[x] اغلاق
مؤتمر التراث العربي للمسلمين والمسيحيين في بيت لحم بمبادرة من مركز اللقاء يبحث سبل اعادة بناء الثقة بين الشرق العربي- الاسلامي والغرب
17/8/2009 11:42

تقرير خاص-
عقد مركز "اللقاء" للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة، مؤتمر التراث للعرب المسيحيين والمسلمين في مدينة بيت لحم من الخميس الى السبت 13-15/8/2009 في دورته الواحدة والعشرين تحت عنوان " بناء الثقة بين العالم العربي والاسلامي وبين الغرب/ تجارب الماضي وآفاق المستقبل"، بحضور عدد من الأكاديميين والمثقفين من مناطق بيت لحم والجليل والقدس.


وفي نهاية المؤتمر قرأ مدير عام اللقاء الدكتور جريس سعد خوري البيان الختامي للمؤتمر وجاء فيه "دلت خلاصة النقاشات والمداخلات على أن العلاقات بين الشرق والغرب تتراوح بين مد وجزر، وعلينا التمسك بالايجابيات منها وترك السلبيات، وما يميز العلاقات أنها تسير في اتجاهين وتتطلب ضرورة التعارف. ومن الضروري التوصل لحشد رأي عام عربي عقلاني يخاطب الغرب، ومناشدة الجاليات العربية لتفعيل دورها في الخارج."


وكان المؤتمر قد افتتح يبوم الخميس بكلمات شارك فيها كل من غبطة البطريرك ميشيل صباح والقاضي الشيخ تيسير رجب التميمي والأستاذ الكاتب فتحي فوراني والدكتور جريس سعد خوري، مدير مركز "اللقاء".
وبعد جلسة الافتتاح ابتدأت أعمال المؤتمر وكانت المحاضرة الأولى للدكتور جريس سعد خوري بعنوان " علاقة العرب بالغرب قبل الاسلام" تحدث فيها عن العرب قبل الاسلام وانتشار المسيحية بينهم وما تركته من أثر، وبوادر الاتصالات مع الغرب في النواحي التجارية والزراعية والسياسية.
وكانت المحاضرة الثانية للدكتور محسن يوسف، تحت عنوان "العلاقة بين العرب والغرب ابان الدعوة الاسلامية"، نفى فيها المحاضر وجود أي علاقة مع الغرب في هذه الحقبة، واستعرض علاقة النبي محمد بالمسيحيين واليهود والفتوحات الاسلامية.


