[x] اغلاق
ثمة
8/1/2015 14:48

ثمة

بقلم: محمد جمال صبح

ثمة أخرون يستمدون قوتهم من حرفك، وأخرون ينتظرون سقوطك المدوي الأخير، ثمة زمان كان لك ثمّ أنك لا تعرف كيف أصبحت خارج حدود دقائقه، كيف ومن جيره لنفسه؟

       ثمة فصول تتعاقب، ترتديك وتخلعك كأنك رداءها الدافىء أو الرث الردىء، وأعوام تواصل التوالد من رحم بعضها، كل ما تهبك منها، بعض من غصات جديدة وبعض من شعر ابيض، شعرات أسعد بها ولا تتفاجىء إن أنت وجدتها كل يوم تزيد.

        ثمة ما يحدث دونك، من يخونك في الخفاء، من يواصل رقصه المحموم فوق جسدك المصلوب فوق نار أشواق عصية المنال، فالبعض يراقص أشواق غيرك، ولا يبالي، فإن حدث، حاول أن لا تبالي، فذاك اقل الخراب، فليس كل خراب جميل.

     ثمة قصص خلقت حتى تعيش وترى النور، وثمة قصص خلقت ذات عتمة روح، فالتي تعشق النور ستحارب كثيرا لأجل نفسها، حتى تبقى أكثر أكثر في النور، وتلك التي أجهضت باكرا، كممت أفواه قلوبها، خنقت أخر أنفاسها باكرا، ربما أنها وئدت، قد تكون حتى قتلت، فلا عزاء لإصحابها سوى بالنسيان، إن أتى، وعليهم أن يدركوا أن نسيانهم مرشح جدا أن يتباطىء أو أن يتأخر أو أن لا يأتي، في الأثناء، ربما توجب عليهم التصالح مع فكرة أنهم قصة لم تخلق حتى تعيش، أنهم من اؤلئك اللذين كتب عليهم أن يعيشوا الحياة دونما أن يتذوقوها.

      ثمة وقت خلق لنا، ووقت أخر للأخرين، طيور الظلام، أمراء الفتنة النائمة، غيلان أخر الليل، أحصنتهم الريح، تدق قبضاتهم المتوحشة زجاج نوافذنا، يغضبهم أن يجدونها محكمة الإغلاق دونهم في بعض المرات، تشتد طرقاتهم فوقها، قد تتكسر وتتشظى، قد نصاب ببعض الجروح، المهم، أن لا نسلم لهم أخر القلاع، أخر قلعة للصمود، قلبي.

      ثمة شهوة كتابة روادتني عن نفسي ولم أقوى عليها، في شهوتها سقطت من شاهق.

1
.
معين
9/1/2015
قدما الى الامام جميل