[x] اغلاق
ولقد نسيتُ بأنني أنثى...
20/11/2014 10:08

ولقد نسيتُ بأنني أنثى...

سعاد عوض سواعد- شفاعمرو

في بعض الاحيان احتاج لوقفة طويله مع نفسي لأرتب اوراقي مجدداً،  ابحث عن ذاتي واعيد تحديث مفاهيم انوثتي وحثلنة سلم اولوياتي كي لا اصاب بسقم الانجرار وراء مشاغلي فأجد نفسي أحيا لكي أعمل بدلاً من أن أعمل لكي أحيا...

فأنوثتي بين الحين والآخر تعلنها ثورة على شخصي،  وتعترض على طول المسافة بينها وبيني فتغضب وتثور وتهددني بالفراق ... فأصحو من غفوتي عنها، أعتذر لها وأعقد مصالحة ودية معها..

فسامحيني انوثتي لاني وان تجاهلتك يوماً فهو من كثرة مشاغلي واكتظاظ أيامي..

فحالي كحال كل النساء العاملات ، نشغل وظائف عده في آن واحد .. فنحن امهات عانينا آلام الولادةِ وقمنا للعملِ باكراً بعد ليلٍ طويلٍ من السهر والتنقل بين سرائر اطفالنا وعدنا بعد ساعات من الجد والكد في وظائفنا لنبدأَ جولةً اخرى من العمل في البيت وكأننا في خروجنا صباحاً تلقينا شحنةً من الطاقةِ بدلاً من إفراغها ..

وياتي المساءُ مثقلاً بتعب اليوم المنصرم وأجندة اليوم التالي...

ويمضي بنا العمر هكذا يوماً بعد يوم...

وعجباً كيف انني بين كل هذه الامور.. ما زلت اذكر انني امرأة وانثى ....

فأنا أيضاً كغالبية النساء العاملات مربيه وعاملة نظافة في البيت بساعات دوامٍ بلا حدود ، وسائقة تقل هذه وتسرع بذاك الى مدارسهم ودوراتهم ، ومساعدة في التدريس والوظائف البيتية, وعاملة اجتماعية تعظ وتوجه قريباتها وصديقاتها الحائرات, وطبيبة نفسية تتعايش حساسية المراهقين وتمردهم ..و..و..و..

فيا انوثتي المشرده ما بين أطلال مراهقتي وحاضر بلوغي لن أدعك تبرحين وطن خصائصي وحواسي أو تتوارين بين ثنايا أولوياتي ...فابشري ...أود أن أقول لك ... وبصدق ... بأنني كذبت عندما قلت... ولقد نسيت بأنني أنثى ...