطايرت جُلُّ الاحتمالات!

الحُريه لم تعد تجد لنفسها كرسياً شاغراً لراحتها وجلوسها، باتت تقف على هوامش المسارح والقاعات تنتظر فراغا نسبياً،  لتتسَلَّل إلى المكان خِلسةً، لعلَّها تُعيد لذاتِها ما تبقَّى لها من كرامة وشُموخ .                     

    في عالم ليس لنا، بتنا نبحث عن ثَغرةٍ مفتوحةٍ،  لنَطلَّ من شباكِ الوقتِ المُضئ،  لعلّنا ننتعش روحاً وجسداً،  لنشعر أننا ما زلنا نحمل حقيقة ذاتنا وشخصِنا، أن نكون مُلكاً لأنفسنا لا مُلكاً للعتمةِ حيث يطل شباكها على منظر اللاشيء، وحتى هدير الموجِ وإن أصغيت لهمسِهِ لا تقدر على رؤية زبدِهِ،  أو بالكاد تشتم رائحةَ البحرِ من بين ثناياه.             

  في واقع فُرض علينا، نحيا مع أمنياتنا حالمين لعلّنا نولد من جديد، لنكون كما نريد وليس كما يُراد!  يَسقط المرءُ أحياناً من عين نفسه ويَتدحرجُ إلى أسفلِ رافعاً هامته نحو قمة الحرية، مُردداً في سِرِّه : "لن أخذل قدري ولن أخيِّب الوقت الثَّمين الذي من أجله أنا أحيا، فأنا لم أولد لأكبَّل بقيود الوحل وقرارات الطّاغي الآخر الصارمة التي تفرض علي مشيئتها ، وأنا إن شئت أم  لا..عليّ أن أمشي قُدماً في سبيل ما ابغى، من أجل ما يُفرح ويُنعش ويَدعم،  من أجل أن أحب أمَلي وضَوء نهاري البازِغ من الشّفق كل صباح".             

في بيئة نحيا فيها، نحيا مع راحتِنا وما يطيب لخاطرنا ويُهدّئ من روع نفوسِنا ويخمد براكين ثائرة تتخبّط في أعماقِنا، نحب من نحن ونهوى من هم دون أن نجرح الوِد ونكسر النُّفوس، كي لا ننتصب على فُوّهة المدفع ونصبح نحن الضعفاء الأغبياء المتطفلين.                    

 في عشقٍ يتغلغل في صدورنا،  نحن لم نَعد نحن،  يُسيطر بريق الهوى على وجنتَيْنا...المُرُّ يَحلو والقسوة تلين، والمياه تتدفَّق في مسارِها ، لا بل وتندفع نحو النّبع لتفيض هناك حُباً وفُقاعات نبضٍ تَخفق على وجه المياه.            أنت تسوق نفسك إلى حيث تشاء هي، الوقت إن ضاع هدراً في استعبادك أو تحسُّباتك الدّائمة من الآتي لن تجدي لك نفعا، عليك أن تكون من رُوّاد السفينه ، تدير المقود إلى حيث الجميع يشاء بموافقتك، وأن تفسح مكاناً شاغراً للحرّية على مسرح تلك السفينة الصمّاء .   

 

 الحرّية والاسترخاء هم من أثمن الماسات الجوهرية ....هم قلادة باهظة الثمن تترنح في عنق كل من أراد النوم على وسادة الراحة والهدوء والسكينة، ولكل من يسعى إلى هدوء النفس والبسمة والطمأنينة. .