و اشتمل اليوم الثاني الجمعة، على ست محاضرات كانت على التوالي الأولى تناولت "العلاقة بين الشرق والغرب ابان الخلافة الأموية" قدمها الدكتور جمال جودة من جامعة النجاح الوطنية، خلص فيها الى ان العلاقات بين الطرفين مرت بمرحلتين وتميزت بالعداء بينهما حيث لم يكن مجال لبناء الثقة. وتناولت المحاضرة الثانية "العلاقة ابان الخلافة العباسية" قدمها الدكتور سعيد البيشاوي من جامعة القدس المفتوحة، توقف فيها عند العلاقة بين الخلافة العباسية والمبراطورية البيزنطية والامبراطورية الرومانية وبين الممالك الاسبانية والدول الاوروبية. وتابع الدكتور عمر شلبي من جامعة الخليل، الموضوع بالحديث عن "العلاقة في العهد الأندلسي" توقف فيها عند العلاقات الحسنة بين الطرفين والتعاون وكذلك ما اعتورها من سلبيات.
وكانت المحاضرة الرابعة للدكتور عطالله قبطي من جامعة حيفا، والذي تناول تأثير الحروب الصليبية على العلاقات بين الطرفين والتي خلفت آثارا سلبية على العلاقات نظرا لما حملته هذه الفترة من تباعد وعداوة ظاهرتين. أما المحاضرة الخامسة فتناولت العلاقات ابان الحكم العثماني وقدمها الدكتور تيسير جبارة من جامعة القدس المفتوحة، وتوقف فيها عند علاقة الدول الغربية بالدولة العثمانية المريضة واقتسام أراضيها فيما بينها. واختتم اليوم الثاني بمحاضرة للدكتور حماد حسين من جنين، وتناول فيها تأثير اتفاقية سايكس-بيكو ووعد بلفور على العلاقات والتي تميزت بفقدان الثقة بين الطرفين نظرا لانحياز الغرب الى جانب الصهيونية واليهود في هذه المرحلة.
وجاء اليوم الثالث والأخير حافلا بالندوات، فكانت الندوة الأولى بعنوان"علاقة صراع أم حوار؟" تحدث فيها الدكتور برنارد سابيلا، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني فقال ان كثيرا من الحوار يقوم على مصلحة منفعية وليس على قناعة فكرية، وبالنسبة للعلاقات بين العرب والغرب قال بأن "الصراع العربي- الاسرائيلي واقامة اسرائيل غصبا على الأرض العربية الفلسطينية قد أساء كثيرا للعلاقة ما بين العرب والمسلمين والعالم الغربي."
  وشارك الى جانبه المحاضر الأمريكي د. سكوت الكساندر، مدير الدراسات الكاثوليكية- الاسلامية في شيكاغو فتحدث عن "الخوف من الاسلام" في الولايات المتحدة معللا أسباب ذلك الى عوامل ثلاثة وهي: سياسة بوش والمحافظين الجدد، سياسة اصحاب المصالح الخاصة ووسائل الاعلام الأمريكية وخاصة "فوكس نيوز".
أما الندوة االثانية فتناولت موضوع "دور الفكر الديني في بناء الثقة بين العرب والغرب" تحدث فيها الأب د. رفيق خوري فاستشهد برسالة بطاركة الشرق الكاثوليك الثالثة التي تحدثت عن العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في العالم العربي  التي أكدت على أن العيش المشترك هو من صميم وقوفنا أمام الله. واشترك فيها د. حمزة ذيب مصطفى من كلية الدعوة واصول الدين، فأكد على انفتاح الاسلام على كل ما هو ايجابي من ثقافة وعقائد دينية وعلم بروح التسامح والصفح وحسن الظن بالآخر.
أما الندوة الأخيرة فكانت بعنوان "كيف نبني الثقة بين العالم العربي والاسلامي وبين الغرب؟" شارك فيها الدكتور ذياب عيوش، العضو المنتخب في المجلس الثوري لحركة فتح، مشيرا الى أن الدعود الى الحوار هي دعوة عربية اسلامية وغربية مشتركة في آن واحد، وخلص الى أن بناء الثقة ممكن اذا ما توافرت شروط معينة، ومنها اذا تخلى الغرب عن المعايير المزدوجة وأطماعه الاستعمارية في المنطقة العربية.
وتحدث الى جانبه د. ويلي ريليكه من ألمانيا، منوها الى أهمية تبادل المعلومات بين الطرفين وأكد ان مواقف الممستشارة مركيل لا تعكس حقيقة مواقف الألمان من القضية الفلسطينية، مشيرا الى أن 70% من الألمان يعتقدون أن اسرائيل مذنبة في حربها الأخيرة. وتحدث عن عمله على رأس مؤسسة موسيقية تجمع موسيقيين شباب من ألمانيا والدول العربية، حيث سيقام عرض موسيقي قريب كهذا في ألمانيا بمشاركة موسيقيين فلسطينيين شباب.
هذا وشارك عدد من الحضور في تقديم المداخلات والملاحظات بعد كل محاضرة وندوة مما أغنى المؤتمر بالنقاش وتبادل الآراء بكل جرأة وموضوعية، كما شارك عدد من الأكاديميين في تقديم المحاضرات والندوات المهمة وهم: د. عبد الرحمن عباد، د. بيتر قمري، د. سعيد السلوادي، السيدة هنادي سوداح- يونان، الأستاذ موسى درويش، المحامي علي رافع، د. وليد مصطفى ود. قسطندي الشوملي.